1
ترحلُ الذكرى، فأرنو للمدى،
يقتلني ، يبعدني عن وطني،
شبراً ،فشبرا.
 
وأنا آمل أن ترجع لي يوماً ، فأسلو،
فلقد ضاقت بيَ الأيام صبرا.
 
إنني أحيا على الذكرى،
وهذا العيشُ مردودٌ،
إذا ما لم يُحرّك في نياط القلب  ذكرى.
 
سانح الأيام ، لاعادت،
إذا ماتت بها الأشواق،
أو سارت بها الأيام تترى.
 
فحياة المرءِ منقوصٌ شذاها،
عندما تكدح في الوهمِ ً،
و ترنو لجمال الكون شزرا.
 
كل ماحولك سحرٌ، وجمالٌ،،
فتمتع بنصيبٍ منه،إن كنتَ مُصِرّا.
 
يا لأيام الصِّبا الجامحِ،
ما ضرّ الفتى لو صانها،  
حتى وإنْ جاوز عُمرا.
 
حين وافتنا عهودٌ، 
مزجت أرواحنا فيها،
كما تمزج   تفاحاً وخمرا.
 
لستُ أنسى قمر الفرحةِ باللقيا،
وأنصاف حروفٍ ،
رقصت في شفة الفرحة سكرى.
 
كانت الأحلام تنثالُ على  خُصلة شَعرٍ،
أو على زهرة خــدٍّ،
وتُروِّي عطش الروحِ تلا حيناً وشعرا.
 
بحديثٍ ، دافئى النجوى ، وهمسٍ،
يرسل النغمة أزهاراً وعطرا.
 
وحرفٍ ناعماتٍ ،
تطفئ اللوعة ، تكسو بـدَنَ العاشق، 
إعزازا , وفخرا.
 
إنَّ للهمس الذي يحمل صوت القلب ،
في أذن الذي تهواهُ ، إغـراءًّ ، وسحرا.
 
قالت الحسنآء: قلّبتَ فؤادي ،
هل ترى لازال يخفي عنك سرّا.
 
قلتُ أسراركِ في قلبي ،
وإني أحفظ السرّ جميلاً ، 
ثم أنساهُ إذا ماكان مـُـرّا.
 
سألتني ما هو الحب؟
وهلاّ كنت منها بمعاني الحبِّ أدرَى ؟.
 
سألتني : ما هو الشوق؟
فقلت الشوق إعصارٌ يهزُّ القلب،
يطوي الحسّ ،لا يقبل زجرا.
 
وهو أعمى، لايرى الأشياءَ،
يمضي كاسحاً،
يجرفنا في طيِّهِ  برّاً، وبحرا.
 
إنَّ مفتـاح الهوى في يد حــوّاءَ،
فلا تحمل على نفسك مهما كان ،وِزْرا.
 
حالهُ أشبه حالي ، شأنه ُ اصبح شأني،
نحن روحاً سكنت في قلب أخرى.
 
وأنا راضٍ بما يرضيه ، 
يسلوني الذي يُلقيهِ  ، 
في سمعيَ جهرا.
 
ولكم آملُ أن يبقى كما كانَ ،
سعيداً , واثقــاً ,
يُشرق بالوجهِ الذي يطفحُ بشرَا.
 
2
خُلق الكون من  الحبِّ،
فهل في الكون شيئٌ ،
عاشقٌ للضدِّ ، إكراهاً ، وقسْرا.
 
كلُّ وُدٍّ ينطفي ،  مالم يجاري حالة الدنيا.
ويجلو سحنة الأيام بالتجديد طُـــرّا.
 
فالتقط من عيشك الهارب أزهار بقآءٍ،
لتداوي سقَمَ العيشٍ ,
وتُبقي لك في المهجة  ذُخرا.
 
فبساط الحزن ممدودٌ، 
ولكن الصَّفا ، والأنسُ..معدودٌ ،
وقد يصبحُ نــــزْ را. 
 
إترك النفسَ على فطرتها ، موزونة الرغبةِ،
واجعل لنشاز الطبع ، في أذنكَ وقْـرا.
 
كل عيشٍ ما له نفعٌ ،
إذا ما لمْ تجِدْ فيه حبيباً ، يؤنس القلبَ ،
ويكسوعيشكَ الهانئِ فخرا . 
 
وليالي العمردربٌ حالكٌ ،
ما لم يجاريك  ، هـــلالٌ ،
أوترى في ليلك الدامسِ بدرا.
 
وبلادٌ ، ليس فيها وجه من تهواهُ ،
لو ضمّت عباد اللهِ ،
تبدو لك أشباحاً ، وقفْـرا.
 
ما الذي حرَّك أشجاني ،
إلى من زفرات الشوق تنداحُ ،
كموجِ البحرِ ،
هل في زمن الآلةِ  ، من يقرأ شِعرا.
 
للهوى المفقود في أيامنا ،
أجمع  أنفاسي ، وأشجانيَ ، 
شعراً، سال من قلبيَ نهــرا.
 
وإلى كل رفيقٍ ، لم يزل بين حناياهُ ,
 فؤادٌ نابضٌ يهفو،
ولا زالت به الأشواق حرّا.
 
وإلى من قال قبلي أعذب القولِ ,
وأغنى ذوقنا شعراً ، ونثرا.
 
إنني أنقشُ آمالي وآلآمي ، 
على سطر الهوى، لحنًا،
لعلِّي ربما أملكُ في ذلكَ عُـذرا.
 
والذي أقحمني باباً، من الشعر قديماً،
أنما قلناه لايسمو على ما قيل قدرا.
 
عودة الروح إلى دندنةِ الوادي ،
وأصوات الكناري،
في حقول البُنّ فجرا.
 
وتباريح الهوى العذري،
وأشعار البوادي ، ونقآء الريف ،
والساحات  خضراءٌ وصفرا.
 
وعيون الزهر كالأحداق ،
في روض البراري،
وخرير الماءِ ، سلسالاً ، وقَطْرا.
 
إنها إبُّ التي مهما وصفناها ،
يكون الوصفُ ، إقلالاً ، وحصْرا..
 
فعيون الشِّعر ًفيها ، واقعٌ ،
 يسطعُ من أحداقهاالخضراءِ ،
ياقوتـــاً ، وتبْــــرا.
 
ربّـةَ الحسن الذي أودعه اللهُ ،
على الأرضِ،
وتاج اليمن الباذخ ، والباسم ثغرا.
 
وصلاة الله تغشى المصطفى طه ،
إمام الخــلقِ ، 
من في الليلةِ الظلماءِ أسرى.
 
وإلى المولى الذي يؤتي من الحكمةِ ،
من شاءَ ، ولا نحصي له حمداً، وشكرا.      
تعديل 8/1/2011

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الكريم الشويطر

avatar

عبد الكريم الشويطر حساب موثق

اليمن

poet-Abdulkarym-al-showaiter@

165

قصيدة

18

متابعين

الاسم: د/ عبد الكريم عبد الله الشويطر تاريخ الميلاد: ٢٤ يوليو ١٩٥٠ الحالة الاجتماعية: متزوج، أب لأربعة أبناء وثلاث بنات التعليم: تلقى علومه الأساسية في مدينة إب، والمرحلة الثانوية في القاهرة وتعز. رُشح لدراسة العلوم ...

المزيد عن عبد الكريم الشويطر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة