الديوان » اليمن » عبد الكريم الشويطر » بيان شعري برقم 27

1
كلُّ شئٍ قبلتُ …
سِوى أنَّ بيني وبين القبول معاهدةً ،
وانتهى اليوم تاريخها .
 
كم جمعتُ من الحُزن ،
حين قبلتُ . . وآثرت صمتي ،
أنا المتجدِّدُ .. مثل البريقِ على شفةِ الشمس ،
والمتدحرجُ من قلق العاصفة .
 
كيف وافقتُ .. كيف انحنت شُعلتي ،
واستطاعت مجاديفهم ،
أن تكبِّل موج التمرُّدِ .. في بحريَ المتلاطمْ 0
 
الذين اتَّقوْ صحوتي،
سمّروني بطاولة العُرفِ ،
وانتحلوا ثوب حنجرتي ،
حينها أكسف الضوءُ ،
في وجنةِ الفرحِ الزئبقيِّ ،
استقامت كسورٌ على قطرةِ الماءِ ،
وانطمرت حُجرات الكلامْ .
 
لم تتحرَّرْ سوى نغمةُ البوقِ ،
تلك التي شِئتُ إيقافها ،
وأنا أتحدَّر في حُفرةِ الزمن المتجعِّدِ ،
استنطق اللحظةَ الضعف ،
والوقفةَ – الإنحناءْ .
 
لم يكن للنسور شروطُ ،
لتحريك أجنحة الأِرتقاءْ .
 
لم تكن بعد ، مملكةُ الأفقِ ،
قد كبَّلتها خطوط الملاحة .
 
زارع الحقلِ .. عافَ الحروف المسامير ،
وانسلَّ من لغةِ القيدِ ،
ثم استهام على وجنة الأرض ،
والأرض تفرش منديلها ،
وأنا مِثلَهُم .. ،
أتباعدُ عن عالمٍ قمَّطوه بأغشية النَّص ،
واستغفلوه بألسِنَةِ القلمِ المتوحشْ .
 
أتنصَّلُ عن عالم بتَّ في أمره خنجرٌ ،
سال في الورق المتعطِّشْ .
 
أنا أبدأ اليوم أنشودتي ،
أيها الحاضرون ،
 
أنا أنصُبُ الآن أرجوحتي ،
وليكن ما يكون .
 
وأرفع نفسي إلى سُدَّةِ الزمن المتطلِّعْ ،
 
بانطلاقي سأملأ ناصيتي بالبهاء ،
وأثبِّتُ عرشي على كفَّةِ الحُبِّ ،
أحفظ ذاتي وينبوع ألوانها ،
أتحرَّر من قدم الحِبرْ ،
أُحيِي الذي قتلتْ حيلةُ النصِّ ،
أبدأ شوطي من الإبتسام ومن فطرةِ
الشوقِ ،
من حُبِّها المشرئبِّ إلى قفزاتِ النماءِ ،
إلى صوتِ عصفورةٍ قادمةْ .
 
2
يركضونَ إلى الشمس ،
والشمسُ سبَّابتي ،
والسماءُ بكفِّي ترتِّل أشعارها .
والفضاءُ مُكِبٌّ ،
على فهم أنشودةٍ قُلتُها ،
والتحدِّي يدقُّ الطبول .
 
ولكنني لم أزلْ بعدْ منهمكاً ،
في القراءةْ .
 
أستعدُ لألقي بياناً ،
على زمن المسخِ ،
أفتح جُرحاً ،
وأعقدُ صُلحاً ،
مع الامتداد الذي يتقاصرْ ،
 
أستعيدُ خطابك يا نبأ الحقِّ ،
يا وطن الصدقِ ،
يا فجر أيلول ،..
 
أحفرُ ذاكرتي ،
أستعيدُ بهاءكَ .. يا وطني ..
 
أستضيءُ بضوئكَ ،
أستوقفُ الزمن المتسارع ،
أبني لنفسي حماساً جديداً .
 
أجدِّدُ تضحيتي وولائي ،
وأبني على تاج عزِّكَ ،
إشراقةً من جديد .
 
إنما كُنتَ مُنطَلَق الفتحِ ،
بادئة الانتصار العظيم .
 
بكَفِّكَ ، لا زلتُ أحملُ روحي ،
سأرسلُ صوتي ، غناءً ،
وأكشف عمقي ، نقاءً ،
وأشدوكَ ملحمةً في دمي .. من جديد .
 
أنا ثورتي ..
وأنا المتفجر من غضبِ الأمس ،
أصحو ..
وأطمُرُ فزَّاعةَ المنبر المتطاول ،
بين قبوري ،
وأعلن ميلاد صوتي،
وأزرعُ أيلولَ في معصمي قمراً من جديدْ .
 
كل قولُ يخّدش تجربتي ،
إنما هو فأسٌ ، تُقطِّعُ أوصالها ،
إنما هو نفسُ تُبَرِّرُ إدبارها،
كل حبرٍ يسيلُ ، ولا يرسمُ الهدىَ ،
في ظلمتي ،
إنما هو نارٌ تُحركُ أظفارها ،
أيها الماشطون .
 
ماشِط الحَرفِ .. لا يسمعُ الآنَ ،
مُنشغلٌ …
دُميةُ الشِّعر تحبِسُ أنفاسهُ ، هوذا ،
يرتدي معطفاً قرمزياً ،
له حالةُ الطقس .
 
صارَ أيلولُ في لغةِ الحقلِ ،
ثوباً قصيراً .
 
وسلطانةُ الشِّعر لم تنتهي بعدُ ،
من عرض أزيائها .
 
إرجعي نحونا يا صبيحة أيلول ،
عودي لنا يا سُيوف الإغاثةِ ،
صَاحتْ قُرى الامتداد …
الذي يتقاصر .
 
يتطاولُ أيلول بالجسد المشرئبِّ ،
إلى عِزِّهِ ،
والجذورُ القبورُ ،
تخلخلُ أقدامهُ ،
تشعلُ النار في ثوبهِ ،
وزبانية القيد ،
تنفض أكفانها ،
وتهيؤ للإنفلات الذي يتكاثرْ.
 
المفكِّر يألَفُ أوضاعهُ ،
والمعلم يخنق أتباعه ،
وابن سينا يقلِّبُ أوجاعهُ ،
يتركون الكلام لعرَّافةِ الليلِ ،
والطُّحلبَ المتسلِّق بينكَ والقائمين ،
على أمرِ أيلول .
 
الكفاءةُ .. تنمو على وجهها ،
عُثَّةُ البحثِ عن قُوتِهَا ،
وتهرول في نفق الإدِّخار … العقول !!
 
من يصُون العقول .. ؟
إذا لم تَصُنْ نفسها ..؟
 
من يصُونك يا وجه أيلول ،
يا أيها القمَرُ السبأيَّ الخجولْ .
 
من يعين الجهادَ على صدِّ أخطارهِم ،
من يعين الحياةَ على ردم أخطائها ،
أيها العارفون .
 
قارئ الكفِّ يصحو .. بوجهٍ جديدٍ ،
يسمونهُ … ويسمونهُ ..
والخرافةُ ترجعُ في جُعبةِ الرجل المتحضِّر.
 
قلمُ الضوءِ ..
يَدفِنُ أسرارهُ .. في الرمادْ .
 
حكمةُ الطبِ .. تنزلُ من عرشها ،
وهي معروضةُ بالمزاد .
والتمائم تخرجُ بالآلة الكاتبةْ .
 
الحكايةُ لا تنتهي …
كيف تأسو جراحك والروح معطوبةٌ ،
كيف تزعمُ أنك من صُلب أيلول ،
يا أيها اليمنيُّ الكسُول .
 
السِّباقُ جحيمٌ ،
ودوامةُ الغُول تجعلها ،
تتمايزُ أسنانُ مشطكَ ، تجعلها ،
تتصالب أحداق أيلول .
تعلو جباهٌ على غيرها ،
لا بفعل المشيئةِ .. أو حُبِّها ،
إنَّما … بالطبولْ .
 
قَدَرِي أن أمُرَّ ،
على شُفرةِ العُملةِ الورقِّيةِ ،
أن أستبيحَ الكرامةَ في بابها .
 
أن أمزِّقَ ثوبَ الفضيلةِ ،
أن أتغلغلَ ،
في الامتداد الذي يتقاصرْ .
*****

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الكريم الشويطر

avatar

عبد الكريم الشويطر حساب موثق

اليمن

poet-Abdulkarym-al-showaiter@

114

قصيدة

10

متابعين

الاسم: د/ عبد الكريم عبد الله الشويطر تاريخ الميلاد: ٢٤ يوليو ١٩٥٠ الحالة الاجتماعية: متزوج، أب لأربعة أبناء وثلاث بنات التعليم: تلقى علومه الأساسية في مدينة إب، والمرحلة الثانوية في القاهرة وتعز. رُشح لدراسة العلوم ...

المزيد عن عبد الكريم الشويطر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة