الديوان » اليمن » عبد الكريم الشويطر » مع ابن زريق في غربته

عدد الابيات : 53

طباعة

يا من تقدَّسَ في الأسماءِ مو قعُهُ

ومن بأعلى العُلى في الكون موضِعُهُ

يا خالقاً كل ما في الكون من عدمٍ 

وعا لماً سر َّهذا الخلق أجمَعُهُ

بكو كبِ من غبار الكون  تحفظُنا 

كلٌّ له في أديمِ الأرض مرتَعُهُ

ينا لُ مقسومَه في الرزق  مكتملاً 

بعضٌ يُفيدُ ، ومنهم من يضيِّعُهُ

فيا جزيل العطا يا من برحمتهِ 

ألهمتنا كلَّ ما نأتي ونصنعهُ

أُبسُط لنا الخيرَ واكرمنا بعا فيةٍ  

وجنِّب العبدَ عمَّا ليس ينفعُهُ

و زِ دْ بفضلكَ إحسا نًا ومغفرةً  

لِمن يمُدُّ إليكَ الآ نَ أذ رعَهُ

واشملْ بعفوك من يُبد ي إساءَ تهُ   

وارحمْ حنانيكَ من يُخفي تضرُّعَهُ

وارفقْ بنفسٍ بأسرار الهوى تِلِفتْ   

في فهْمِ ما كانَ أو ما سوف يتبَعُهُ

والطُفْ بهذا الذي، أنشأ تَ صورتهُ  

وصُغْتَ في صُحف الأسرار مَطلَعَهُ

إلاّ رحمتَ فتًى ،ما اختار مَولِدهُ  

وليس يعلمُ حتى أينَ مَصرَعُهُ

عطفاً الهي على من  با ت منشغلا ً 

بنفسهِ ، ورياح الشوق ِتدفعُهُ

مُقلِّباً في سما ء العشق  نا ظرهُ  

ومرسلاً من شحيحِ الحظ ِّأدمُعَهُ

لعلَّهُ صُد فةً قد يستدلُّ على  

شيئ بغا فلةِ الأيامِ ضيَّعَهُ

أو قد يرى قبساً في بعض شاردةٍ  

يُحيِي الذي في شغاف القلبِ يُودِعَهُ

يستمطرُ العطف والإ حسان منتظرًا 

غَيْثَ المحبة والإخلاص يتْرعُهُ

الدمع  يُغرقُ  في الأجفا نِ مقلتهُ   

والنار تُشعلُ  في الأحشاءِ أضلُعَهُ

لواعجُ الزمنِ المفقودِ  تجذبِهُ   

ومحنةُ الزمنِ المعقُودِ  تُخضِعهُ

مُعلَّقٌ، بِعُرَى الآما ل ، يَنشُدُها  

أن تستديمَ ، وتُسْدِي ، ما يُمتِّعهُ

ينوي الصلاح ولكن لا يؤ يٍّدهُ  

عزمٌ ولا سندٌ  يأ تي وير فعُهُ

يروِّض النفسَ حتى كاد يقتُلها  

يؤنب القلبَ حتى كاد يصفعُهُ

ما فتنةٌ تنقضي إلاَّ وتعقُبُها  

من بعدها فتنةٌ تأ تي وتتبعُهُ

مكلَّفٌ بمجاراة الحياة ولو  

مالت به أونأت عمَّا توقََّّعهُ

مسافرٌ في خيا لاتٍ وفي عِلَلٍ  

ومُوغِلٌ في متاهاتٍ تزعزعهُ

ومُولعٌ بخطوط الطول يقطَعُها  

وغافل ٌعن ُخُطوط العَرض تقطعُهُ

جنى على نفسهِ يوما فطاوعها   

من حيثُ كانت طوال العُمر تردعه

إن سار يوماً على أنقاضها وقَفَتْ   

تَصُدُّه وعلى الأعقاب تُرجِعهُ

تاهت معالمهُ في كل ناحيةٍ  

حتى من الحُلم فالأحلام تنزَعُهُ

يَنُوحُ كا بنِ زُريقٍ في تغرُّبهِ   

كأنه ضاع في ترحاله ِمعهُ 

كم غاص بين احتمالات الوجود وفي    

فحوى سؤال قديمٍ قضَّ مضجعهُ

مِنْ أين جئتُ، إلى أين انتهت قدمي   

أنا أنا ، أوأنا.. من كنتُ أخدعُهُ

قدكان مغتبطا في أرضهِ مَلِكَاً    

وقُبَّة ٌ في سماءِ الأرض تشفعُهُ

خليفة ُاللهِ، في الأرجاء قاطبة ً   

وسيِّدٌ ليس يخشى من ينازعُهُ

وآمنٌ ، مستريحَ البال في دِعَةٍ    

وربما كِسرةٌ ، تكفي ، وتُشبعُهُ

ولا أنينٌ بشرق الأرض يؤرقهُ  

ولا حريقٌ بقاصي ألأ رض يُفزعُهُ

واليوم يدرك ُما في الكون من حُجُب 

ما نحن فيهِ ، وكيف امتدَّ بلْقَعُهُ

فمن  يديرُ شئوناً فوق طا قتنا 

ومن يدبِّرُ هذا الأمرَ أجمعهُ

سِوى عليمٍ، حكيمٍ ، قا د رٍ، صَمدٍ 

مُقَدِّرٍ لبديعِ الصُّنعِ أروَعَهُ

لاشيئ نملك  من أمرِّ الوجود سِوى 

إيماننا بقضاءِ الله يصنعهُ

مَلا ذ أرواحِنا ياربُّ، أنت لنا 

وموئلٌ ،ومصيرٌ أنتَ مرجِعُهُ

الغيبُ غيبكَ والأقدار، قد سمحتْ 

لنا بشيئٍ ، ينيرُ  العقل يُقنعهُ

 تُذكِي بهِ وهَجًا، نحشو به حُجَجا  

والسرُّ فيهِ، ومن إلا َّكَ، أودعهُ

ما الكشفُ منك لذي سمع ٍوذي بَصرٍ

إلا بِوَحْيٍ ، لمن ما شئتَ تُطلعهُ

من ذا يُصرِّف أمراً، ما قضيتَ بهِ 

ومن يُبدِّدُ شملاً، أنت جامِعُهُ

يا سِرَّ سِرِّ وجُودٍ أنت باعِثهُ

وحقَّ كل حقيقٍ، أنت مُبدعُهُ

أنت المسافاتُ ، والأبعادُ، والزمنُ

الموصولُ في دمنا، لوشئتَ تخلعُهُ

الروحُ عطشى ونفسُ المرءِ ظامئة ٌ

إلى بصيصٍ من الأنوارِ تد فعُهُ

كيْ يَسْتَبِينَ لنا ما نحنُ فيهِ وهلْ 

نمضي إلى جَللٍ في الغيب تشْرَعُهُ

أنَّى يكون لنا كشفاً وفاجئةً 

لما نراه ُعلى الدنيا ونسمَعُهُ

هل ترْضَ عنَّا ، وتُكرمنا بعافيةٍ

حتى نُلا قيكَ ، كلٌّ بالذي مَعَهُ؟؟

أزكى الصلاة على المختار سيدنا

محمدٍ، صفوة الإيمان، منْبَعُهُ

وآلهِ، الشهُب،الأقمار، كلِّهُمُ

ومن على منهج القُرءآن يتبَعهُ

29/10/2008م 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الكريم الشويطر

avatar

عبد الكريم الشويطر حساب موثق

اليمن

poet-Abdulkarym-al-showaiter@

165

قصيدة

18

متابعين

الاسم: د/ عبد الكريم عبد الله الشويطر تاريخ الميلاد: ٢٤ يوليو ١٩٥٠ الحالة الاجتماعية: متزوج، أب لأربعة أبناء وثلاث بنات التعليم: تلقى علومه الأساسية في مدينة إب، والمرحلة الثانوية في القاهرة وتعز. رُشح لدراسة العلوم ...

المزيد عن عبد الكريم الشويطر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة