من بعد طول الضرب والحبس ،
والفحص ، والتدقيق ، والجس ،
والبحث في أمتعتي ، والبحث في جسمي،
وفي نفسي ،
لم يعثر الجند على قصيدتي،
فغادروا من شدة اليأس ،
لكن كلبا ماكرا أخبرهم بأنني أحمل أشعاري في ذاكرتي ،
فأطلق الجند سراح جثتي وصادروا رأسي ،
تقول لي والدتي : " يا ولدي ، إن شئت أن تنجو من النحس ،
وأن تكون شاعرا محترم الحس ،
سبح لرب العرش ، واقرأ آية الكرسي "
ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات،في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب)
بدأ يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين ...