مطمئنون.....
ولا شيئ ،سوى أنا وُلَدْنا هكذا،
منذ قرون.
مطمئنون.....
وحتى لو جَهِلنا ، ما الذي كانَ ،
وما سوف يكون.
مطمئنون.....
إلى أفكارنا ، أذواقنا ، أرزاقنا،
حتى ولو مزَّقنا ريبُ المَنُون.
مطمئنون .....
إلى أولادنا ، حتى ولو لم يقرأوا شيئاً ،
ولو لم يفقهوا شيئاً ، ولاهم يحزنون.
مطمئنون.....
إلى حاضرنا ، يزداد جهلاً ، فوقَ جهلِ ،
وإلى أجسادنا تزدادُ ، رطلاً ، فوق رطلِ،
وإلى أعمارنا، تزداد أو تنقصُ، لا ندري،
ولسنا مُلزمون.
مطمئنون.....
إلى التُّنباكِ ، والقاتِ ، الذي لم يأت ِفيه النصّ،
أو أيّ حديثٍ،في المُتون.
مطمئنون.....
إلى ، أقدامنا ، حتى ولوأرهقنا السيرُ،
وتُهنا بين من تاهوا، وضلُّوا يعمهون.
مطمئنون.....
وقد دانتْ لنا الدنيا ، بلا وعدٍ ، بلا جهدٍ،
وفزنا بالذي صاروا جميعاً ،يصنعون.
مطمئنون.....
إلى الأفكار، والأخبار،والأسرار،
تأتينا من التلفاز، والمحمول،
تحوي كلما يطلبه المستمعون.
مطمئنون.....
إلى أسرارنا،
ندفنها ، في قعر بئرٍ أجوفٍ،
خوفاً من الجدران ، والآذان،
أو سحر العيون.
مطمئنون.....
إلى عـِفِّـتنا ، نزْوتِنا ،
نطفئوها ، نكبتها ، قسراٍ،
ومهما كانت الأسباب ، أو مهما يكون.
مطمئنون.....
إلى من يقمعونا،
يغلقوا أفواهنا،
يسرقوا أرزاقنا،
ينظرونا نربط الأحجارفي البطن،
وهم لا يشبعون.
يتركوا أخواننا في قبضة الأعداء،
منفيُّون أو معتقلون.
مطمئنون.....
إلى من خذلونا ، قطَّعوا أجزاءنا،
من أيَّدُوا أعداءنا،
من ألبسونا خزيهم،
من حمَّلونا وِزْرَهم،
ألقُوا علينا، كل ما هم يكرهون.
مطمئنون.....
إلى من شيَّعوا ألقابنا،
من فصَّلُوا أحزابنا،
من خيَّطونا ، جرَّبونا،
مثل ما جرَّب خيَّاطٌ،
قياس البنطلون.
مطمئنون .....
إلى من يقتلوا أنفسهم، أو يُقتَلون.
يذبحون الطفل، والمرأة، والشيخَ،
بدعوى أنهم يستشهدون.
مطمئنون......
إلى أقدارنا،
ولأن العيش في الدنيا سرابْ،
وإلى أن دُعانا مستجابْ،
وإلى أنَّا إذا شئنا،
دخلنا كلّنا..من أيِّ بابْ.
وإذا ثُرنا فنحن الغالبون.
مطمئنون .....
إلى موقعنا، في قِبلةِ الدنيا، وقلب الأرض،
في خط التقاء الطول والعرض،
لأنَّ المجد ,والتاريخ ، حصريٌّ ، علينا،
منذ آلاف القرون.
الاسم: د/ عبد الكريم عبد الله الشويطر
تاريخ الميلاد: ٢٤ يوليو ١٩٥٠
الحالة الاجتماعية: متزوج، أب لأربعة أبناء وثلاث بنات
التعليم:
تلقى علومه الأساسية في مدينة إب، والمرحلة الثانوية في القاهرة وتعز.
رُشح لدراسة العلوم ...