ينبثق البهاء ،والسناءُ، في وجوهنا،
تختلج القلوب،
تَغْرقُ العيون في دموعها،
تجتمع الدمعة والبسمة ُ،في العُرْسِ،
كما تجتمع النشوةُ،والآهةُ ، في الأوتار.
سنــــاؤنا،
ترحـلُ بدراً كاملاً، ترفُلُ في أذيالها،
تغربُ كالطاووس ،كالسديم،
كالمذنَّبِ العظيم ،
في ثياب عُرسها،
الى مجرَّة هائمة، تحلم بالتكوين،
في الكواكب الخالية البعيدة.
تلك التي ، لمَّا تزل عذرية الرمال.
تحلم ُأن تصبح فيها قمرًا مُنَوَّراً،
تولدُ منه سائر الأقمار.
يُطل بعد هذا، وجه يوم آخرٍ،
يبدو عليه أثرٌ من الشحوب،
يضمحلُّ في شفاهنا الكلام،
يُظــلِم الظـّــلام،
يتركنا الأنسُ، فـُرادى، وحيارى،
ثم يُسدل الستا ر.
تـلبَّـدّ الحزن على جدار بيتنا،
وانطفأ النهار.
وشهرزاد سكتت،
ولم تعد تدرك ما يقول شهريار.
للفرح الكبير والحزنِ، مكانٌ واحدٌ،
في قلب من يعنيهِ فردٌ واحدٌ،
في نفس من يعنيه حرفٌ،شاردٌ،
ما بالها لو كانت القصيدة.
سناء كانت وحدها، قصيدة.!
مطلعها ،موضوعها ، ختامها،
أصدق ما جاد به الشاعر من أشعار.
لا وقت للحديث عن فراقها،
فلم يعد في العين ما ترسلهُ،
ولم يعُد في الروح إلاّ ومضةٌ،
تُوشك أن تلوذ بالفرار.
مُباركٌ زفافها ، مبارك قرارها ،
دخولها عالمها الجديد، في وقار.
حتى ولو شاخ الزمان في عيوننا،
حتى ولو مزقنا السكون، والشقاء،بعدها،
حتى ولو حلَّ بنا الضياع ،والبَوَار.
أهلا بها ، حاضرةً ، غائبةً ،
رائحةً ،غاديةً ، زائرةً، عابرةُ،
كوكبها القديم ، مرَّة في اليوم ،
أو في الشهر، أوفي العـام.
أهلاً بها ، زاهـرة ً، ترجـعُ من غيبتها،
تشرق في طلّتها باسمةً كالشمس،
في رابعــة النهــار.
حين تعــــود،
يرجع النور إلى أبصارنا،
وتضحك الغيوم في السماء،
تهطــل الأمطـار.
فهي التي تحمل بذرة النقـاء، والسخاء،
أينما توجهـت،
وهي التي تنشر وجـه الخيـر ،
في السهول ، والسفوح ، والقـفار.
ترقص في كلامها الحـروف،
تضحك من بسمتها الأزهار.
ربيّتها ، صقلتها ،
فديْتها بمهجتي،
سقيتها تجـربتي،
صُغت لها الحياة،
قبل أن تدخـل في غمارها،
وقبل أن تـدور، في المدار.
حبِّي لها ،أيـّدها، شجعـها،
فهـذّبت فطـرتها، واكتشـفت قـدرتهـا،
ووجـدتْ غايتها،
في الحبِّ ، ...في الإيثـار .
حبي لها، يفوقُ ما أعلنْـتُ، ما وصـفْتُ،
يفوق ما حَبَّ امرؤٌ إبنتهُ ، من أول الزمان.
ولست طبعا افضل الآبـاء، يا بُنـيَّتي،
لكنني أكثر من يخشى على طفلتهِ،
من لفحــة الهواء،
من قَرْصةِ الهجير في المساء.
أكثر من يخشى على إبنتهِ،
من دمعةٍ، تُرسلها ،
بعيدةً ، عن هـذه الديار.
صغيرتي :
أعرف أن الناس لايرون فيك ما أرى،
و لن تنالي كلما تبغينهُ من الرِّضَى،
فعـمِّري وشيدي،
وشاركي ، وجـدِّدي،
وقاربي ، وسـدِّدي،
واحتكمي الى الضمير دائما،وأبدا.
في هدأة الليل،
وأنت ترقبين الغضب الصامت في النجوم،
ترسمين لوحة الحياة،
وتعجبين من تراصِّها الوثيق، في أفلاكها،
وفي خضمِّ دربها الفسيح ، في المسار.
في حين لا نعلم نحن أبداً ، ولا النجوم،
أهْو قصدٌ ذاك ، أم هُوَ اضطرار.
بُنَيَّـتي :
تعلّمي ، تعلّمي ، تعلّمي.
تفحصي وجوه كل الناس،
وافتحي قلوبهم،
وفتِّشي عن جملةٍ ،تعنيكِ فيها، واقرائي.
لتدخلي عالمهم ،وتسكني قلوبهم،
لا تلمسي في الشخص ،
إلاّ جُزأهُ الضحوك ، والـوَدُود،
في النساء ، والرجال،
في الصغار، والكـبار.
تعلّمي من الحياة ، جِــدَّها ، وهزْلها،
قديمها ، حـديثها،
علومها ، فنونها،
فالعلم يبقى هيكل الحياة،
والحياة واحةٌ ٌجميلةٌ،
إن مزج الناس بها العلوم ، والفنون، والآداب.
الاسم: د/ عبد الكريم عبد الله الشويطر
تاريخ الميلاد: ٢٤ يوليو ١٩٥٠
الحالة الاجتماعية: متزوج، أب لأربعة أبناء وثلاث بنات
التعليم:
تلقى علومه الأساسية في مدينة إب، والمرحلة الثانوية في القاهرة وتعز.
رُشح لدراسة العلوم ...