الديوان » العصر العباسي » مهيار الديلمي » يلوم عليك لا عدم الملامه

عدد الابيات : 77

طباعة

يلومُ عليكِ لا عدِمَ الملامَهْ

صحيحُ القلب غرّتْه السلامَهْ

أبى لؤمُ الطباع له وَلَوعاً

بمثلكِ أو ضُلوعاً مستهامَهْ

ولم تنبُلْهُ باللّحَظات عينٌ

ولم تطعَنْه بالخطرات قامه

ولاماتت له نفس وعاشت

مِراراً بالرحيل وبالإقامَهْ

وما يُدْريه ما نَزَواتُ صدري

إليكِ وما الذي استدعى غرامَهْ

وما سرٌّ ملكتِ قيادَ قلبي

به فمضيتِ آخذةً زمامَهْ

وهل وصفَتْكِ أعجازُ الليالي ال

طوالِ له وأعوادُ البَشامَهْ

وأُوسِعه الإهانةَ ثم يُفضِي

إلى اسمِكِ بي فأُوسعه الكرامَهْ

سقَى عهدَ الطُّوَيلع ما تمنّى

زمانٌ أن تصوب له غمامَهْ

وعيشاً بالجَرِيب وأيّ عيش

ودِدتُ وما انقضَى لو كنت هامَهْ

وليلاً بدره لم يُنضِ عشراً

غَرِمتِ وقد سفَرتِ لنا تِمامَهْ

وليت ونابل الأيام رامٍ

يصيب بنا المنى أيام رامهْ

أسائل بان دومة عن فؤادي

وقد أودعته سمر اليمامهْ

وكيف بمهجةٍ أمست بنجدٍ

مضللة وتنشد في تهامهْ

مَن الساري تجِدُّ به بنجدٍ

أضاليل السرى عقب السآمهْ

إذا وخزتك أنفاسُ الخُزامَى

فهبَّ لنا ابنُ ليلٍ كان نامَهْ

فخذ حدّ الأثيل وقل سلامٌ

على بيتِ عقيلتُه سلامَهْ

وما الظبياتُ سارحةً ورُبْضاً

ولا الأغصانُ مَيْلاً واستقامَهْ

بمن أعني الكُنَى عنه ولكن

بكلٍّ من محاسنها علامَهْ

أمنها والكواكبُ جاثماتٌ

خيالٌ لم يمتّعنا لِمامَهْ

سَرتْ والشهرُ قد أرمَى ثلاثاً

على العشرين خائضةً ظلامَهْ

على غَرَرٍ وساعةَ لا طُروقٌ

ألا ما للجبان وللصرامَهْ

فحيّت واقعين على الولايا

نشاوَى لم تُنَشِّهم المُدامَهْ

فُواقاً ثم طار الصبحُ منها

مجفِّلةً بقادمتَيْ نعامَهْ

تقولُ خف الوشاةَ وإن ألمُّوا

بفاطمةٍ فقل طرقت أُمامَهْ

ومن لي أن يتم غداً جحودٌ

وحولي من عُتَيرتها قَسامَهْ

ألا هل رُقيةٌ من مسّ دهرٍ

خفيِّ الكيد شيطانِ العُرامَهْ

يخاتلني الزمانُ فلستُ أدري

بأيّ جوانبي أنفي سِهامَهْ

وحظٍّ لو سألتُ بِلال ريقي

عبابَ البحر صاعبني مَرامَهْ

يريد الرزقُ أن أُدلَى عليه

بذلٍّ أو يقال الحرصُ ضامَهْ

وليست قطرةٌ من ماء وجهي

حَرىً أن استدرَّ بها جِمامَهْ

وأعذل في القناعة أن حبتني

وباعتني الضؤولةَ بالوَسامَهْ

وكم ذي شارةٍ معناه رثٌّ

وأشعثَ بين طِمْريه أُسامَهْ

سيغشِم قائدُ الأطماع عُنْقي

بأنفٍ لا يلين على الخِزامَهْ

وينصرني وإن ضعُفَ اصطباري

وقد تُحمَى البنانةُ بالقُلامَهْ

وأروعُ لا يَحُلُّ الخطبُ منه

معاقدَ حبوتيه ولا اعتزامَهْ

صليب العود يغمِزُ جنب رضوى

ولم تُدرِك غوامزَه العَجامَهْ

إذا ضاقت رحابُ الرأي جاءت

بصيرته ففرجت ازدحامه

تريه عواقبَ الأمر المبادي

ويُبصر ما وراء غدٍ أمامَهْ

وقورٌ لم يخض لغواً بفيه

ولم يُسدِل على غَزَلٍ قِرامَهْ

تحمِّله فينهضُ مستمرِّاً

مليّاً بالحَمالة والغَرامَهْ

إذا نكص الرجالُ مضى جريّاً

كأنّ ممِيلَ أقوام أقامَهْ

أغرَّ ترى الهلالَ يتمّ بدراً

إذا أبصرتَ منحدراً لِثامَهْ

تودّ كواكبُ الجوزاء لو ما

تكون إذا امتطى سَرْجاً لجامَهْ

وإن ركب السريرَ وزيرُ ملك

رأيت التاجَ تَشرفُهُ العِمامَهْ

ومبهمَةٍ مذكَّرة زَبونٍ

تخال شَرار جاحمها ضِرامَهْ

ملبدةِ الجوانب أمِّ نقع

ترى البيضاء منها مستضامَهْ

يحاذرها الحمام إذا تداعت

بها الأبطال تحسبها حمامَهْ

كفاها غير معتقِلٍ قناه

ولا متسربلٍ حلَقاتِ لامَهْ

يَشيمُ لحسمها قلماً نحيلاً

سمينَ الخطب تحسبه حُسامَهْ

يناط الملكُ من شرف المعالي

بمندمج القُوى ثَبْتِ الدِّعامَهْ

كلوءِ العين يحمى جانبيه

إذا ذُعرت مشلَّلةً سَوَامَهْ

تكفَّله فتىً يفَعاً وكهلاً

وفي الودَعاتِ لم يبلغ فطامَهْ

فلم يُسلم لخابطةٍ جناه

ولم يترك لخائطةٍ نظامَهْ

وكان متى تعبه بدار صَيدٍ

بنائقُه يُحِلَّ بها حَرامَهْ

دعا الكافي الخطير لها فلبَّى

أزلّ يشدُّ للجُلَّى حزامَهْ

سألتُ فما حلبتُ به بكيّاً

ولا استمطرت صائفة جَهامَهْ

ولكن جاد محلولَ العزالي

إذا بدأ الحيا أدلت عصامَهْ

كريم البشر تحسبُ وجنتيه

سماءَ الجودِ والبرقَ ابتسامَهْ

إذا ما شاء أن يُغرِيه يوماً

بفرط البذل من يغريه لامَهْ

يزيد الغمطُ نعمتَه سُبوغاً

ويَقبَلُ حبَّه العفوَ انتقامَهْ

ينيلك وهو أصفرُ منك كفّاً

كساقي الماء واستبقَى أوامَهْ

على دين الأكارم وهو خِرْق

يعدُّ الحمدَ أولى ما استدامَهْ

وحبُّ الذكر خلَّى الذكرَ عند ال

سموأل والندى عند ابن مامَهْ

غرستَ بعَقْوتي نِعماً رِطاباً

مجانيها بشكري مستدامَهْ

ووسَّعَ لي مديحُك فضلَ صيت

ووصفُك لي وبِرُّك بالكرامَهْ

ولم تترُك بعدلِ علاك بيني

وبين صروف أيامي ظُلامَهْ

فصنْ غرساً إذا لم يجز فعلاً

على نعمى جزاك بها كلامَهْ

بكلّ بعيدةِ المسَرى رفوعٍ

وهادَ القول خافضةٍ إكامَهْ

تَحَلَّق حين أُرسلها فتمسى

رديفَ النجم سائمةً مَسامَهْ

تَبين بها عيوبُ الناس حتى

تُخالَ على جبين الشِّعر شامَهْ

لو انّ لذي القروح البيتَ منها

لسرَّ ضريحَه وسقى عظامَهْ

لها وسمٌ على الأعراض باقٍ

بقاءَ الطوق في عُنُق الحمامَهْ

تُحلَّى صبحةَ النيروز منها

بعِقدٍ لا ترى الدهرَ انفصامَهْ

مبشِّرةً بأنك ألفَ عام

ستدركه كما أدركتَ عامَهْ

رحيبَ الملك ضخم العزّ صعباً

ذَراك إن امرؤٌ بالبغي رامَهْ

بقاءً ما له أمد فيُخشَى

عليه قاطعٌ إلا القيامَهْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مهيار الديلمي

avatar

مهيار الديلمي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mihyar-al-daylami@

388

قصيدة

2

الاقتباسات

133

متابعين

مهيار بن مرزويه؛ أبو الحسن (أو أبو الحسين) الديلمي". شاعر كبير؛ في معانيه ابتكار. وفي أسلوبه قوة. قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم. وقال الزبيدي: شاعر ...

المزيد عن مهيار الديلمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة