الديوان » العراق » احمد مطر » الجارُ و المَجرور

لي جارٌ مُخبِرٌ
في قَلبِهِ تَجري دِماءٌ وشِراك
نَظرَةٌ مِنهُ .. هَلاك
هَمسَةٌ مِنهُ .. هَلاك
رَحمَةٌ مِنهُ .. هَلاك !
هو إنْ حاوَلتَ أنْ
تَهرُبَ مِن عَينَيهِ زارَك
فإذا ما لُذتَ بالصَّمتِ استثارَك
فإذا لم يَستَطِع
كَلّفَ بالأمرِ صِغارك !
هو حتى عِندما يُغمِضُ عَينَيهِ يَراك
وهو يَدري أينَ أَمضَيتَ نَهارَك
وهو يَدري أينَ أمضَيتَ غدا
يُدرِكُ بالفِطرَةِ مِقدارَ أمانيك
ومِقدارَ أساك
يَومُه : بَحرٌ مِن الناس
وعَيناهُ وكَفّاهُ : شِباك
فإذا لَم يَلقَ صَيداً
قادَ رِجليهِ إلى السُّلطَةِ مَخفوراً
وألقى نَفسَهُ مُتَّهماً ظُلماً .. هُناك !
ذاتَ يَومٍ
قال : إنَّ الظُلمَ كُفرٌ
قُلتُ : حَقّاً .. هو ذاك
غَيرَ أني لم أكَد أنطِقُ
حتى وَضَعَ القَيدَ بِكَفّي
ومَضى بي نَحوَ حَتفي
قائِلاً : تَطعَنُ في الحُكمِ إذن ؟
تَبغي القوانينَ على وَفقِ هَواك ؟
قلت : لكن .. أنتَ جاري
قال لي : إحفظ وَقارَك
لا تُعلِّمني بِديني
فرسول الله وصّى
قال ( جارَك
ثُم جارَك
ثُم جارَك )
هل تَرى أني تَحيَّزتُ
ولم أضبِط مِن الجيرانِ
مَشبوهاً سِواك ؟
كُلُّهُم سَلَّمتُهم
هيا بنا
سَوفَ يَملُّونَ انتظارَك !
قُلتُ : لكن رسولُ الله
وصى بعدنا ( ثُم أخاك )
قال : خالفتُ رسولَ الله في العَدِّ
فَسلَّمتُ أخي
مِن قَبل أنْ تَبرحَ دارَك !

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد مطر

avatar

احمد مطر حساب موثق

العراق

poet-ahmed-matar@

132

قصيدة

1623

متابعين

ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات،في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) بدأ يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين ...

المزيد عن احمد مطر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة