الديوان » مصر » أحمد محرم » هتف الدليل وسار ركب النيل

عدد الابيات : 43

طباعة

هَتَفَ الدليلُ وسَارَ ركبُ النّيلِ

بُوركتما من سائرٍ ودليلِ

السُّبْلُ يمُنٌ والرِّكابُ عنايةٌ

تُلقِي الأعِنَّة في يَدَيْ جبريلِ

تَمشِي وتَتَبعُها المناهلُ سمحةً

يَبذُلْنَ كلَّ مُصفَّقٍ مَعسولِ

هِمَمٌ شددنَ رِحالَهُنُّ على السُّهَى

وعَصَفْنَ بين الغَفْرِ والإِكليلِ

جَاوَزْنَ كلَّ مدىً إلى غاياتِه

وأَبَيْنَ كلَّ مُعرَّسٍ ومَقيلِ

يَحمِلْنَ آمالَ البلادِ مُنيفةً

تسمو بأتلعَ ما يُنالُ جليلِ

شَارفنَني والدّهرُ في خُيلائِه

فَعجِبتُ من حَدَثانِه المحمولِ

اللهُ أكبرُ تلك رايةُ حزبهِ

عُقِدتْ برايةِ جُندهِ المأمولِ

حزبُ النّجاةِ أعدَّ أفضلَ عُدَّةٍ

واستنَّ أقومَ سُنّةٍ وسبيلِ

عالي الزَّئيرِ يَصونُ مجدَ بلادهِ

مثل الهِزَبرِ يَصونُ مجدَ الغيلِ

يهوي لواءُ معاشرٍ ولواؤُه

في رأس مُمتنِعٍ أشمَّ طويلِ

عقدوا لنا الميثاقَ مَجداً كُلَّه

والمجدُ للأحرارِ أفضلُ سُولِ

حمل البريدُ كتَابَهُ فكأنّما

حَملَ البريدُ به كتابَ رسولِ

يلقاهُ في الفُرقانِ شعبُ محمّدٍ

ويراه شعبُ يسوعَ في الإنجيلِ

إنّ الحياةَ لدى النُّفوسِ أمانةٌ

للهِ ليس ضياعُها بِقليلِ

وأرى الفلاحَ لمن يقومُ بحقّها

ويصونُها صَوْنَ امرئٍ مَسئولِ

والظّلمُ مركبُه الهوى وسبيلُه

طُغيانُ جبّارٍ وضعفُ جَهولِ

إثمٌ ينوءُ الجاهلون بِشَطرهِ

من كلّ مَيْتٍ في الحياةِ دخيلِ

إن الذي خلق الشعوب أعزةً

جعل العذاب جزاء كلِّ ذليل

ضُمُّوا القلوبَ بني الكنانةِ وَاجْمعوا

صَفَّىْ نُفوسٍ حُرّةٍ وعُقولِ

أنتم بنو الشُّمِّ الفوارعِ ما أَتَى

باني الدّهورِ لمجدهم بِمثيلِ

خيرُ البلادِ ثَرىً وأكرمُها يداً

جُعِلَتْ لأكرمِ أُمّةٍ وقبيلِ

لا تُشعِروا مِصرَ الغليلَ ولا يكن

منكم لِمُضْطغِنٍ شِفاءُ غليلِ

اللهُ أَدْركَها وصانَ كَيانَها

بِمُدرَّبينَ على القِراعِ فُحولِ

غُلُبٍ إذا كذبَ الحُماةُ بِمشهدٍ

صَدقوا لها من فِتيةٍ وكُهولِ

مِن كلّ سَمْحٍ في الغِمارِ بنفسهِ

جَمِّ الضَّنانةِ بالذّمارِ بَخيلِ

حُرِّ الذّمامِ يَعدُّه من دينهِ

ويَراهُ مجدَ أبٍ وعِرضَ سليلِ

يَرعاهُ في شَرْخِ الصِّبى ومَشيبهِ

ويَصونُه للجيلِ بعدَ الجيلِ

ما العهدُ من شَرَفٍ وصِدقِ مُروءةٍ

كالعهدِ من كَذِبٍ ومن تضليلِ

ليت الأُلىَ شرعوا المذاهبَ جَمّةً

صدعوا الشُّكوكَ بمذهبٍ مقبولِ

أَوَ كلّما نَصرَ الحقائقَ أهلُها

عَثُرَ الكَمِيُّ بِمُدَّعٍ مخذولِ

يَغْشَى الكفاحَ من المُحالِ بِمُثْخَنٍ

دامِي الجراحِ ويحتمي بقتيلِ

عَصفَ الفوارسُ بالجنودِ فما ترى

إلا فُلولاً من وراءِ فُلولِ

شلوٌ على شِلوٍ يطيرُ فُضاضُه

ودمٌ يسيلُ على دمٍ مطلولِ

الحقُّ يصرعُ كل أشوس باسلٍ

ويَفُلُّ كلَّ مُذرَّبٍ مسلولِ

أُسطولُ ربّكَ للقتالِ وجيشُه

إن جَدَّ جِدُّ الجيشِ والأسطولِ

للهِ إن نَشَطَ الرّماةُ كتائبٌ

تَرمِي الكتائبَ عن يَدَيْ عِزريل

هل تملكُ الدُولُ العَصيَّةُ حِيلةً

إن قال ربُّكَ للمالكِ زُولى

لا ييأَسَنَّ من الفِكاكِ على المَدى

شعبٌ رهينُ أداهمٍ وكُبولِ

لا الشّرقُ بالواهي ولا عَصرُ الأُلىَ

خذلوه عصرُ تَهيُّبٍ ونُكولِ

مَن يدفعِ الطُّوفانَ أقبلَ من عَلٍ

يستنُّ في لُجَجٍ له وسُيولِ

إنّ السّماءَ تدفَّقتْ رحَمَاتُها

تَسقِي المشارقَ بعد طولِ مُحولِ

وإذا الشُّعوبُ اسْتصرَخَتْ أنصارَها

فاللهُ أكرمُ ناصرٍ وكفيلِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد محرم

avatar

أحمد محرم حساب موثق

مصر

poet-ahmad-muharram@

442

قصيدة

1

الاقتباسات

686

متابعين

أحمد محرم بن حسن عبد الله. شاعر مصري، حَسَن الرصف، نقيّ الديباجة. تركيّ الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر (محرم) فسمى أحمد محرَّم. وتلقى ...

المزيد عن أحمد محرم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة