الديوان » العصر العباسي » الشريف الرضي » شوق يعرض لا إلى الآرام

عدد الابيات : 23

طباعة

شَوقٌ يُعَرِّضُ لا إِلى الآرامِ

وَجَوىً يُخادِعُني عَنِ الأَحلامِ

وَمُقيلُ صَبرٍ شَذَّبَتهُ يَدُ الهَوى

في غَيرِ ما طَرَبٍ وَلا اِستِغرامِ

بَل في اِنتِزاعِ المَجدِ مِن سَكَناتِهِ

بِمَطالِبٍ تَسطو عَلى الأَيّامِ

وَمَناقِبٍ تَبقى وَيَفنى أَهلُها

إِذ كُلُّ عَيشٍ فُرصَةٌ لِحِمامِ

لَعَذَرتُ مَن في المَجدِ يَمرَضُ فِكرُهُ

وَتَكُنُّ فيهِ بَواطِنُ الآلامِ

يا راكِباً تَخدي بِهِ عَيرانَةٌ

سُرُحٌ تَشُقُّ جَلابِبَ الآكامِ

خَوصاءُ تَحسَبُ عَينَها ماوِيَّةً

نَظَرَت بِها الفَلَواتُ شَخصَ غَمامِ

جارٍ كَأَنَّ رَبابَهُ مُتَعَلِّمٌ

شِيَمَ الرِياحِ الهوجِ في الإِقدامِ

أَقرِ السَلامَ فَتىً تَخاوَصُ هَيبَةً

عَنهُ عُيونُ تَحِيَّتي وَسَلامي

سَيفٌ صَقيلٌ أَغمَدَتهُ عُداتُهُ

فَاِستُلَّ وَهوَ مِنَ الأَعادي دامِ

ما ضَرَّهُ مِن أَن يُشامَ وَما اِقتَنى

صَدَأً يُشَبَّهُ نَصلُهُ بِكَهامِ

إِن غِبتَ عَنّا فَالقُلوبُ حَواضِرٌ

في حَيثُ أَنتَ نَوازِعُ الأَوهامِ

وَنُفوسُنا مَرضى تَشَبَّثُ مِنكُمُ

بِثناً يُطَهِّرُها مِنَ الأَسقامِ

يا أَيُّها ذا النَدبُ دِعوَةَ مُدنِفٍ

عَلِقَت ضَمائِرُهُ بِكُلِّ غَرامِ

لَمّا ذَكَرتُكَ عادَ قَلبي شَوقُهُ

فَبَكَينَ عَنهُ مَدامِعَ الأَقلامِ

خَلَّفتَني زَرعاً فَطُلتُ وَإِنَّما

ذاكَ الغِرارُ نُمِي إِلى الصَمصامِ

كَم مَدحَةٍ لي في عُلاكَ كَأَنَّما

تَفتَرُّ عَن خُلقِ الغَمامِ الهامي

أَكدَت عَلَيَّ الأَرضُ مِن أَطرافِها

وَتَدَرَّعَت بِمَدارِعِ الإِظلامِ

وَعَهِدتُها خَضراءَ كَيفَ لَقيتُها

أَبصَرتُ فيها مَسرَحاً لِسَوامي

أَشكو وَأَكتُمُ بَعضَ ما أَنا واجِدٌ

فَأَعافُ أَن أَشكو مِنَ الإِعدامِ

وَإِذا ظَفِرتُ مِنَ المَناقِبِ بِالمُنى

أَهوَنتُ بِالأَرزاقِ وَالأَقسامِ

جاءَتكَ تَحدوها يَدا ذي فاقَةٍ

وَهيَ السَفينُ لَهُ إِلى الإِنعامِ

فَاِعرِف لَهُ ما مَتَّ مِن شِعري بِهِ

فَلَقَد أَتاكَ بِحُرمَةٍ وَذِمامِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف الرضي

avatar

الشريف الرضي حساب موثق

العصر العباسي

poet-alsharif-alradi@

679

قصيدة

7

الاقتباسات

703

متابعين

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين، على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد. انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده. وخلع عليه بالسواد، ...

المزيد عن الشريف الرضي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة