الحدُّ الأدنى
 
يقترب الشيء من اللاشيء، 
يسيرُ الحُلم إلى المجهول .
 
وتصعُبُ ، تصعبُ ، كل محاولةٍ،
لمطارحة الذكرى  
 
الفكرة ضائعةٌ ،
والصوت يهرول في الزمن المجهول.
 
يثور الحرف على الشاعر ،
ينقلب السحر على الساحر، 
ماذا ستقول عن الماضي ؟ 
ماذا تتحدث في الحاضرْ .
 
تابعْ ، هروِلْ ، فتِّش بجيوب الريح، 
تلمّس بين ضباب الصمت بقايا ثرثرةٍ ، 
وتفحَّصْ ذاكرةَ الحدِّ الأدنى  
 
ماذا تحتاج لكي تبقى ………
غير الحدَّ الأدنى  
 
لا تطلب ما أوصاك به أيلول ،
لا تقرأ ما كتبوا في السادس والعشرين، 
توقف في زمن الحدِّ الأدنى  
 
صفحاتُكَ طارت واحترقت ،
ودماؤك جفّت وانطمرت ،
وهمومك زادت ، حتى ضحكت منك ، 
جميع قواك العقلية  
 
ماذا يبقى ، ماذا يفنى ؟ 
يختلط الماضي والحاضر .
يتشابه وجه الحاكم ، والتاجرْ  
 
يتداخل صوت الصالح ، والفاجر، 
يطغى صوتُ الشرطيِّ، على صوت الشاعر  
 
يا شيخ مشايخ وادي الخوف ،
علم أتباعك فن العيش، 
وعلِّمهُم … آداب الأكل   
علِّم أصحابك ينتفعوا ، مما أخذوا،
أن يبنوا جزأً مما قد هدموا 
 
يا رب الدار كفاك الرقص، 
تذكر هيبة ماضينا،
وتذكّر حِشمةَ من سبقوك ، 
توقّفْ .... 
 لو سمحت أخلاقكَ ، ما بَقِيتْ ،
واحفظ شيئاً لكرامتنا ، 
حتى لو كانت … 
بالحدِّ الأدنى  
*****