الديوان » العصر العباسي » مهيار الديلمي » جاء بها والخير مجلوب

عدد الابيات : 72

طباعة

جاء بها والخيرُ مجلوبُ

طيفٌ على الوَحدةِ مصحوبُ

طوى الفلا يركب أشواقَه

والشوقُ في الأخطار مركوبُ

ساعةَ لا مَسرَى على شقّةٍ

تَعيا بها النُزْلُ المصاعيبُ

يرغبُ في الظلماءِ مستأنساً

وجانبُ الظلماءِ مرهوبُ

أحسنَ بي حتى تخيّلتُه

أصدقَ شيءٍ وهو مكذوبُ

أنَّى تسدَّيتَ لنا باللِّوى

وصارةٌ دارك فاللُّوبُ

وبينا عَمياءُ من أرضكم

دليلُها أبلَهُ مسلوبُ

لا يهتدِي الذئبُ إلى رزقِهِ

فيها ولو شَمَّ بها الذيبُ

فزرتَ شُعْثاً طاف ساقي الكرى

عليهمُ والطاسُ والكوبُ

فما تدلَّى النجمُ حتى التوى

مماكسٌ منهم وشِرِّيبُ

بِتُّ ورحلِي بِك رَيحانةٌ

نمَّ عليها الحسنُ والطيبُ

كأنما ذيلُ الصَّبا فوقها

بالقَطرِ أو ذيلُكِ مسحوبُ

يا ابنةَ قومٍ وجَدوا ثأرَهم

عندي بها والثأرُ مطلوبُ

لولاكِ والأيّام دوّالةٌ

ما استعبَدَ الفُرسَ الأعاريبُ

أراجعٌ لي بضمانِ المنَى

ملحوبُ أو ما ضمّ ملحوبُ

وصالحاتٍ من ليالي الحِمى

ما شابَها إثم ولا حُوبُ

لهوىَ نُسك ووجوهُ الدمى

تحت دجاها لي مَحاريبُ

وذاهلٍ عابَ حنيني لها

ولم يعِبْ أَنْ حنّتِ النيبُ

قال سَفاهٌ ذكرُ ما قد مضى

وظَنَّ أنَّ اللومَ تأديبُ

مالكَ لا أحببتَ إلا ومِن

فوقك سوطُ العذلِ مصبوبُ

إنْ أَبْكِ أمراً بعد ما فاتني

فقد بكى قبليَ يعقوبُ

وأنكَرَ الصبوةَ من شائبٍ

حتى كأَنْ ما صبتِ الشِّيبُ

وهل عَدَتني شيبةٌ في الحشا

إذ مَفرِقي أَسودُ غِربيبُ

لا لاقطٌ فيها ولا خاضبٌ

والشَّيبُ ملقوطٌ ومخضوبُ

يَغلبُ فيها الحبُّ أمرَ النُّهَى

والحزمُ بالأهواءِ مغلوبُ

أَمَا تقنَّعتَ بها رثَّةً

لابسُها عُريانُ مسلوبُ

تلاقتِ الأوجهُ مَقتاً لها

عنِّي فمُزورٌّ ومقطوبُ

ناصعةً في العين لكنّها

تُبغَضُ والناصعُ محبوبُ

فقد أراها وضيا وجهِها

لي شَرَكٌ في البيضِ منصوبُ

أيّامَ في قوسِ الصِّبا مَنَزعٌ

ونَبلُهُ المكنونُ مَنكوبُ

وقد أزورُ الحيَّ مُستَقْبَلاً

لي منهُ تأهيلٌ وترحيبُ

وأَغشِمُ البيتَ بلا آذنٍ

وهو على الأقمارِ مضروبُ

وأَشهَدُ النادي فمستعبَدُ ال

سمعِ بآياتي ومخلوب

ومُوصَد الأبوابِ ناديتُهُ

حتى بدا لِي وهو محجوبُ

خادعتُ من سلطانهِ صخرةً

فانبجسَتْ لي وهْي شُؤبوبُ

ورحتُ عنه والذي يَملكُ ال

مملوكُ والغاصبُ مغصوبُ

فاليومَ إنْ صرتُ إلى ما تَرَى

فهْي الليالي والأعاجيبُ

آنسني بالعُدمِ توفيرُه

عِرضِي وأنَّ المال موهوبُ

جرَّبتُ قوماً فتجنَّبتُهم

ورُسُلُ العقلِ التجاريبُ

وزادني خُبْراً بمن أتَّقِي

أنّي بمن آمنُ منكوبُ

قل لأخي الحِرِص استرحْ إنما

حَظُّكَ إدلاجٌ وتأويبُ

إذا الحظوظ انصرفتْ جانباً

لم يُغنِ تصعيدٌ وتصويبُ

مالكَ تحتَ الهُونِ مسترزقاً

وإنما رزقُك مكتوبُ

لا تذهبنَّ اليومَ في ذِلةٍ

فاليومُ من عُمرك محسوبُ

وإن جهدتَ النفسَ في مكسَبٍ

فالمجدَ إنَّ المجدَ مكسوبُ

جَدَّ ابنُ أيّوبَ ولو قد ونى

كفَاهُ ما شَيَّدَ أيّوبُ

رأى رُوَيدَ السير عجزاً به

فسيرُهُ حُضْرٌ وتقريبُ

سما إلى المجد فقال العدا

له طريقٌ فيه ملحوبُ

ساد طريرَ الماءِ حتى انتهى

والشَّيبُ في فوديه أُلهوبُ

والرمحُ لا يُذْرَعُ إلا إذا

تكامَلَتْ فيه الأنابيبُ

أضحى وزيرُ الدِّين ذا مَغرَمٍ

وزارةُ الدنيا وتعذيبُ

رتبةُ عِزٍّ فخرُها عاجلٌ

وأجرُها ذُخرٌ وتعقيبُ

ما هجمتْ غَشْماً ولا ضرَّه

تدرّجٌ فيها وترتيبُ

وزارةٌ ما زال من قومه

مُعرِّقٌ فيها ومنسوبُ

أبناءُ عبّاسٍ وأيوبَ مذ

تفَرَّعوا رَبٌّ ومربوبُ

خلائفُ اللّه وأنصارُهم

فصاحبٌ طابَ ومصحوبُ

لا ودُّهم غِلٌّ ولا حبلُهمْ

يوماً بغدرِ الكفِّ مقضوبُ

جارهُمُ يؤكل في جَورِهم

ومالُهُمْ بالإفكِ منهوبُ

وما على مُقْصٍ سواكُمْ إذا

أدناكمُ في الرأيِ تثريبُ

لا تِلكم العاداتُ منكم ولا

أُسلوبكم تلك الأساليبُ

باسم عميدِ الرؤساءِ الذي

ما زاد في معناه تلقيبُ

رُدَّ عليها بعدَ ما أُيِّمتْ

أبناؤها الغُرُّ المَناجيبُ

اِكفِ الذي استكفَوْك واحملْ لهم

ما تَحمِلُ الصُّمُّ الأهاضيبُ

مُلملمَ الجنبِ أمينَ القُوى

وكلُّهم أدبرُ مجلوبُ

وقُدْ أعاديك بأرسانهم

قَسْراً فمركوبٌ ومجنوبُ

وارتعْ من الدولة في ظُلةٍ

رواقها بالعزِّ مطنوبُ

محميَّة الروضة مرقيّة

والروضُ بالرُّعيانِ مسلوبُ

أفياؤها فِيحٌ وماءُ الحيا

في ظلِّها السابغِ مسكوبُ

واصحبْ من النَّيروزِ يوماً يفِي

بالعزّ إن خان الأصاحيبُ

يكُرُّ بالإقبال ما خولِفتْ

صدورُ دهرٍ وأعاقيبُ

يغشاكُمُ يخدِمُ إقبالَكم

ما حنَّ للفُرجَةِ مكروبُ

لا تستجيرون بعمرو ولا

واعدَكُم بالعُمرِ عُرقوبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مهيار الديلمي

avatar

مهيار الديلمي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mihyar-al-daylami@

388

قصيدة

2

الاقتباسات

133

متابعين

مهيار بن مرزويه؛ أبو الحسن (أو أبو الحسين) الديلمي". شاعر كبير؛ في معانيه ابتكار. وفي أسلوبه قوة. قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم. وقال الزبيدي: شاعر ...

المزيد عن مهيار الديلمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة