من ذا يؤكد  صحة الأحكام 

ويحُلَّ معضلةً  بلا إلمامِ 

خضتُ المعارف والعلوم بهمَّةٍ 

ورحلتُ خلف مداركِ الإفهام

أفنيتُ عمري كلَّه متأملاً 

ورحلتُ خلف  مسافتي ومَقَامي

ما في الحياة فهمتهُ وحذقتهُ 

ما في النفوس وصفته بكلامي

ما في قلوب العاشقين وجدتهُ 

متغلغلاً بدمي وبين عظامي

أعلنتُ  شوقي  للخلاص ِمُجاوزًا 

ما قالهُ الحلاَّج    والبسطامي

كيف الوصولَ إلى مشارف  غايتي 

أين الطريق إلى بلوغ  مَرامي

هل بالسباحةِ في الهواء بلا يدٍ 

أم في الكرى سعيًا على الأقدام

أم بارتقاءِ الروح دون وساطةٍ 

أم بانتظار كرامةِ الإلهام

هل بالحُلولِ بأيِّ جِسمٍ نابضٍ 

أو باتحاد الروح بالأ جسام

هل بالعلوم وبالتجاريب التي 

زادت غموضي طيلة الأعوام

أم بالتخاطر والتناذ ر والرُّؤى

أو بالتناسخ خارج الأرحام

أم بالتَّفرُّعِ من جذور مشايخٍي 

كتفرُّع الأغصانٍ  والأكمام

أم بالتفاني في الحروف وقد بدا 

أنَّ الحروفَ مطيَّةُ الأعَلام

كم غصتُ فيها وامتزجتُ بِحَبرها 

حتى طغتْ لُغتي  وحلَّ هُيامي

ورحلتُ في الأشياء  أو حرَّكتُها  

حتى  رفعتُ حجارة الأهرام

ومشيتُ فوق الماءِ دون وساطةٍ 

ورقصتُ وَجْداً في الهواء أمامي

حين التفتُّ إلى الوراء مُحدِّقًا  

شاهدتُ من غادرتُهم قُدَّامي

والصبحُ يأتي في المساءِ وليلتي 

صبحٌ وشمسُ حقيقتي بظلام

وجه الحقيقة غائبٌ متغيبٌ 

لا أقتفيهِ  ولا يلوحُ أمامي

لمَّا وضعتُ على الخريطة إصبعي     

ورحلتُ خلف الشكِّ والأوهام

ونسجتُ من خيط الوجود قريحتي     

وفصلتُ معجزتي عن الأحلام

حجمي تضاءل واستفاقت محنتي     

وطغتْ تباعيضي على أقسامي

فحصيلتي صفرٌ إذاً في رحلتي     

والصفرُ أضحى سيِّد الأرقام

وكأن ما حولي تضاعيفٌ لِما

سمُّوهُ صفرًا سائر الأقوام

فمزجتُ ذاك بذا  وتلك بهذه

فعرفتُ كيف سكرتُ في أوهامي

غاب الزمان مع المكان صحوتُ     

في الجسد الجريح الدَّامي

حيث الحقيقة في الوجود تمازجت     

كتما زجِ الألوان والأنغام

غنَّيتُ للفرحِ العَميم  محبَّةً

وسقَيْتُ كل العاشقينَ مُدامي

بدمي سقيتُ حدائقي ومغارسي 

ونسجتُ أجنحتي من الأقلام

حيث الصغير وقدتنا هَى حجْمُه

في الكونِ يُخفي حجمهُ المتنامي

متعلِّقٌ لايدْرِ ماهيةَ  وضْعِهِ

في صخرةٍ  أو فوق بحرٍ طامي

هو ذرةٌ لا تدْرِ هل في البَرِّ أم 

في البحرأو جُرْمٍ من الأجْرامِ

متعلِّقٌ بحضورهِ بِمَجَرَّةٍ

هي رملةٌ  في شاطئٍ مُترامي

كتعلُّق الطيف الجميلِ بشمْسِهِ

كحفيف غصنٍ في نُشور غَمَام

أنىَّ تُقاربُ طينة ٌ مخلوقةٌ

ربَّ الجلال المحض والإعظام؟

وجزيئة ٌ مُزجت بطين ٍلا ز بٍ

لا تدر ما في الطين من إبهام

أو كيف حلَّ الماء في أجسا دنا

بخصائصٍ عجزت عن الإلمام

بيني ومن عرفُوهُ وجهُ تعلُّقٍ

كتعلُّقِ الذَّراتِ بالأجسامِ

بيني وربِّي  نَفْحةٌ ٌقدسيَّةٌ 

تسمُو وراءَ النَّقضِ والإبرامِ

وحقيقتي عَقَدتْ جميع حقائق

الإيمانِ  روحَ رسالةِ الإسلامِ.

2010م