تبدأ القصيدة القصصة بتوضيح الشخصيات وبيئة القصة بأول أربعة أبيات.
الواو واو رُبَّ، الطاوي: الجائع. ثلاث: أي ثلاث ليال. عاصب البطن: الذي يتعصب بالخرق، ويشدها على بطنه من الجوع. مرمل: محتاج. بيداء: صحراء. الرسم: ما بقى بالأرض من آثار الدار، أي هو في مفازة لم ينزل بها أحد.
الجفوة: غلظ الطبع. والأنس. ألفة البيوت وهو ضد الوحشة: أي النفور. البؤس: الشدة فيها. الضمير للبيداء والمعنى: هو رجل عنيف الطباع. محب للعزلة، لا يألف الناس، يرى الوحدة في هذه الصحراء نعيمًا وسعادة، لشدة نفوره من الخلق.
رَوَّى: صَمَتَ مُفكرا. أحجم: تراجع وامتنع. بُرْهَة: البُرْهَة في معاجم اللغة هي الزمان الطويل، وهي هنا في البيت بمعنى الوقت القصير، واستعمال «برهة» بمعنى الوقت القصير من الأخطاء الدلالية الشائعة، وقد احتج بهذه البيت على نفي نسبة القصيدة إلى الحطيئة، كما احتج أن القصيدة لا تشبه أسلوب الحطيئة، وأن بنية القصيدة القصصية ناضجة تكاد تكتمل، وهذا لم يكن في جيل الحطيئة ولا الجيل الذي تلاه.
ومعنى البيت: صمت قليلًا ثم تراجع وامتنع مدة قصيرة من الزمن ولو أنه لم يذبح ابنه سعيًا لإكرام الضيف فقد فكر في ذبحه.
ثم تأخذ الأزمة في الانفراج، ويبدأ حل العقدة:
عنت: عرضت. العانة: إناث الحمر الوحشية. المسحل: الحمار الوحشي. انتظامها من خلفه: انضمامها إليه، وقربها منه.
وبينما هو في حيرة مع ولده، إذا أقبل عليهما قطيع من حمر الوحش، يسير صفًّا منتظمًا وراء قائده.
انساب: سار إليها بهدوء على أطراف أصابعه، من غير أن يحدث صوتًا. أظما: أشد ظمأ، وكان القطيع يسير إلى الماء، ليرتوي، فسار الرجل إليه، وهو أشد ظمأ إلى دمائها من ظمئها إلى الماء، متلهفًا على اقتناص شيء منه.
جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو مُليكة.
شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام. كان هجاءاً عنيفاً، لم يكد يسلم من لسانه أحد. وهجا أمه واباه ونفسه. واكثر من هجاء الزبرقان بن ...