الديوان » اليمن » عبد الكريم الشويطر » في رحاب البيت العتيق

عدد الابيات : 48

طباعة

لَعَمْرُكَ ، كمْ في الناس غادٍ ، ورائحُ

وما كلُّ سعيٍ ، تقتضيهِ مصالحُ

يسيرون هَونًا في الطريق ، حصافة

وأنت بلا ريثٍ ، وكالمُهرِ جامحُ

تكرِّسُ فعلاً ،  ثمَّ  تبغي بديلهُ

إذا  نِلتَ جُزءاً ، أنت بالكلِّ طامحُ

تجوبُ الفيافي، تذ رع الأرضَ كلَّها 

تحِلُّ بأرضً ،  بينما أنت نازحُ

إلى أن تغتشَّاك  الكرى ذات ليلةٍ 

فهزَّكَ شوقٌ أيقظتهُ الجوا رحُ

رحلتَ مع القوم الذين ارتضى لهم 

وبعد رضى المولى ، حبيبٌ ، وناصحُ

يممنا لبيت الله نسعى ، ركائباً 

ودارت ببطن الحافلات الأباطحُ

لأُمِّ  القُرى نهفو ويزداد شوقنا 

وتركضُ من خلف الضُّلوع الجوانحُ

فما إنْ بدا البيتُ العتيقُ أمامنا 

توقف نبضٌ بالخشوعِ ، وجارحُ

سرى في فؤاد الكلّ شوقٌ ولهفةٌ 

لتقبيل ذاك الرُّكن ، إنْ هو سانحُ

فلما عرفنا ،أنهُ غير مُدركٍ 

شققنا جُموعاً ، حولهُ تتناطحُ

لمسنا وقَبَّلنا المكان الذي به 

يَدُ المصطفى ، مرَّت به وهوماسحُ

تفوحُ بذاك الركن من حيث قبَّلتْ 

شفاهُ رسول الله ، أزكى الروائحُ

مشينا على أرض الطواف تَحُفُّنا 

ملا ئكةٌ ، كِدْ نا بهم نتصافحُ

وأرواح أزكى المرسلين تُظِلِّنَا 

وتحتضنُ الظلَّ الرُّبى والمطارحُ

نلبِّي ونُعلِي بالأكفِّ  تضرعاً 

فتهتزُّ، من وقع النداءِ  الجوانحُ

سُراةٌ ومن غير المخِيطِ  كساؤنا 

حُفاةٌ وقيض الحَرِّ في الرأس لافِحُ

كأنَّا لِبسنا الطُّهرِمن كل جانبٍ 

كأن صفاء الرُّوح بالجسم لاقحُ

نسيرُ على الدَّرب الذي سعى بهِ 

أبو الأنبيا، سعيا ً الى الربِّ كادحُ

ونسجُد في ذاك الصعيد الذي بهِ 

مَشَى خيرُ من حقَّتْ عليه المدائحُ

محمدٌ المبعوثُ للنا س رحمةً 

وخير إمامٍ قام في الناس ناصحُ

ودعوة إبراهيم ترتدُّ، كا لصدى

بأسماعنا والرجْعُ في الكون صادحُ

نطوفُ ، وتاريخُ  القرونِ يلُفُّنا 

فنذكر كم قد طاف بالبيت فاتحُ

كأنك في درب الطواف ،كويكبٌ 

يدورُ بأطراف المجرَّة سابحُ

نُريحُ  بأكنافِ المقام جباهنا 

وتحلو لنا عند الحطيم الفواتحُ

وقفنا على أرض الصفا نسأل الرضا 

ونطلبُ عفواً وافر الكمِّ راجحُ

فما إن بدا الجمع الغفيرمُهرولاً 

جرت عبراتٌ في الخدود نواضحُ

على أم إسماعيل فاضت دموعنا

لمسنا شقاء الأمِّ ، حين تكافحُ

ذكرنا صغاراً قد تركنا ، وصبيةً 

لمن يكفلُ الأرزاق ، من هُو مانحُ

توالت جموع الخلق من كل رقعةٍ 

بحشدٍ كيوم الحشر مغزاه واضحُ

كأنَّ جميع الناس تابوا لربِّهم 

كأنَّ جميع الناسِ ، بَرٌّ وصالحُ

يلوذون بالبيت العتيق متابةً 

وأغلبهم ، باكٍ هناك ، ونائحُ

شهدنًا بأن الكون مَسْرَاهُ من هنا

وأنَّ لأبواب السماء مفاتحُ

بأروقةِ البيت الحرام نسائمٌ

تشنُّ بَرُوداً ، والشذى منه فائحُ

فبوركتِ الأرض التي فوق تُربها

رأينا جمالاً ليس يُوفيهِ ماد حُ

ويا أكرم البُلدان يا خير منزلٍ

تمنَّى الذي يلقا كِ أن لا يُبارح

بوادٍ من الصخر الشديد أديمهُ

وفيه شعابٌ ليس فيها ملا محُ

فكيف جرى النبع العظيم بقلبها 

وسال بها ماءٌ من الصخر سائحُ

يُداوي من الأسقام يشفي سمائماً 

ويشرح ما في الصدر إذ هو شارحُ

فسبحان من أجراه عذبًا مذاقهُ 

وأخرجهُ من بئرِ زمزمَ راشحُ

وأكرمها بالرزق من كل جانبٍ 

وساق لها  ما أبدعته القرائحُ

كأن سماء الأرض زادت بجَوِّها 

صفاءً وزادت في النجوم اللوامحُ

هنالك تسمو النفس تصفو بها الرؤى

فتذكرُ ما عانيتَ ثم تسامحُ

سقاها إلهُ الكونِ من بحر جودهِ 

بما حملتْ منه ُالرياح اللواقحُ

ولما بلغنا  بالمناسكِ  شأونا 

وطفنا على الأركان ،والحزن فادحُ

رجعنا الى الأوطان بيضٌ وجوهنا  

كما عاد من بعد الخسارة رابحُ

وأزكى صلاة الله تغشى محمداً  

ومَنْ بَعْدَهُ ،قد أخلصوا، وتناصحوا

1/12/2004 إب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الكريم الشويطر

avatar

عبد الكريم الشويطر حساب موثق

اليمن

poet-Abdulkarym-al-showaiter@

165

قصيدة

16

متابعين

الاسم: د/ عبد الكريم عبد الله الشويطر تاريخ الميلاد: ٢٤ يوليو ١٩٥٠ الحالة الاجتماعية: متزوج، أب لأربعة أبناء وثلاث بنات التعليم: تلقى علومه الأساسية في مدينة إب، والمرحلة الثانوية في القاهرة وتعز. رُشح لدراسة العلوم ...

المزيد عن عبد الكريم الشويطر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة