الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » وثقت بكم حتى خجلت وكم جنت

عدد الابيات : 31

طباعة

وَثِقْتُ بكمْ حتّى خجلتُ وكم جَنَتْ

لنا ثقةٌ من خَجْلَةٍ في الصّفائِحِ

وما كنتُ أخشى قبلها إنْ كشفتُكُم

أُكشّفكمْ عن مثلِ هذي القبائحِ

هَبونِي اِمرَءاً لا مَنَّ منه عليكُمُ

ولا كان يوماً عنكُمُ بمُنافحِ

وإنْ قادكمْ كُرْهاً إلى ربوةِ العُلا

نكصتُمْ على الأقفاءِ نكْص طَلائِحِ

ولم يسعَ فيما تبتغون ودونَهُ

حجازٌ منَ الأعداءِ ليس ببارحِ

وأدْناكُمُ عفواً إلى جانبِ الغِنى

وكلُّكُمُ ما بين ناءٍ ونازحِ

وقد صَلُحَتْ أيّامُكمْ باِجتِهادِهِ

فَلِمْ يومُهُ ما بَينكمْ غيرُ صالحِ

وَأَظْفَركمْ بالعزِّ وَالعزُّ شاهقٌ

وَأَنتُمْ بِلا طَرْفٍ إلى العزِّ طامحِ

شَحَذْتُكُمُ سيفاً أصُدُّ به العِدى

وما كان عندي أنّ سيفِيَ جارِحِي

وإنّ الّذي أغراكُمُ بقطيعتِي

وقد كنتُ وصّالاً لكمْ غيرُ نازحِ

وَإنّي لَسَمْحٌ باذلٌ بِفراقكمْ

وما كنتُ فيه برهةً بالمسامِحِ

تبدّلتُ لمّا أنْ أرَبْتُمْ ولم أُعِنْ

على رَيْبِكُمْ بيضاً بسودِ المسائحِ

وأخْرَجَ ما أبْدَعتُمُ من مساءَةٍ

هوىً لكُم قد كان بين الجوانِحِ

وَلَمّا شَرِبتُ الوُدّ منكمْ بسومِكمْ

رجعتُ بكفٍّ بيعُها غيرُ رابحِ

وَلَولايَ في مِيزانكم يومَ خبرةٍ

لَما كانَ إِلّا شائلاً غيرَ راجحِ

فَلا تَحسبوا أنّي مقيمٌ على أذىً

فإنِّيَ مَوْتورٌ كثيرُ المنادِحِ

إذا ضرّني يوماً صديقي وساءَنِي

فَما هوَ إلّا كالعدوِّ المكاشِحِ

تَقَطَّع وُدٌّ كانَ بَيني وَبينكمْ

وطاحتْ بهِ في الأرضِ إحدى الطَّوائِحِ

فَما لِي إِلى أَوطانكم من مطامِحٍ

وما لِي إلى أعطانكمْ من مَسارِحِ

وما لِيَ إِلْمامٌ بدارِ حُلولِكمْ

وَما كنتُ إلّا بينَ غادٍ ورائِحِ

وإنْ كانتِ البطحاءُ دارَ مُقامِكمْ

فما لِيَ تعريجٌ بتلك الأباطِحِ

وأيْقنتُ أنّي ثاوياً في دياركمْ

مقيمٌ على آلِ القفارِ الصّحاصِحِ

وكنتُ وما جرّبتكم كَلِفاً بكمْ

فأظفرنِي تجريبُكمْ بالفضائِحِ

لنا في تلاقينا وجوهٌ ضواحكٌ

وكم دونهنّ من قلوبٍ كوالحِ

وقد كنتُمُ صبحاً بغيرِ دُجُنَّةٍ

فقد صرتُمُ جُنْحاً بغير مصابحِ

فلا تسألونِي عن صفاءٍ عَهِدتُمُ

فقد طار في هُوجِ الرّياح البوارحِ

فَإِنْ تَشحَطوا بعدَ اِجتِماعٍ وإلْفَةٍ

ببعض الرّزايا الهاجمات الفوادِحِ

فقلبِيَ عنكمْ مُعرضٌ غيرُ مائقٍ

ودمعِي عليكمْ جامدٌ غيرُ سافِحِ

وما كلُّ ما لاقيتُ منكمْ شكوتُهُ

وأوّلُ جِدِّ المرءِ تعريضُ مازحِ

فشتّانَ لو أنصَفْتُمُ من نفوسكمْ

ولم تظلموا ما بين هاجٍ ومادحِ

وإنّ غبينَ النّاسِ مَن بات عِرْضُهُ

تعرّضُهُ السُّوءى لبعضِ القرائحِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

91

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة