الديوان » العصر الجاهلي » النابغة الذبياني » أمن آل مية رائح أو مغتد

عدد الابيات : 35

طباعة

أَمِن آلِ مَيَّةَ رائِحٌ أَو مُغتَدِ

عَجلانَ ذا زادٍ وَغَيرَ مُزَوَّدِ

أَفِدَ التَرَجُّلُ غَيرَ أَنَّ رِكابَنا

لَمّا تَزُل بِرِحالِنا وَكَأَن قَدِ

زَعَمَ البَوارِحُ أَنَّ رِحلَتَنا غَداً

وَبِذاكَ خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسوَدُ

لا مَرحَباً بِغَدٍ وَلا أَهلاً بِهِ

إِن كانَ تَفريقُ الأَحِبَّةِ في غَدِ

حانَ الرَحيلُ وَلَم تُوَدِّع مَهدَداً

وَالصُبحُ وَالإِمساءُ مِنها مَوعِدي

في إِثرِ غانِيَةٍ رَمَتكَ بِسَهمِها

فَأَصابَ قَلبَكَ غَيرَ أَن لَم تُقصِدِ

غَنيَت بِذَلِكَ إِذ هُمُ لَكَ جيرَةٌ

مِنها بِعَطفِ رِسالَةٍ وَتَوَدُّدِ

وَلَقَد أَصابَت قَلبَهُ مِن حُبِّها

عَن ظَهرِ مِرنانٍ بِسَهمٍ مُصرَدِ

نَظَرَت بِمُقلَةِ شادِنٍ مُتَرَبِّبٍ

أَحوى أَحَمِّ المُقلَتَينِ مُقَلَّدِ

وَالنَظمُ في سِلكٍ يُزَيَّنُ نَحرَها

ذَهَبٌ تَوَقَّدُ كَالشِهابِ الموقَدِ

صَفراءُ كَالسِيَراءِ أُكمِلَ خَلقُها

كَالغُصنِ في غُلَوائِهِ المُتَأَوِّدِ

وَالبَطنُ ذو عُكَنٍ لَطيفٌ طَيُّهُ

وَالإِتبُ تَنفُجُهُ بِثَديٍ مُقعَدِ

مَحطوطَةُ المَتنَينِ غَيرُ مُفاضَةٍ

رَيّا الرَوادِفِ بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ

قامَت تَراءى بَينَ سَجفَي كِلَّةٍ

كَالشَمسِ يَومَ طُلوعِها بِالأَسعُدِ

أَو دُرَّةٍ صَدَفِيَّةٍ غَوّاصُها

بَهِجٌ مَتى يَرَها يُهِلَّ وَيَسجُدِ

أَو دُميَةٍ مِن مَرمَرٍ مَرفوعَةٍ

بُنِيَت بِآجُرٍّ تُشادُ وَقَرمَدِ

سَقَطَ النَصيفُ وَلَم تُرِد إِسقاطَهُ

فَتَناوَلَتهُ وَاِتَّقَتنا بِاليَدِ

بِمُخَضَّبٍ رَخصٍ كَأَنَّ بَنانَهُ

عَنَمٌ يَكادُ مِنَ اللَطافَةِ يُعقَدِ

نَظَرَت إِلَيكَ بِحاجَةٍ لَم تَقضِها

نَظَرَ السَقيمِ إِلى وُجوهِ العُوَّدِ

تَجلو بِقادِمَتَي حَمامَةِ أَيكَةٍ

بَرَداً أُسِفَّ لِثاتُهُ بِالإِثمِدِ

كَالأُقحُوانِ غَداةَ غِبَّ سَمائِهِ

جَفَّت أَعاليهِ وَأَسفَلُهُ نَدي

زَعَمَ الهُمامُ بِأَنَّ فاها بارِدٌ

عَذبٌ مُقَبَّلُهُ شَهِيُّ المَورِدِ

زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ

عَذبٌ إِذا ما ذُقتَهُ قُلتَ اِزدُدِ

زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ

يُشفى بِرَيّا ريقِها العَطِشُ الصَدي

أَخَذَ العَذارى عِقدَها فَنَظَمنَهُ

مِن لُؤلُؤٍ مُتَتابِعٍ مُتَسَرِّدِ

لَو أَنَّها عَرَضَت لِأَشمَطَ راهِبٍ

عَبَدَ الإِلَهِ صَرورَةٍ مُتَعَبِّدِ

لَرَنا لِبَهجَتِها وَحُسنِ حَديثِها

وَلَخالَهُ رُشداً وَإِن لَم يَرشُدِ

بِتَكَلُّمٍ لَو تَستَطيعُ سَماعَهُ

لَدَنَت لَهُ أَروى الهِضابِ الصُخَّدِ

وَبِفاحِمٍ رَجلٍ أَثيثٍ نَبتُهُ

كَالكَرمِ مالَ عَلى الدِعامِ المُسنَدِ

فَإِذا لَمَستَ لَمَستَ أَجثَمَ جاثِماً

مُتَحَيِّزاً بِمَكانِهِ مِلءَ اليَدِ

وَإِذا طَعَنتَ طَعَنتَ في مُستَهدِفٍ

رابي المَجَسَّةِ بِالعَبيرِ مُقَرمَدِ

وَإِذا نَزَعتَ نَزَعتَ عَن مُستَحصِفٍ

نَزعَ الحَزَوَّرِ بِالرَشاءِ المُحصَدِ

وَإِذا يَعَضُّ تَشُدُّهُ أعضاؤهُ

عَضَّ الكَبيرِ مِنَ الرِجالِ الأَدرَدِ

وَيَكادُ يَنزِعُ جِلدَ مَن يُصلى بِهِ

بِلَوافِحٍ مِثلِ السَعيرِ الموقَدِ

لا وارِدٌ مِنها يَحورُ لِمَصدَرٍ

عَنها وَلا صَدِرٌ يَحورُ لِمَورِدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


النَصيفُ

النَّصِيف: نصف خِمار أو نصف ثوب.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبد الله غالي


الهُمامُ

يعني النعمان بن المنذر.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عبد الله غالي


الحَزَوَّرِ

الغلام القوى الذى لم يبلغ الحُلُم

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


رِكابَنا

الرِكاب : الأبل الرواحل

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


غانِيَةٍ

الجميلة التى غنيت بجمالها عن الحُلى

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


مِرنانٍ

صوت القوس عند الرمى، ترن عند الرمى لشدة وترها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


مُتَرَبِّبٍ

محبوس فى البيت

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


مُقَلَّدِ

مزين بالحلى وقلائد اللؤلؤ

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


أَحَمِّ المُقلَتَينِ

أسودهما

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


السِيَراءِ

الحريرة الصفراء

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


غُلَوائِهِ المُتَأَوِّدِ

ارتفاعه ونماؤه المنثنى لطوله

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


عُكَنٍ

ما انْطَوَى وتَثَنَّى من لحْمِ البَطْنِ سِمَناً

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


وَالإِتبُ

ما قصر من الثياب فنَصَفَ الساق أى بلغ إلى نصفه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


تَنفُجُهُ

تَنفُحُهُ : تعليه وترفعه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


مُقعَدِ

الغليظ الأصل فى أول نهوده الذى لم يسترخ

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


مُتَحَيِّزاً

حائز على المكان

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


الرَشاءِ المُحصَدِ

الحبل المفتلول، وهنا يصف الشاعر صعوبة النزع كالصعوبة التى يلقاها الفتى القوى عند إستقاء الماء من البئر بالحبل المفتول

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


الأَدرَدِ

الرجل الذى لا يوجد أسنان فى فيه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو عيسى معين


معلومات عن النابغة الذبياني

avatar

النابغة الذبياني حساب موثق

العصر الجاهلي

poet-nabgh-alzpiani@

80

قصيدة

7

الاقتباسات

1112

متابعين

زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة. شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى. من أهل الحجاز. كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرض ...

المزيد عن النابغة الذبياني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة