الديوان » العصر المملوكي » ابن المُقري » كذا فليعاني الملك من أعطي الملكا

عدد الابيات : 55

طباعة

كذا فليعاني الملك من أعطي الملكا

ومن أصبحت غلب الرقاب له ملكا

نهضت وعقد البغي نظمه العدى

فبددته عزما قطعت به السلكا

ومن حسم الثؤلول حال طلوعه

تدارك مشكواً لاذا قبل أن يشكا

أصابت ذوآل إذا أطاعت ندامة

على طاعة لم يشتكوا قبلها سفكا

وساقهم قبل النكاية توبة

ولا خير في ثوب الفتى بعد أن ينكا

وقال اشتروها صافنات تعزكم

فإن تعزاً عنكم تشغل الملكا

ظنت ذوآل أن يحيى كغيره

يعوقه صدغ إذا شعبه انفكا

وقال اشتروها طار علم خلافهم

إِلى سمع يحيى وهو مصغ لما يحكى

وما قادهم إلا وجوه خيوله

تعادى بأسد حين تنسبها تركا

حرابك بلا شك نحو بحربها

وتبتك بالبيض المواضي الطلا بتكا

فاشأم ما كانت عليهم خيولهم

أرادوا بها عزا فأورثهم هلكا

قتلت ذويها فوقها وهي تحتهم

بيوم رأوا منه الضحى ليلة حلكا

فيوم اشتروها فتن أموالهم بها

ويوم اعتلوها رحن أرواحهم سفكا

فقال اتركوها من أشار بكسبها

فأن يقين السيف قد أذهب الشكا

فعادوا إليك الخيل حين تيقنوا

بأنهم أن لا يقودونها هلكا

لسعدك آيات بها عند أستوى

من الأمر ما اشتدت قواه وما ركا

فما احتجت في أخذ الخيول محطة

ولا صرف مال بل عفكتهم عفكا

وكم من محطات جرت بسواكم

وصرف لكوك في اقتضا الخيل لا لكا

فلا سعد إلا دون سعدك أنه

أذل لك الأعدا ودكهم دكا

وقد كانت الأعراب مدت رقابها

لتنظر ما يجري على هؤلا منكا

فصيرتها أعني زوالاً نذيرة

لسائر عنك فهي قد قمعت عكا

ورامت بنو رام مراما فأصبحوا

وقد أنزلتهم خيلك المنزل الضنكا

ودار عليهم بالردى فلك الردى

وماج كموج البحر بالراكب الفلكا

فرق لهم يحيى وقد كسرت لهم

مناياهم عن عضل أنيابها الفكا

وآثار غنما بالنجاحين أثروا

على فعل أمر ليس يرضى به التركا

ومر بعرج وهو غير معرج

ولكنه لما شكى منهم أشكا

وأرسل فيهم قطعة من خيوله

نهكن يسيرا من دمائهم نهكا

واعرض عنهم حين عادوا لرشدهم

وأمَّ الهدى من كان عن نهجه أنكا

وأبناء لديه الزيديون لأنهم

أطاعوا وزادوا بالتزامهم الدركا

وبيت حسين فيه أبنا عبيدة

عبيد أرقاء يعدونهم ملكا

وأبناء زعل ظل من ظل منهم

ولو لم تكن أنسيت باك بمن يبكا

وأبناء صم غير صم إذا دعوا

إِلى الخير لم يعرف بهم رجل شكا

وصيرتم في الواعظات مواعظاً

لعبس وعبس غير خافية عنكا

ولا بد من يوم أغر محجل

لعبس فما يلقوا لهم منكم مزكا

وتمحو من الخبثاء خبث طباعها

وتدخلها البوطا وتحراضهم ابكا

وفي حرض كان الخطان من بنى سبا

وهم لكم غلمان صدق بدا لك

أزلهم الشيطان جهلا ومن يصخ

بأذن إِلى الشيطان يأفكه أفكا

فإن تنتقم تعذر وان تعف عنهم

فعفوك عن اخلاقك الشم ما انفكا

ومثلك مأمون على الخلق إن سطا

فبالفضل أن يضحك وبالعدل إن ابكا

فقضيت اشجانا وعدت مظفرا

لما عاد كمه سمع أعداك منشكا

واصلحت أطراف البلاد ولم تدع

وراءك طاغ يرفع الرأس أن صكا

فأهلا وسهلا جاء بالخير ماجد

يرى كل يوم منه من امسه أزكا

فلا طرف إلا امتد مرتقبا له

ولا ثغر إلا افتر من طرب ضحكا

فلما بدا خروا سجودا لربهم

يرون سجود الشكر حينئذ نسكا

فقد عرفوا مقدار قربك منهم

ببعدك عنهم واشتكوا منه مايشكا

ففي كل دار فرحة ومسرة

وفرحة داري لا تحد ولا تحكا

لقد نال داري منك ياملك الورى

من الفضل شيئاً لم أكن نلته منكا

لأنك يا يحيى أعدت شبابه

وقد دكت الأيام أركانه دكا

وأما شبابي لم يعد بل أعدت لي

شبيبة نفسي فهي كالعهد بل أذكا

وما خالف الأمر المشد ولا انثنى

لترك وكم عذر به يوجب التركا

ولو غيره وكلت بي بان عجزه

وما كنت أوليه ملاما به نسكا

فقل لعداه الكل سدوا مسده

وأسمع فيه منكم الزورو الافكا

ولو سبكوا شخصاً جميعاً لما وفوا

يقينا لما يأتي ولا قاربوا الشكا

فلا زلت ميمون النقيبة ناهضا

باعباء ملك نص من أعطى الملكا

وشكرك مما لا تؤدي حقوقه

رفيع منيع لا ننال له سمكا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المُقري

avatar

ابن المُقري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Maqri@

349

قصيدة

2

الاقتباسات

73

متابعين

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من ...

المزيد عن ابن المُقري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة