أغارُ إذا التفتَّ إلى سوايَ
كأنّك خُلتَ أني لا أراكا
أغارُ على ابتسامِكَ إن تجلّت
لغيري، والهوى جَمراً شكاكا
إذا همسوا، غفوتُ على جراحٍ
وكلُّ الحرفِ من وجعي بَكاكا
أغارُ من الحروفِ إذا نطقتَ
بها، وكأنّها عشقاً حكاكا
أغارُ من الزمانِ وكلِّ شيءٍ
يفرق أو يميل إلى سِواكا
أغارُ كأنّني نارٌ تَسامَت
بصدرٍ يخفي الشوقَ لِقاكا
ولو أنّي تَملّكتُ المدى ما
تركتُ لغير عيني أن تَرَاكا
أُراقبُ من بعيدٍ كلَّ طيفٍ
يُلامسُ نبضَ قلبِكَ ثمّ جاكا
أنا المجنونُ، إن نظرتَ غيري
يُقلّبُني الهوى ظنًّا هَواكا
فيا مَن أنتَ في دمي اختصرتَ
جميعَ الناسِ.. بلْ أنت المَلَاكا
أغارُ عليكَ من نفسي وعيني
ومن كَوني إذا يوماً نساكا
فهبْ لي إن رضيتَ، دهرَ عشقٍ
أُخبّئُ فيهِ روحي في ذُراكا