(إلى إب..مدينة الهموم والمطر)

 سماؤكِ نهرٌ بكفِّ القدر ْ.
وأرضُكِ ، حُضن الشذَى والمطرْ .
رداؤكِ زَهرٌ وفرشُكِ عشبٌ ،
ودارُكِ ، تاجٌ بديعُ النظرْ .
ينامُ على صدركِ الطيِّبُ ..
فوق روابيكِ يحلو السَّمرْ .
عَلىَ سَفحِ بَعْدانَ عقدُ الجواهر ،
يَنْظُمُ فوق الرَّوابِي ، دُ رَرْ .
كَرُمَّانةٍ نثرتها الطيورُ ،
على مخملٍ من فِراش القمرْ .
نسيمُ الصباحِ الذي يلثُم الأرضَ ،
يوقظُ نومَ العيونِ الحوَر .
تقومُ العصافيرَ في نشوةِ الصبحِ ،
تعزفُ للُّروحِ لحْنَ البُكر .
فَيا حُسنها والأهازيجُ في الحقلِ ،
تصدحُ عند اقتطافِ الثَّمَرْ .
ويا طيبَها والمياهُ تلألأُ ، فِي ،
صفحَةِ الحقلِ ، بين العُبَر .
ويا فرحةَ الأزرقِالضوءِ في ألقِ
الطلِّ ، فوق غُصُونِ الشجرْ .
هيَ الغَادةُ البِكرُوالروضةُ المنتهى،
وهيَ تاجُ .. ، الجبينِ الأغرْ .

يُطلُّ من الغيمِ شوقُ الطفولةِ ،
من عبقِ الأرضِ لحنُ الصِّغرْ .
تذكرتُ ذاك النَّدى في صبايَ ،
وذاكَ التغنِّي بعزفِ الوترْ .
تمايلتُ غُصناً ، تألَّقتُ لحْناً ،
تدفَّقتُ لوناً بديعَ النظرْ .
تفحَّصتُ أعطافكِ اللؤلؤيةِ ،
طَوَّفْتُ ، فوق ابتسامِ القدرْ

فيا دولةَ الحُسنِ كيفَ اختلفْتِ ،
ومن صورةٍ صرتِ كل الصُّوَر .
ولم تجمعي بين طيبِ البواديِ ،
ولَمْ تُتِْقِني فعلَ أهلِ الحضرْ .
فكُنتِ الخليطَ الذي لا يذوبُ ،
ولا صِرتِ بحراً ، ولا دُمتِ بَرْ .
نظرتِ بشوقٍ لهذا الزِّحام ،
ودون احتواءٍ ، أردتِ الكِبرْ .
وولَّيتِ وجهكِ شطرَ الحُقولِ ،
وخُنْتِ الروابي رميتِ الحذرْ .
وأغرقتِ وجهكِ في الطينِ ،
فوق الظَّهارِ أقمتِ المقَرْ .
هدمتِ جداولكِ الشامخاتِ ،
فغارت مياهُكِ بين الحُفر .
تناثرتِ فوق ارتحال التَّباعُدِ،
ماذا دهاكِ ، ومن ذا أمًرْ .
سماؤكِ صارتْ هيَ الخوفْ،
أرضكِ صارت طعامَ الضَّررْ.
4 أعيشُ وحُزني لحُزني رفيقٌ
وهمِّي لهمِّي ، هو المُنتظَرْ .
فمن يشتري الآنَ منِّي الترابَ،
ومسقط رأسي ومهدَ الصِّغَر .
وسيفي ورُمحي وسرْجَ الجوادِ ،
وما خلف ذاكرتي من صُورْ .
لأبْحَثَ عن مرفأٍ يحتويني ،
ويُبعِدني عن هُموم الدّيَر.
ولستُ الذي يطلبُ الانفصامَ،
فكم من مُحبٍّ شِفاقاً ، هَجَرْ.
فلَمْ يَعُدِ الليلُ عندي لبَاساً ،
ولم يُعُد الصُبحُ شوق السَّفرْ .
وهذا دمِي فوقَ تِلكَ الروابي ،
يسيلُ ولا يلتقيهِ نهَرْ .
يُخيّم عصْر اجترارِ الشَّتاتِ،
وعصرُ التسلِّي بمضغِ الخَبَرْ .
بأحداقكِ الخضرِ يخْبُو الرجاءُ ،
وفي فِمِكِ العذبُ ماتَ الزَّهَرْ .
فيا وطناً في دِمي قد تحجَّرَ ،
يا هاجساً في الضميرِ ظَهَرْ .
فطُوبَى لمن حلَّ في قلبِ ماضيكِ ،
طَّوقَ عُذريَّةً في البُكرْ .
6/7/1987

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الكريم الشويطر

avatar

عبد الكريم الشويطر حساب موثق

اليمن

poet-Abdulkarym-al-showaiter@

114

قصيدة

10

متابعين

الاسم: د/ عبد الكريم عبد الله الشويطر تاريخ الميلاد: ٢٤ يوليو ١٩٥٠ الحالة الاجتماعية: متزوج، أب لأربعة أبناء وثلاث بنات التعليم: تلقى علومه الأساسية في مدينة إب، والمرحلة الثانوية في القاهرة وتعز. رُشح لدراسة العلوم ...

المزيد عن عبد الكريم الشويطر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة