أُغنية للوحدة:
تاهت عيوني
في عيون حبيبتي … تلك التي …
 
من زورق الشفقِ الجميلٍ تطاولتْ ،
وجهان قاماً ، أقبلا لتحيتي .
 
رَكَضَ الحنينُ مسافراً لجوار توأمِهِ ،
تطوَّح … واستفاقت مـِحنتي.
 
وبَكْت أمامي بسمتانِ ، قصيدتانِ ،
بحارُ عُشبٍ ،
سافرت في نظرتي .
 
رَحلتْ أمامي نجمتانِ …
سقتُهماَ بلدُ السَّحاب ،
وظل دفءٌ منهما في مهجـتي .
 
وتدلَّتا في تُرعةٍ ،
حاولتُ رفعهما ، فغاصتْ رُكبتي .
 
2   مالي عَجِزتُ عن النـداءِ،
وتاهَ في صوتي غنائيِ ،
واستبدَّت نغمتي .
 
صَمَت الجُمودُ على لساني لاصقاً ،
في سقفهِ ، تاءُ التلعـثم ،
حُجَّتِـي ،  ومطيّتِـي .
 
وَقَفَ اللسان بمنطِقي مُتحجراً ،
ورحَلتُ أبحثُ ،
من يصوغُ عبارتي .
 
ونسِيتُ أنـَّي منبعُ الآيات ، والكلمات ،
أنَّ الصَّيْحةَ الأولى ،
أتَتْ من نبرتي .
 
شوقٌ يحدِّقُ كالأسير ،
ومُقلتان حبيستانِ … بِسُفْرِةٍ ،
بُسِطتْ أمام قضيتي .
 
وقضيَّتِي، حرفٌ تثنَّـى ، وانفلاقٌ للنواةِ ،
تآلفٌ ، وتناقضٌ ،
وكأنها شخصّيتي .
 
3    يا مَنـزِلَ الأحبابِ والأترابِ ،
يا سَكَنِي وظلِّي ، يا ثرَى تَعبـِي ،
ومرعَى نِعمتي .
 
لكَ في دَمِي خبرٌ ، وفي الأنفاسِ ..
لونُ بُكائها ، لُغتي ،
وقصةُ لهفتي .
 
ألَمِي بتلكَ الواحةِ الذِّكرَى ،
وهذا حاجزُ القُربَى ،
ينصِّفُ ملعباً لأحبتي .
 
بلـدُ الخصوبةِ ،
حبةُ البُنِّ اليمانيِّ ، استحالتْ، فَلْقَتَانِ ،
بنفْسِ، ذات الغـرسةِ .
 
قُسِمَت أمامي جنتانِ ، تشطَّرتْ ،
وتباعدت وجَنَاتُـها ،
وهي التي كانت تُسَمَّى بلدتي .
 
تلك المحاجرُ أطبقتْ أجفانَها ، وتفَتَّحتْ ،
بُـركانَ ضوءٍ ،
رُبـَّما ..  زاغتْ بعـينِي ثورتي ،
 
هي قفزةٌ حدثتْ ،
وبادئةُ الحضورِ ، إلى التكاملِ ،
والكمالُ رسالتي .
 
لكِنَّني نجمٌ تشرَّد في المهاجرِ ،
كيفَ ألقَى في دياري غربتي ؟
 
أنا لن أظلَّ ، بنسختينِ ،
ولن أعيشَ ، برُقعتينِ ،
لأنني يمنٌ، تحدَّى ظُلمتينِ ،
وسوفَ أسكُن غايتي .
1988 أول قصيدة القيتها في قاعة المركز الثقافي بإب
إستطراد تزامني:
 
يتزحزح السُّورُ الضبابيُّ الكئيب،
تزولُ أغشية الظنون،
يلوحُ، وجهُ عشيرتي.
 
ولسوف تلتحم الحقول ببعضها،
تتعانق الشُّطـأ ن،
والعملاق يصحو شامخاً،
من قبضتي.
 
وسأرتدي فرَحِي،
وأجني، من شموس المجد ،
إكليل الوفا، للقـادةِ.
 
الجامعين ، مشاعل السبعين،
في أيلول ، في تشرين،
ملحمةً تأجَّجُ، في سماء الرِّفعةِ.
 
الأوفياءُ لما أبرَّ به الشهيدُ،
وما أُريق على ثراها ،تربتي.
 
قلقي ،أخبئهُ،
وأقراؤهُ، حنيناً صادقاً،
بعيونكم ،يا إخوتي.
 
فتدابروا،ما شآءت الأيام،
لكني،أناشدكم،بأن لا تقتلوها، فرحتي.
 
ستظلُّ أجنحة القلوب ،حبيسةً بسمائها،
حتى يعنُّ لها ،صباح الوحدةِ.
 
بلدي، وأغنيتي،وإلهامي، ولحني،
والحنين العذب، في قيثارتي.
 
سأظلُّ أنشدُ ضمَّها، يوماً،
وأرسمُ وجهها متألقاً،
في قبُـْـلِتي.
 
القيت كاملة في نادي شمسان بعدن بعد توقيع اتفاقية30 نوفمبر1989 أثناء زيارة المحافظات التبادلية

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الكريم الشويطر

avatar

عبد الكريم الشويطر حساب موثق

اليمن

poet-Abdulkarym-al-showaiter@

114

قصيدة

10

متابعين

الاسم: د/ عبد الكريم عبد الله الشويطر تاريخ الميلاد: ٢٤ يوليو ١٩٥٠ الحالة الاجتماعية: متزوج، أب لأربعة أبناء وثلاث بنات التعليم: تلقى علومه الأساسية في مدينة إب، والمرحلة الثانوية في القاهرة وتعز. رُشح لدراسة العلوم ...

المزيد عن عبد الكريم الشويطر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة