الديوان » العصر العباسي » مهيار الديلمي » قالوا رضيت قلت ما أجدى الغضب

عدد الابيات : 41

طباعة

قالوا رَضيتَ قلتُ ما أجَدَى الغَضَبْ

ما غالبَ الدهرُ فتىً إلا غَلَبْ

كيف أبالي قُبْحَ ما خيَّبني

إذا علمتُمْ كيفَ أجملتُ الطلَبْ

إذا أجتهدتُ لم يَعبْني فعلُهُ

ما لم يَجِبْ وما قَضَيتُ ما وَجَبْ

يلومني على الهُزال راتعٌ

يحسَبُ ما أسمنَهُ مما أكتسبْ

ومن يَرَأْ مِن بِلَّة الخِصْبِ دَرَى

أنّ الحظوظَ منحةٌ بلا سَبَبْ

للّه ما أبضرَني بزَمَني

لو سَلِمَ المَجلومُ من عَيْبِ الأزبّْ

جَنبايَ للحَمْلِ وجاء لائما

أملسُ لم يَقْمِص لعضَّات القَتَبْ

جرِّبْ كما جرَّبتُ في الناس تجِدْ

أصدقَ ظنِّك الذي فيهم كذبْ

تستحفل الضَّرعَ فإن لامستَه

عاد بَكِيئاً جلدُه بلا حلَبْ

إنك ما أستعففتَ أنتَ المُجْتَبَي

وما نطفت فأنتَ المُجْتَنَبْ

نذيرةٌ فلو قبلتَ نُصحَها

تَوقَّ مَن تأمنُ وأهجرْ مَن تُحِبّْ

كم من أخٍ ملأتُ كَفَّىَّ به

أحسبُ في الوفاء غيرَ ما حسبْ

حَمَلتُه أطوى حياءً عيبَهُ

كما حملت جلديك الجربْ

وحالياتٍ من جَمالٍ ونَسَبْ

نفَّرهُنّ عَطَلى من النشبْ

بَكَرْنَ إشفاقاً يعبنَ مَقعَدي

على الخمول ما لهذا لا يثبْ

نراه تحتاً ونرى مَنْ تحتَه

في الفضل فَوْقاً يا لَهذا مِن عَجَبْ

أَمَا جَنَى خيرا له آدابُهُ

أعاذكُنَّ اللّهُ مِن شرِّ الأدبْ

هو الذي أخَّرني مَشَارفَ ال

سبق فأظمَا شفتي على القَرَبْ

لا تغْتَرِرنَ بابن أيّوبَ إذا

أُعْجِبَ منه بالصفايا والنُّخَبْ

فإنه ممَّن ترينَ واحدٌ

وليس كلُّ معدنٍ عرقَ الذهبْ

يطلبه قومٌ وما أجتهادهم

في حلبةٍ مُدركُ رأسٍ بذَنَبْ

أكلُّ من تشجَّرتْ نسبَتُهُ

صحَّ له البطنانِ من خالٍ وأبْ

وساعدَتْهُ يدُهُ ونفسُهُ

بالفضل والبذل فسادَ ووَهَبْ

تزحزحوا فليس من أوطانكم

للأسَد الوَرْدِ عن الغاب الأَشِبْ

ولا يروقَنَّكُمُ تشادُقٌ

فتحسبون كلَّ مَن قالَ خَطَبْ

دَعُواقنا الأقلامِ إن نكصتُمُ

لحاذقِ الطعنِ إذا شاء كَتَبْ

من تاركي السيوفِ وهْي زُبَرٌ

شدائدٌ أسرَى لجزّارِ القَصَبْ

قومٌ إذا نار الوغى شَبَّتْ لهم

كتائبا فَلُّوا شَباها بالكُتُبْ

إن شووِروا لم يَعجيلوا أو سُئلوا

لم يَقِفوا تلفُّتاً إلى العُقُبْ

لا ظَهرهُمْ لِغِيَبةٍ إن ذُكروا

يوما ولا مِلحهُمُ على الرُّكَبْ

وقَصَّ آثارَهُمُ محمدٌ

شهادةٌ إِنَّ النجيبَ أبنُ النُّجُبْ

فلا تَزَلْ نوافذٌ صوائبٌ

يُصمَى بها الحاسدُ أو يَرضَى المحبُّ

ما شُكِرتْ صنيعةٌ أو ظَهَرتْ

مودّةٌ خالصةٌ من الرِّيَبْ

وأختلف النيروزُ والعيدُ وما

توافقا في بُعُدٍ ولا قُرُبْ

تأخذ ما تشاء من حظَّيْهما

مقترحاً محتكما وتَنْتَصِبْ

وزائراتٍ طَيَّبَتْ أعطافَها

منك بذكرٍ لو عَدَاك لم تَطِبْ

جَوارياً مع الرياح بالذي

أوليتَ أو سَوارياً مع السُّحُبْ

كلُّ فتاةٍ قرّ لي شِمَاسُها

وذَلَّ في فوديَّ منها ما صَعُبْ

تلقاك نفسا حرّةً من فارسٍ

بنتَ الملوكِ وفماً من العَرَبْ

تُروَى فلو أطربَ شيءٌ نفْسَهُ

لق سمعتَ من قوافيها الطرَبْ

أَضحَى وراحَ حاسدي إن قلتُها

وحاسدوك إن علوتَ في تَعَبْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مهيار الديلمي

avatar

مهيار الديلمي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mihyar-al-daylami@

388

قصيدة

2

الاقتباسات

133

متابعين

مهيار بن مرزويه؛ أبو الحسن (أو أبو الحسين) الديلمي". شاعر كبير؛ في معانيه ابتكار. وفي أسلوبه قوة. قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم. وقال الزبيدي: شاعر ...

المزيد عن مهيار الديلمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة