الديوان » تونس » أبو القاسم الشابي » ما لآفاقك يا قلبي سودا حالكات

عدد الابيات : 17

طباعة

ما لآفاقِكَ يا قلبيَ سوداً حالكاتْ

ولأوْرادِكَ بَيْنََ الشَّوْكِ صُفراً ذاوياتْ

ولأطْياركَ لا تلغو فأينَ النَّغَماتْ

ما لمِزْمارِكَ لا يشدو بغير الشَهَقاتْ

ولأوتارِكَ لا تَخْفُقُ إلاَّ شاكِياتْ

ولأنغامِكَ لا تَنْطُقُ إلاَّ باكِياتْ

ولقد كانتْ صَباحَ الأمْس بَيْنَ النَّسَماتْ

كعذارى الغابِ لا تعرِفُ غيرَ البَسَماتْ

هو ذا يا قلبيَ البَحْرُ وأمواجُ الحياةْ

هو ذا القارِبُ مشدوداً إلى تِلْكَ الصَّفاةْ

هو ذا الشاطئُ لكنْ أينَ رُبَّانُكَ ماتْ

أين أحلامُك يا قلبي لقد فاتَ الفَواتْ

تِلْكََ أطيارٌ أنيقاتٌ طِرابٌ فرِحاتْ

غرَّدتْ ثمَّ توارتْ في غياباتِ الحَياةْ

أَنْتَ يا قلبيَ قلبٌ أنضجَتْهُ الزَّفَراتْ

أَنْتَ يا قلبيَ عُشُّ نَفَرَتْ عنهُ القَطَاةْ

فأطارَتْهُ إلى النَّهْرِ الرِّياحُ العاتِياتْ

فَهو في التيَّار أوراقٌ وأعوادٌ عُراةْ

أَنْتَ حقلٌ مُجْدبٌ قَدْ هَزَأتْ منه الرُّعاةْ

أَنْتَ ليلٌ مُعْتِمٌ تَنْدُبُ فيه الباكياتْ

أَنْتَ كهفٌ مظلِمٌ تأوي إليه البائِساتْ

أَنْتَ صرْحٌ شادَهُ الحُبُّ على نهرِ الحياةْ

لِبَناتِ الشِّعْرِ لكنْ قوَّضَتْهُ الحادِثاتْ

أَنْتَ قبرٌ فيه من أيامِيَ الأولى رُفاتْ

أَنْتَ عودٌ مزّقت أوتارَه كفُّ الحياةْ

فهو في وحشته الخَرساءِ بَيْنَ الكائِناتْ

صامتٌ كالقبرِ إلاَّ من أنينِ الذِّكريات

أَنْتَ لحنٌ ساحرٌ يَخْبُطُ في التِّيهِ المَواتْ

أَنْتَ أنشودةُ فَجْرٍ رتَّلَتها الظُّلُماتْ

أَيُّها السَّاري مع الظُّلْمةِ في غير أناةْ

مُطرِقاً يَخْبُطُ في الصحراءِ مَكْبوحَ الشَّكاةْ

تُهْتَ في الدُّنيا وما أُبْتَ بغيرِ الحَسَراتْ

صلِّ يا قلبي إلى الله فإنَّ الموتَ آتْ

صَلِّ فالنّازعُ لا تبقى له غيرُ الصَّلاةْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو القاسم الشابي

avatar

أبو القاسم الشابي حساب موثق

تونس

poet-aboul-qacem-echebbi@

95

قصيدة

8

الاقتباسات

559

متابعين

أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي. شاعر تونسي. في نفحات أندلسية. ولد في قرية (الشابيّة) من ضواحي توزر (عاصمة الواحات التونسية في الجنوب) وقرأ العربية بالمعهد الزيتوني (بتونس) ...

المزيد عن أبو القاسم الشابي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة