يا أيها الإنسان . .
كيف تَقْبَـلُ الرِّبَـا ، ؟
كيف تنامُ، في مخالبِ البَشَرْ . . ؟
مشهد رقم : ( 15 )
مركباتُكَ للريح . .
تعوى بأضلاعها ،
وسفينة قولِكَ ، سارت إلى شاهقٍ ،
ويعود الصَدى طافياً ،
والقُصاصاتُ محروقةً ،
كيف تقرأُ بحراً من القول ،
مات المؤلِّفُ في مدِّهِ .
والقراصنةُ السُّود ،
عادوا بأسمائهِ ،
واستباحوا الطريق . .
علّها تُعشبُ الأرض ،
ما إن تلاقيتَ ، والقطرة الأولية .
فاصبر . . إلى أن تدور السواقي ،
وحتى يعود سُهيلٌ ،
إلى وطن الماء .
والنهر يجمع أسمائَهُ ،
ويعود من البحر . . .
صوت الغريق .
يتوكأ بالرُّمح ، يقلب سجَّادةً في البلاط ،
ويمشي على الأرض .
يُرسل جمراً من الكلمات . . . ويمضي ،
يؤكد حقاً يعيش له الفقراء .
يمزقهُ الجوع ،
لكنه يقتل الجوع بالسيف .
يثور وحيداً ،
يموت وحيداً ،
يعلمنا كيف نعشق زاد الكرامة .
مشهد رقم : ( 20 )
(الحلاج)
فوق مقدورنا أن نكون كما كان ،
أو أن نعيش كما عاش .
أن نجعل الموت أضحوكةً ودعابةْ .
أن نجعل الرمز ديوان شِّعرٍ ،
وأن نجعل النفس قيداً ،
وان نجعل المفرد الحرَّ أسطورة وروايةْ .
ضاقت الأرض بالفرح المتطاير من رأسهِ ،
ضاق فهم الجميع على فهمهِ ،
لم يَسَعْهُ الزمان الذي جاء فيه ،
ولم يتسعه المكان .
مَلاكٌ ، وشيطان .
نهرٌ ، وبركان.
مهزلةٌ ، واتزان .
اختلفنا على إسمهِ ، وهو يصرخ فينا :
أنا الحق . . .
التمرُّد فلسفةٌ في عبارته ،
والتحدِّي يقين .
مات فوق الصليب الذي جاء في شعره .
وشهدنا على موته مرتين ،
حاكَمَهُ الدِّين ،
لكنه حاكم العالمين .
سال دماً وهو يضحك ،
علَّمنا كيف نهزأ بالجسدِ / الطين .
مشهد رقم : ( 21 )
(إبن خلدون)
كان مختبئاً . .
في بطون القواميس ،
في رحم اللغة العربية ،
لكن مولدهُ كان في مهرجان الإبادة ،
في حفلات الغياب .
سار متئداً . . ونما . .
كان ينمو كمنا يشتهون . .
ولكنهم منعوه ،
رأو في ملامحه جبلاً ،
لا تطاوله شرفات الممالك .
ظلَّ ينمو . .
تجاوزهم ،
والشواهد تحكي لنا ،
أنهم خنقوه .
فعاد إلى رحم اللغة العربية .
ن . . والقلم / السيف . . .
وانقض يهدم ما يسطرون .
من تناقضهم جاءَ ،
من داخل البدويِّ الذي يحمل الآنَ ،
تاجاً على رأسه ،
سار يمضي ،
وتمضي قوافل أفكاره ،
سار يجمع وجه الشتات ،
يُشتِّتُ وجه التجمع ،
يدخل في جسد العربي ،
الذي يتطفل في جسد العربي ،
وينخل أعماقه ،
تحت شمس القرون .
من لهيب الغريزة ،
من فطرة الشوق ،
تلك التي تتأجج في دمه ،
شاد أحلامه ،
وبنى عرشه . . . من عظام الحروف .
ألا . . . إنه الصدق . .
يفْتِكُ بالدهر ،
يهتك عِفَّته ،
هو ذا يكشف الآن عورتكم ،
ويصوغ بأفكاره ضربات الأعادي ،
ويفضحكم .
ينتهي بالكلام . . .
إلى حيث لا تفقهون .
إبن خلدون . . .
يا جبلاً حطَّ فوق منابرنا ،
إبن خلدون . .
يا قلماً ذاع أسرارنا ،
لم نحافظ عليك . .
بِعناك فرداً ، وبعناك حرفاً ،
ألا . . . كم أصَبْتَ ،
ولكننا وحدنا،
معشر الخاسرون .
مشهد رقم : ( 22 )
( أحمد حميد الدين )
من بياض القباب . .
إٍستقَي لون جُبَّته وعمامتهِ ،
أطلق اللحية المؤمنه .
تسلَّق أقرانه وتسلّل نحو الصفاء الذي ،
يتخلل أفئدة البُسطاء .
أرتقَى قبَّة الحكم منتصراً ،
جعل السيف يأخذ شكل الهلال ،
توكأَ بالمئذنةْ .
قال سيروا فساروا ،
ونوموا . . . فناموا ،
وموتوا . . . فماتوا ،
إلى أن تبدل صوت الخطيب ،
وسمع المصلى ،
وتكبيرة المئذنة.
7/5/1991م
الاسم: د/ عبد الكريم عبد الله الشويطر
تاريخ الميلاد: ٢٤ يوليو ١٩٥٠
الحالة الاجتماعية: متزوج، أب لأربعة أبناء وثلاث بنات
التعليم:
تلقى علومه الأساسية في مدينة إب، والمرحلة الثانوية في القاهرة وتعز.
رُشح لدراسة العلوم ...