الديوان » مصر » أحمد محرم » هو الركب غاديه سلام ورائحه

عدد الابيات : 30

طباعة

هو الركب غاديهِ سلامٌ ورائحُهْ

تبلّجَ يُغشِي ناظِرَ الشّمسِ واضِحُهْ

إذا السُّبلُ ضاقت عن سواه فلم يَسِرْ

تَنقَّل شتّى في القلوبِ مَنادِحُهْ

هو الركبُ فيه من سَنا الحقِّ لمحةٌ

تَجمَّع ساري النّورِ فيها وسابِحُهْ

تطلَّعَ ملءَ الدهرِ والدّهرُ كلُّه

لِسانٌ يُحيّيهِ وكفٌّ تُصافِحُهْ

حَللتَ أبا الأشبالِ منّا بأنفسٍ

عناها من الشّوقِ المُبرِّحِ لافِحُهْ

فأبلغتها رِيَّ الصَّدَى ومنحتَها

من البِرِّ والمعروفِ ما أنت مانِحُهْ

أياديك ذِكرٌ للكنانةِ صاعدٌ

ومجدٌ يُبارِي همّةَ النّجمِ طامِحُهْ

بعثتَ بها عصرَ الحضارة مُونقاً

تطيبُ مَجانيه وتذكو نوافِحُهْ

وأدنيتَ من آمالهِا الغُرِّ ما لوى

يَدَ الدّهرِ جافيه وأعياهُ نازِحُهْ

إذا رُحتَ تَستقصِي مطالبها العُلى

عنا المطلبُ الجبّارُ وانْقادَ جَامِحُهْ

فَتحتَ لها بابَ الحياةِ فأقبلتْ

وأقبلَ طيرُ اليُمنِ يَنهالُ سانِحُهْ

وما عَرفَ الأقوامُ باباً يَسُرُّهم

من الخير إلا في يَدَيْكَ مَفاتِحُهْ

سَنَنْتَ لِشعبِ النّيلِ سُنَّةَ ناهضٍ

بَعيدِ مَدَى الآمالِ شَتَّى مَطارِحُهْ

وأَرشدتَهُ تَبغِي له الجِدَّ خُطَّةً

فأمسكَ غاويهِ وأقصرَ مازِحُهْ

تَعلَّمَ مِنكَ السَّعْيَ لا يَعرفُ الوَنَى

فما ارْتَدَّ ساعيهِ ولا كفَّ كادِحُهْ

يظلُّ أمامَ الدَّهرِ والدَّهرُ ثائرٌ

يُدافِعُه عن حَقِّهِ ويُكافِحُهْ

ولن يَستطيعَ الشّعبُ مَجداً ورفعةً

إذا نامَ بانيهِ وعَرْبَد صائِحُهْ

بَنَيْتَ فأحسنتَ البناءَ وإنّه

لَباقٍ على مَرِّ الحوادثِ صَالِحُهْ

دمنهورُ من جَداوكَ مُشرِقةُ السَّنا

ويومُكَ فيها كابرُ الشّأنِ راجحُهْ

طلعَت عليها غُدوةَ السّبتِ كوكباً

تُغاديهِ أسرابُ المُنَى وتُراوِحُهْ

ففي كلِّ سبتٍ من مثالِكَ طائِفٌ

يَشوقُ بها شعباً ظِماءً جَوانِحُهْ

تَلقّاكَ بالإِجلالِ يُصفيكَ وُدَّهُ

وغَرّدَ يقضي حقَّ نُعماك صادِحُهْ

أرى الطيرَ في واديكَ شَتَّى ضرُوبُهُ

وما يستوِي شاديهِ يوماً ونائِحُهْ

مَدحتُكَ إنّ الجاعِلَ المجدَ هَمَّهُ

لَيُكرَمُ مُطرِيهِ ويُحْمَدُ مادِحُهْ

أَلَسْتَ الذي خَفَّفْتَ عن شعبِكَ الأَذى

وأدركتَه والخطبُ يشتدُّ فادِحُهْ

وأَرسلتَهُ مِلءَ الزّمانِ مُغامِراً

وكان صريعاً ما يُواتيك رازِحُهْ

ثَوَى زمناً يشكو الجراحَ فلم تَزَلْ

تُداويه حتّى ارتدَّ يَشكوهُ جَارِحُهْ

ولن يُخطِئَ الشّعبُ السَبيلَ إلى العُلا

سبيلُكَ هاديهِ ورأيُكَ ناصِحُهْ

تَقدَّمَ يبني المجدَ شتّى وُجُوهُه

فِساحاً مَناحِيه سِماحاً مَسارِحُهْ

فلم يَبْقَ ما يخشى عليه صديقُهُ

ولم يبقَ ما يشفي به الغَيْظَ كاشِحُهْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد محرم

avatar

أحمد محرم حساب موثق

مصر

poet-ahmad-muharram@

442

قصيدة

1

الاقتباسات

684

متابعين

أحمد محرم بن حسن عبد الله. شاعر مصري، حَسَن الرصف، نقيّ الديباجة. تركيّ الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر (محرم) فسمى أحمد محرَّم. وتلقى ...

المزيد عن أحمد محرم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة