أما لك في البَسِيطةِ من حَبِيبِ
ولا في عِشقِ أنثى من نَصيبِ
أراكَ كَثيرَ ذِكرٍ للمَنايا
قَليلَ الذِكرِ للغَزلِ الطَروبِ
أأَلِفْتَ الهَمَ أم أَصْبَحَتَ كَهلاً
رُويْدكَ لَسْتَ في عُمرِ المَشِيبِ
دَعِ الأَجْدَاثَ تحت الأَرْضِ دَعْهُمْ
وصُغْ لَحنَ الصَبابةِ في القُلوبِ
وصُبَ قَصَائِدَ الأَشَّواقِ صَبا
لعل قَصِيدةً تُطْفي لَهِيبي
بُحُورُ الشَّعرِ سِتٌ ثم عَشرٌ
فَغُصْ ما اسْطَعْتَ في البَحرِ المَهِيبِ
وفي أَغْرَاضِهِ ما تُهْتَ عنه
فلا تَقْنَعْ بِواحِدِها الكَئِيبِ
سَمِعْتُ مَقَالهُ وأَخذتُ منه
وما قول المُعَاتِبِ بالغَرِيبِ
ولكني أَصُوغُ الشَّعرَ لما
أَقَودُ زِمَامَهُ مثل الرَكُوبِ
وأَكْتُبهُ ويَكْتُبني وإني
وبَيتُ الشَّعرِ في شَأْنٍ عَجِيبِ
فإِن سُرَ الفُؤادُ نَظَمْتُ حُباً
وإِن يَحْزَنْ نَظَمْتُ عن الخُطُوبِ
وإِن نَاجيتُ مَالِكَ كل مُلكٍ
كَتبتُ له اِعْتِذاري عن ذُنُوبي
وإن مَالتْ بي الدُّنْيا قَليلاً
أُحْدِثُها عن المُوتِ القَرِيبِ
أنا والشَّعرُ تَكْتُبُنا القَوافي
وصَوتٌ قد خلى من كل ريبِ
وإِحْسَاسٌ يُخَالجُ نَبْضَ قَلبي
فأَنْظُمهُ بإِيجَازٍ لَبِيبِ
و أنْظُمهُ بإِطْنَابٍ وإني
مع الإِطْنَابِ مُجْتَنِبَ العُيُوبِ٠٠
أنا البَاني قُصُوراً من قَوافٍ
أُشَيدُها على السَّهْلِ الرَحِيبِ
وأَبْنِي حَولَها سُوراً عظيماً
وبَاباً في الشَّمالِ وفي الجَنوبِ
وأَنْثُرُ فَوقَها اليَاقُوتَ نَثْراً
أُعَطِرُها بأَزْهارٍ وطِيبِ
لتَغْدُو جَنةً من غيرِ أَرضٍ
وتَسْحَرَ لُبَ كلِ فَتىً نَجِيبِ