الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » سلام على العمل الصالح

عدد الابيات : 36

طباعة

سَلامٌ على العَمل الصالحِ

وغادٍ من النُّسكِ أو رائحِ

سلامٌ على السَّنَنِ المستقيمِ

سلامٌ على المَتْجرِ الرّابحِ

سلامٌ على صوم يومِ الهجيرِ

وهبّةِ ذِي مدمَعٍ سافِحِ

سلامٌ على عَرصَاتٍ خَلَوْ

نَ للدّين من غابقٍ صابحِ

وفارقنا يومَ جدّ الرّحي

لُ عُريانَ مِن مِيسَمٍ فاضِحِ

فتىً كان في دارنا هذِه

بطَرْفٍ إِلى غيرها طامحِ

تراهُ إذا غَسَقَ الخابطونَ

على منهجٍ للهُدى واضحِ

محمّدُ فارقْتنا عَنْوةً

فجرحِي الرّغيبُ بلا جارحِ

وأوْدعتنِي في صميم الفؤا

دِ مِنِّيَ ما ليس بالبارحِ

وهوّن رُزْءَك أنّي أقولُ

مضيتَ إلى مُنيةِ الفارحِ

إلى نِعَمٍ ليس كالأعْطياتِ

ونافحُها ليس كالنافحِ

كنار العَراءِ بلا مُصطَلٍ

وسَجْلِ القَليبِ بلا ماتِحِ

ودارُ السّياسةِ مجفُوَّةٌ

وغدرانُهنَّ بلا نَاشِحِ

وكنتَ وقد طَرَحَتْها بَنان

كَ مُحتقِراً خيرَ ما طارحِ

فلو سُئِلَتْ عنك لاِستَعجلتْ

إلى منطقِ الشّاكر المادحِ

وكم لك في المجدِ من ثورةٍ

إلى البلد الشّاحط النازحِ

على كلّ منفرجِ الكاذَتَين

كَتُومٍ لأنفاسهِ سابحِ

تَراهُ إِذا اِسوَدّ ليلُ العَجاجِ

من الرَّوْعِ كالكوكبِ اللائحِ

وَقَد عَلِموا حينَ شبّوا الأُوارَ

مَجَسَّكَ من لاذِعٍ لافِحِ

بِأَنّك أَضربُ من حامِلٍ

لسيفٍ وأطعنُ من رامحِ

وَأَكتَم للسِّرِّ حين اِكتَوَتْ

خطوبٌ على النّاشر البائِحِ

وأنّك منتقماً إذ تكون

لِذُحْلِكَ خيرٌ من الصّافِحِ

تفِيءُ إلى الأبْلجِ المستنيرِ

من الرأْيِ في المُعضِلِ الفادِحِ

وإن عَنَّ يومُ حِباءٍ هَطَلْتَ

وفي النّاسِ مَنْ ليس بالرّاشحِ

مضيتَ خفيفاً من الموبقاتِ

وأين الخفيفُ من الدالِحِ

ولو أنصف النّاسُ تُرباً أُهيلَ

على جَسَدٍ ناصعٍ ناصحِ

لَزاروهُ وَاِستَنزلوا عندهُ

عطاءً من المانع المائحِ

فإمّا نزحتَ وراءَ الصَّفيحِ

فلستَ عن الخير بالنَّازحِ

فَللّهِ قبرٌ أراقوا بهِ

ذَنوباً من الذُّخُر الصّالحِ

تمرُّ به أرِجَ الخافقين

ملآنَ من عَبَقٍ فائِحِ

فإنْ نحن قِسنا إليه القبورَ

أَبَرَّ بميزانِهِ الرّاجحِ

ولا زالَ منهمرُ الطُّرَّتين

يَسُحُّ بماءٍ له سائحِ

عليه وإنْ كان مستغنياً

بما فيه من كرمٍ طافِحِ

تساوى الأنامُ بهذا الحِمام

فسهلُ المعاطِفِ كالجامِح

وقامتْ به حجّةُ الزّاهدين

وضاق له عُذُرُ الكادحِ

وكلٌّ مُصيخٌ وإنْ كان لا

يَحسُّ إلى هَتفةِ الصّائِحِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

91

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة