عدد الابيات : 61

طباعة

جو السياسة مكفهر

ما فيه من لون يسر

اني من اكفهراره

مترقب خطرا سيعرو

فيلوح في هذا السحا

ب الجهم فوق الافق شر

لقد ازبأرت بغتةً

فلأي شيء تزبئر

عيني ترى وحشاشتي

تخشى وجلدي يقشعر

عصفت فظل العقل منذهلا

وهاج النفس ذعر

نكباء تقلع كل شيء

تلتقيه او تطر

لذيولها فوق الربى

والسهل ضافية تجر

ما كان قبل عصوفها

بالعيش فوق الارض نكر

يوم كوجه الغول وفي

شدقيه انياب تصر

ولقد توارى من ذكا

ء لهوله الوجه الاغر

ما في النهار شعاعة

تهدى ولا لليل فجر

وسحائب جون تدهدها

اعاصير تمرّ

برق ورعد قاصف

كرحىً تلح فتستمى

وادير عيني في الفضا

ء فلا اشاهد ما يسر

وهناك بحر ثائر

امواجه لا تستقر

وكانما الاطواد في

احضان اودية تخر

تهوى الى اغوارها

من بعدما هي تشمخر

اخذت تعيث ذئابها

اما الكلاب فلا تهر

يخشى الغني الجعد ان

يغشاه بعد الوفر فقر

اما الفقير فلا ينا

ق له ولا غنم تدر

انا بعصر فيه عند الناس

ترك الشر بر

عصر به الامم الضعيفة

بالوصاية لا تقر

عصر به الام القوية

بالمواعد لا تبر

اللَه للعصفور من

بلواه ليس له مفر

في الجو صقر ذو اظا

فير وفوق الارض هر

ان الألى قد كان يرجى

النفع منهم قد اضروا

وكأن في القوم النفا

ق الى بلوغ الجاه جسر

اما طريق العز فهو

لمن يسير عليه وعر

لا بد من تعب ينا

ل المرء حين به يمرّ

قد كان مجد للعرو

بة فاحتواه اليوم قبر

في أي قبر انت يا

مجد العروبة مسبطر

نشدو بمجد دارس

لم يبق الا منه ذكر

وكأن ذاك المجد مختفياً

عن الانظار سر

ما في العظام الباليا

ت لدولة الفتيان فخر

نمنا وخيل الحادثا

ت على جماجمنا تكر

لا يستطيع من البلية

ان يقول الحق حر

ويل لقطر لا يتا

ح لاهله بالحق جهر

ما عند قوم ضيعوا

استقلالهم شيء يسر

الشعب باستقلاله

يقوى ومورده يثر

غرتهم الاوعاد والاوعاد

خادعة تغر

امم تقدم والكفا

ح على السلامة مستمر

والقتل من اجل الحيا

ة بكل ارض مستحر

ما للذين تأخروا

في حلبة الاقوام عذر

لا حكمة لا ثروة

لا عسكر للذود مجر

هل هابط وهداً كمن

فوق السحاب له مكر

يجرى على طيارة

فكأنه في الجو نسر

ونصحت اهل الرافدين

على التحالف ان يقروا

لكن اهل الرافدين

على التخالف قد اصروا

لم يسمعوا نصحى لهم

حتى اصاب القوم ضر

وكانما في الاذن منهم

عن سماع الحق وقر

ما ان رأيت مناضحا

كالعقل ليس عليه حجر

من عاش متكلاً على

الاقدار تعبث فهو غر

عزم الفتى اقوى من الاقدار

وهو به ابر

اني لشيخ مخلق

وتعلقي بالعيش نزر

فاذا حييت فكل ما

يحلي لغيري لي يمر

واذا هلكت فكل شيء

بعد هلكي لا يضر

مع كل ذلك ارتأى

ان الردى للمرء خسر

للشيخ نفس بالحيا

ة تنوء وهي له تسر

فعلى جفاف عروقه

آماله في القلب خضر

اما الفتى فحياته

وشبابه ماء وخمر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جميل صدقي الزهاوي

avatar

جميل صدقي الزهاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-jamil-sidqi-al-zahawi@

373

قصيدة

2

الاقتباسات

139

متابعين

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن المنلا أحمد بابان، الزهاوي. شاعر، ينحو منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر. مولده ووفاته ببغداد. كان أبوه مفتيها. وبيته بيت ...

المزيد عن جميل صدقي الزهاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة