في بُقعَةٍ مَنسيةٍ
خلفَ بِلادِ الغال
قالَ لي الحمّال:
مِن أينَ أنتَ سيدي؟
فوجئتُ بالسؤال،
أوشَكتُ أن أكشفَ عن عروبَتي،
لكنني خَجِلتُ أن يُقال
بأنني من وطنٍ تَسوسهُ البِغال.
قررتُ أن أحتال،
فَقُلتُ بِلا تَرددٍ :
أنا من الأدغال!
حَدّقَ بي مُنذهلا
وصاح بانفعال:
حقاً من الأدغال؟!
قلتُ : نعم
فقال لي:
من عربِ الجَنوبِ ..
أم من عرب الشمال؟!
ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات،في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب)
بدأ يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين ...