الديوان » اليمن » عبد الكريم الشويطر » أطـباق شـعرية 1

الحـــرف الجــديد
صــارَ حــرفَ اليومِ .. عصفـوراً ،
على الطيفِ يَقَــافزْ .
في بحــور الضـوءِ والألوانِ ،
نبضــاً ، كوكبــياً ،
شــعَّ ، أنغــاماً تَـمَايزْ .
عَنكَبـَـاتُ السّــلَّم المهجُــورِ ،
في كُـلِّ الزوايَا تتغـامَـزْ .
ديسمبر1989
 
ربيـــع
صَمَتَ العالَـمُ ،
لماّ صَدحَتْ أُغنِيَةُ الأرِض ،
وناَدتْ شَفةُ الوَرْد .. أفيْقُوا .
هذِهِ الأنَغْامُ ..
تَأتي مَرةً كُلَّ رَبِيعٍ .
فهلمُّـوا ..
نُحْيِ ذكـرى َعبَـق الرُّوحِ ،
ونـدْعُو، قَمَرَ الفــرحةِ ،
أنْ يُشـْـرِقَ مِنـَّــا ..
زارع الشـــوق
ماتَ في جُـرحهِ ، زارعُ الشوقِ ،
لكنهُ أنبتَ البُرعُمَ المتوهِّجَ ، في دَمِنا .،
 والسُّؤالْ ،
مـدَّ إحساسنا ، دفقةً ، من ضياءٍ ،
وأعطى لأيَّامَنا ، مِسـحةً ،
منْ جَمَـال.
 
سكنتُ جــراحي
سكنتُ جراحي ،
لبستُ الكـلامَ ،
وأشْـعلتهُ بدماءِ الحروفِ ،
كتَـمْتُ ، الأَنـَا ،
فاستفقتُ على عَالمٍ ، من ضياءٍ ،
تَوزّعتُــهُ جســداً ،
وبـــدأتُ الحضــور .
 
حــــلم
هكذا ، كُنتُ أحــلمُ . . .
أرســمُ للظُـلْمَةِ المُدْلَهِمَّـةِ ، وجهاً ،
بقنـديل أشـواقيَ المحُرقاتْ .
أصـوغُ الحـواجبَ ، أقْـواسَ نُــورٍ ،
وأجعلُ من بـؤبـؤ ِالعَـيْنِ ، باباً إلى الشمسِ .
أعـتمدُ الأنْفَ، جِســراً، إلى مُدنِ الضــوء ،
أسـكُنُ ، في شَـفةِ الغَـــدِ ،
أصنــعُ مُعجـزتي . . . من حريقي .
                    
أنــا لغتي
 
أنــا لُغـتي ،
وأنا حرْفُها ، الِمِنجَـليُّ ،
المسافرُ، في حلقاتِ الهـلالْ .
تخـلَّقتُ ، من شَـفةِ الطـَّيرْ ،
من رئِـةِ الكائنــاتِ الرقيقةِ .
من هَــمزاتِ الغِــناءْ .
شَـبَكُوا ، بِالهُمُومِ ، قَوَادِمَ قافــلتي ،
فـنما لي جناحانِ ،
في جَسَـدِ الشِّـعْرِ ،
أعـلُو ، على عـالمَي بهما ،
أمْخُــرُ الضَّــوءَ ،
أعــرُجُ ، في الأفْــقِ ،
أنَّـى ، أشــاءُ ،
متى ما ، أشاءُ ،
وكيفَ ، أشــاءْ .
 
عطــــاء
ما الذي أخْـبَرَتْنَا بهِ ، قطرةُ الماءِ ،
غـير النَّقَــاءْ .. ؟
ما الذي جـاءَ من حـَّبةِ القـمحِ ،
غـير َالعطاءْ  .. ؟
ما الذي فـاحَ، من شَـفةِ الوردِ ،
غـيرَ الوفـاءْ ؟
ما الذي جعلً الناسَ ، تعلُو ، على بعضها ،
غـيرَ هَــذَا الغَــَباءْ .. ؟
أبــو الطيب
عَلَى قـدرِ عزمي ، مضيتُ ،
تجـاوزتُ درْبِـي ،
وطـاوَلْتُ ، سـيفي ورُمحي ،
قتلتُ جـوادي ،
تجاوزتُ صـوتي ،
ولا أحــدٌ ، لاحَ . . .
لا أحــدٌ ، كانَ يَبْـدُو ، هُناكْ . .
أيُّ أرَضً ، يَـمَمْتَ . . ؟
إلى أيِّ كَـْونٍ ، رحَلْتَ . . ؟
وفي أي نجمٍ سكنتَ ؟  
أجبْنِي .. بربِّكَ .. 
يـــــــــــا سيِّدي ،
يا أبا الطيِّب ، المُتــنبِّي . . ؟
إقــــــرار
كان جـدِّي يقول :
استعينُوا على الدهــرِ .. بالعقلِ ،
كلُّ القــوانينِ ، قانُونها العـقلَ ،
لا شـئَ ، يـهزِمُهُ ،
قـويٌّ ، حَصِــينٌّ ، دقيقٌ. . إلى آخر السطرِ .
سـافرْتُ ، في نُـزهةٍ ، ثم قابلتُها ،
وجـهُها .. ، شـَعرُها .. ، صوتُها ..
لمســاتُ أنامِلها ،
رسَـمَتْ لوحةً ، لا يُصًـدِّقُها العقـلُ ،
ناديتُ ،..عقلي ؟ تروَّى، تماسَكْ ،
ولكنـَّـهُ . . .
خـرَّ، مُسْـَتسْلِماً . . للجَـمَالْ .
 
يـــــأس
ضـائعـةٌ ، حياتهُ ،
منْسـيةُ ، صِفاتهُ ،
محروقةٌ ، من أوَّلِ الكلامِ ، ذكرياتهُ ،
غارقةٌ ، في زحمةِ الخُطوط ِ، مَرْكباتهُ ،
وبين خشـيةِ السُّـقوطِ ،
واستطالةِ القُنُـوطِ ،
يرْقُبُ الصبـاحَ ، عَبــثاً ،
يفسـدُ حتى ، طَعمُـهُ ، ولونــهُ ، انتظـارهُ .
متى .. متى ، تَنُتَفِضُ الأرضُ ،
 على أحجارها ،
ودورةُ الزمانِ ، تنتهي .
وتنتهِي المِحْنةُ ،
أو فلتَنْتَهِي ، بـدونِ رجعـةٍ ،
حيــاتهُ . !
8/7/88م

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الكريم الشويطر

avatar

عبد الكريم الشويطر حساب موثق

اليمن

poet-Abdulkarym-al-showaiter@

165

قصيدة

18

متابعين

الاسم: د/ عبد الكريم عبد الله الشويطر تاريخ الميلاد: ٢٤ يوليو ١٩٥٠ الحالة الاجتماعية: متزوج، أب لأربعة أبناء وثلاث بنات التعليم: تلقى علومه الأساسية في مدينة إب، والمرحلة الثانوية في القاهرة وتعز. رُشح لدراسة العلوم ...

المزيد عن عبد الكريم الشويطر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة