الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » ألا حبذا زمن الحاجر

عدد الابيات : 41

طباعة

ألا حبّذا زمنُ الحاجرِ

وإِذ أنَا في الورق النّاضرِ

أُجرّر ذيل الصّبا جامحاً

بلا آمرٍ وبلا زاجرِ

إلى أنْ بدا الشّيبُ في مَفرقي

فكانت أوائله آخري

وزَوْرٍ تخطّى جَنوبَ المَلا

فناديت أهلاً بذا الزّائرِ

أتاني هدوّاً وَعينُ الرّقي

ب مطروفةٌ بالكرى الغامرِ

فأعجب بهِ يُسعف الهاجعينَ

وتُحرمه مُقلةُ السّاهرِ

وعهدي بتمويه عين المحبّ

تنُمُّ على قلبه الطّائرِ

فَلَمّا اِلتَقينا برغم الرّقا

دِ مَوّه قلبي على ناظري

وبيضُ العوارضِ لمّا برز

ن برّحن بالقمر الباهرِ

يُعِرْن الحليمَ خُفوفَ السّفيهِ

ويحلُلْن عَقْدَ الفتى الماهرِ

وفيهنّ آنسةٌ بالحديثِ

وفي البذل كالرَّشأِ النّافرِ

بطَرْفٍ فَتورٍ ويا حَرَّما

بقلبيَ من ذلك الفاترِ

ويا عاذلي لو تذوق الهوى

لكنتَ على حبّها عاذري

تلوم وقلبُك غيرُ الشجيِّ

ألا ضلّ أمرُك من آمرِ

أقول لركبٍ أرادوا المسير

وقد أخذوا أُهْبَةَ السّائرِ

وَقَد وَقَفوا مِن لَهيبِ الوَداعِ

على حرِّ مستعرٍ فائرِ

فَمِن مَدمعٍ جامدٍ للفِراق

وآخرَ واهي الكُلى قاطرِ

إِذا ما مَرَرتمْ عَلى واسِطٍ

فَعوجوا عَلى الجانِبِ العامرِ

وَأَهدوا سَلامي إلى غائبٍ

بها وهْوَ في خاطري حاضري

إلى كم أسوّف منه اللقاءَ

وكم أرتدي بُردةَ الصّابرِ

وقد ضاق بي مُذ نأيتَ العراقُ

كما ضاق عِقْدٌ على شابرِ

كأنِّيَ لمّا حماك البِعا

دُ عَن ناظرَيَّ بلا ناظرِ

وَإِنّيَ مِن فَرْطِ شَوقي إليك

ووجدي كسيرٌ بلا جابرِ

كئيب الضّمير وإن كنت بالت

تجلّد مبتسمَ الظّاهرِ

ويُحسَبُ بين الضّلوع الفؤاد

وقد طار في مِخْلَبَيْ طائرِ

فيا لك من مُجرِمٍ مُسْلمٍ

تغيّب عنه شبا النّاصرِ

ومن واترٍ ظَفِرَتْ عنوةً

بأثوابه قبضةُ الثّائرِ

ولولا الوزيرُ ابنُ حَمْدٍ لَما

سألتُ وصالَ امرئٍ هاجرِ

وَما كنتُ إلّا قَليلَ الصّدي

قِ في النّاس كالضّيغمِ الخادرِ

أيا من تملّك منّي الفؤا

دَ حوشيتَ من سُنّةِ الجائرِ

وَيا نافِعي بِزمانِ الوِصا

لِ لِمْ عاد نفعُك لي ضائري

تفرّدتَ بي دون هذا الأنام

وشورِكتُ في قَسْمِكَ الوافرِ

ومن عجبٍ أن يرومَ البطيءُ

عَن الودّ منزلةَ الباكرِ

وقد علم القومُ إذْ وازنو

ك أين الجَهامُ من الماطرِ

وأين الحضيضُ من الفرقدين

وأين الخبيث من الطّاهرِ

وإنّك وحدَك في ذا الزّما

ن تستنتج الفضلَ من عاقرِ

وتصبو على نفحاتِ الخطو

ب سمعاً إلى منطق الشّاكرِ

أهزّك بالشّعر هزَّ الشّجا

عِ يومَ الوغى ظُبَتَيْ باترِ

وأمري وصالَكَ بالنَّاظماتِ

سموطاً على مَفرَقِ الفاخرِ

وأعلمُ إنْ كان غيري لدي

ك كالجَفْن إنِّي كالنَّاظرِ

ولستُ إذا فُتَّنِي ثمّ نلتُ

جميع المنى لستُ بالظّافرِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

91

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة