الديوان » العصر العباسي » الشريف الرضي » أرى نفسي تتوق إلى النجوم

عدد الابيات : 54

طباعة

أَرى نَفسي تَتوقُ إِلى النُجومِ

سَأَحمِلُها عَلى الخَطَرِ العَظيمِ

وَإِنَّ أَذى الهُمومِ عَلى فُؤادي

أَضَرُّ مِنَ النُصولِ عَلى أَديمي

وَإِنّي إِن صَبَرتُ ثَنَيتُ قَلبي

عَلى طَرفٍ مِنَ البَلوى أَليمِ

وَلي أَمَلٌ كَصَدرِ الرَمحِ ماضٍ

سِوى أَنَّ اللَيالي مِن خُصومي

وَيَمنَعُني المُدامَ طَروقُ هَمّي

فَما يَحظى بِها إِلّا نَديمي

وَما أَوفَت عَلى العِشرينَ سِنّي

وَقَد أَوفى عَلى الدُنيا غَريمي

وَنَجوى قَد شَهِدتُ وَعُدتُ أُلقي

عِنانَ فَمي إِلى قَلبٍ كَتومِ

وَهَولٍ يُرعَدُ النِسيانُ مِنهُ

رَكِبتُ مَعارِضَ الجَدِّ المَرومِ

إِذا ما حاجَةٌ قُضِيَت بِسَيفي

شَكَرتُ لَها يَدَ اللَيلِ البَهيمِ

وَيَعرِفُني العَدُوُّ بِوَقعِ رُمحي

إِذا ما الوَجهُ مُوَّهَ بِالسُهومِ

وَما لي هِمَّةٌ إِلّا المَعالي

وَذَبُّ الضَيمِ عَن نَسبٍ صَميمِ

وَقودُ الخَيلِ تَركَعُ مِن وَجاها

وَقَد غَلَبَ النَجيعُ عَلى الكُلومِ

تُصَبَّحُ في الطُلى بِدَراكِ طَعنٍ

كَرَمحِ الشَولِ زُغنَ عَنِ المُسيمِ

وَيُذهِلُها إِذا التَقَتِ العَوالي

ضِرامُ الطَعنِ عَن مَضغِ الشَكيمِ

وَكُلُّ نَحيلَةٍ كَالسَهمِ تُصمي

عَرانينَ الأَماعِزِ وَالخُرومِ

تُريني الشَمسَ أَوَّلَ مَن يَراها

وَآخِرُ شَأوِها طَلَقُ الظَليمِ

وَحَثُّ العيسِ تَستَلِبُ الفَيافي

بِإِملاءِ الذَميلِ عَلى الرَسيمِ

جَزَعنَ اللَيلَ وَالأَفاقُ خُلسٌ

كَأَنَّ نُجومَها نَغلُ الأَديمِ

وَأَبلَجَ مِثلَ فَرقِ الرَأسِ نَهجٍ

قَطَعنَ وَما قَلِقنَ مِنَ السُؤومِ

وَماءٍ قَد تَخَفَّرَ بِالدَياجي

عَنِ الطُرّاقِ وَالسَلَمِ المُقيمِ

وَرَدنَ وَلا دِلاءَ لَهُنَّ إِلّا

مُشافِرُهُنَّ في الوِردِ الجَمومِ

وَعُدنَ وَقَد وَهى سِلكُ الثَرَيّا

وَكَرَّ الصُبحُ في طَلَبِ النُجومِ

وَقَد لاحَت بِأَعيُنِنا ذُكاءٌ

وَراءَ الفَجرِ كَالخَدِّ اللَطيمِ

وَمُختَلِطِ النَدى أَرِجِ الخُزامى

رَطيبِ ذَوائِبِ الكَلَإِ العَميمِ

أَبَحتُ حَريمَهُ إِبِلي فَأَمسَت

تُغيرُ شِفاهَهنَ عَلى الجَميمِ

أَلا هَل أَطرُقُ السَمُراتِ يَوماً

بِريءَ القَلبِ مِن عَنَتِ الهُمومِ

وَأُلصِقُ بِالنَقا كَبِدي وَيَهفو

إِلَيَّ مِنَ النَقا وَلَعُ النَسيمِ

وَأُطلِقُ عُقلَها بِرُبىً تَراها

مِنَ الأَنواءِ ضاحِكَةَ الوُشومِ

أَرى الأَيّامَ عادِيَةً عَلَينا

بِبيضٍ مِن نَوائِبِها وَشيمِ

يُضِلُّ نُفوسَنا داءٌ عُقامٌ

فَيُسلِمُنا إِلى أَرضٍ عَقيمِ

وَنُتبِعُ بِالدُموعِ وَأَيُّ دَمعٍ

يُجيرُ وَلَو أَقامَ عَلى السُجومِ

وَيُفرِدُنا الزَمانُ بِلا قَريبٍ

يُذُمُّ مِنَ الزَمانِ وَلا حَميمِ

وَنَلقى قَبلَ لُقيانِ المَنايا

رِماحَ الداءِ تَطعَنُ في الجُسومِ

فَلَو كانَت خُصوصاً سُرَّ قَومٌ

وَلَكِنَّ العَناءَ عَلى العُمومِ

وَيُكثِرُ مَطلِيَ الغُرماءُ إِلّا

إِذا راحَ الرَدى وَغَسا غَريمي

رَأَيتُ المالَ يَرفَعُ مِن سَفيهٍ

وَعُدمُ المالِ يُنقِصُ مِن حَليمِ

فَلَيتَ كَريمَ قَومٍ نالَ عِرضي

وَلَم يَدنَس بِذَمٍّ مِن لَئيمِ

يَلومُ وَقَد أُلامَ وَشَرُّ شَيءٍ

إِذا لا قاكَ لَومٌ مِن مُليمِ

أَشُبُّ لِأَحرِقَ الأَعداءَ لَحظي

فَيُرجِعُني إِلى الإِغضاءِ خيمي

أَبى لي الذَمَّ آباءٌ تَساموا

إِلى عَنقاءَ طَيِّبَةِ الأُرومِ

إِذا اِشتَمَلوا عَلى الأَعداءِ عادوا

وَقَد غَمَروا الضَغائِنِ بِالحُلومِ

أَلا مَن مُبلِغُ الأَحياءِ أَنّي

قَطَعتُ قَرائِنِ الزَمَنِ القَديمِ

وَأَنّي قَد أَبيتُ مُقامُ رَحلي

بِوادي الرَمثِ أَو جَبَلِ الغَميمِ

وَعَن قُربٍ سَيَشغَلُني زَماني

بِرَعيِ الناسِ عَن رَعيِ القُرومِ

وَما لي مِن لِقاءِ المَوتِ بُدٌّ

فَما لي لا أَشُدُّ لَهُ حَزيمي

سَأَلتَمِسُ العُلى إِمّا بِعُربٍ

يُرَونَ اللَهاذِمِ أَو بِرومِ

وَلَو أَنّي أُعِنتُ بِآلِ عُكلٍ

رَغِبتُ عَنِ الذَوائِبِ مِن تَميمِ

حَذارِكُمُ بَني الضَحّالِ أَنّي

إِلى الأَمرِ الَّذي تومونَ أومي

فَلا تَتَعَرَّضوا بِذِراعِ عادٍ

مُدِلٍّ عِندَ خيسَتِهِ شَتيمِ

فَإِن تَكُ مَدحَةٌ سَبَقَت فَإِنّي

بِضِدِّ نِظامِها عَينُ الزَعيمِ

وَقافِيَةٍ تُخَضخِضُ ما تَرامَت

بِهِ الأَيّامُ في عِرضِ الَئيمِ

تُرَدِّدُ ما لَها مِمَّن يَعيها

سِوى اَلإِطراقِ مِنها وَالوُجومِ

لَها في الرَأسِ سَوراتٌ يُطاطي

لَها الإِنسانُ كَالرُجُلِ الأَميمِ

لِيَعلَمَ مَن أُناضِلُ أَنَّ شِعري

يُطالِعُ بِالشَقاءِ وَبِالنَعيمِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف الرضي

avatar

الشريف الرضي حساب موثق

العصر العباسي

poet-alsharif-alradi@

679

قصيدة

7

الاقتباسات

706

متابعين

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين، على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد. انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده. وخلع عليه بالسواد، ...

المزيد عن الشريف الرضي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة