الديوان » العصر الأندلسي » الأرجاني » تصرف أحوالي على حكم أيامي

عدد الابيات : 42

طباعة

تُصرفُ أحوالي على حُكْمِ أيّامي

فأقلِلْ عتابَ السَّهم في خَطأ الرّامي

فلو أنّ أيّامَ الزّمانِ تُطيعُني

لمَا عشْتُها إلاّ بمَجْلسِكَ السّامي

ولكنّ إلمامَ الحوادثِ منه بي

يَقلُّ به منّي مع الشّوقِ إلمامي

على أنّ ذِكْري بالمغيبِ لفَضْله

أمامَ ثناء طيبهُ أبداً نام

ومدْحٌ إذا ما قلتُ غُرَّ بيوته

غَدَتْ مُتَهاداةً بأفواه أقوْام

وكيف بصبري عنك يا مَن لقاؤه

طليعةُ إسعادي على حَرْبِ أيامي

وما حُلْتُ عن عَهْد من البِشْرِ سابقٍ

فتَشمتَ بي حاشا معاليك لُوّامي

وما أنا من خُطّابِ بشْرٍ بذلّةٍ

ومُدّاحِ أملاكٍ كعُبّادِ أصنام

فإنّ الّذي يَنتابُ بعدَك بعضُهمْ

لكالمُشْتَري في الدّينِ كُفْراً بإسْلام

وأكثرُ هذا النّاسِ لَغْوٌ كأنّهمْ

إذا عَبَروا بالسّمعِ تاآتُ تَمتام

من الجهلِ أنعامٌ وتَرْعَى وإنّما

أخو الذُّلِّ مَنْ يَشْقَى بإنْعامِ أنعام

فلا نَفْعَ فيهم غيرَ أنْ يُفتَدَى بهم

وإن هم أتَوهُ بينَ طَوعٍ وإرغام

أجل قد فَدى اللهُ الذَّبيحَ بمثْلهم

فما في فِدَى النّاسِ إيّاك من ذام

إذا ما تَناهَى كُلُّ مَولىً برَهْطِه

فأنت أعزَّ النّاسِ جانبُ خُدّام

أدَلُّوا بآدابٍ لهم فوصَلْتَهُم

كأنّهم منها أدلُّوا بأرحام

فهل لك أنْ تُحيي رَميمي بنَظرةٍ

مُعاودةِ الحُسنَى وتُحكِمَ أرمامي

وَتكفِيَني رَجْعَ السُّؤالِ فقد تَرَى

هناك وفكْري خالقُ الشِّعرِ إقحامي

وإنّي لَمِمَّنْ يَكتمُ النّارَ في الحشا

ليُصْفيَ منّي الماءَ في الوجه إجمالي

إذا ما تَراءى الذُّلُّ في دَرَكِ الغِنَى

فلا عَدِمَتْ عَيْنايَ عِزّي وإعدامي

وكم قد نُقلُّ الحمدَ حلْيةَ مُكْثِرٍ

ولا يَهْدِمُ العَلياءَ مُجْتاب إهدام

فَزِعتُ بآمالي منَ القوم كُلّهم

إلى مانعٍ عن ذِمّةِ الجارِ مِقْدام

أجلِّ الوَرى في فَصْلِ رَأْيٍ وفِكرةٍ

وأوفاهُمُ في كُلِّ نَقْضٍ وإبرام

فحتّامَ كالطّرْفِ الجَنيبِ يُسارُ بي

فلا عِزَّ إجراء ولا رُوحَ إجْمام

أدَقُّ همومي يَملأُ القلبَ كُلَّه

وأقصَرُ أيّامي من العامِ كالعام

ولو مَلَكتْ كَفّي لوجهي وقايةً

تقدَّمتُ قوماً أُدخِلوا البابَ قُدّامي

لعلَّ كمالَ المُلْك يرتاحُ مَرّةً

لأنْ يَصِلَ الإنعامُ منه بإتمام

فلولاه ما مَرَّتْ بغيرِ ديارِهم

ركابي ولا بالسّاكِنينَ أوهامي

ولا أنشُدُ الحادي وراء ركائبي

إلى أين مَسْراها على الأيْنِ يا عام

بحيثُ هَوادي الرّكبِ مِيلٌ من الكرى

على شُعَبِ الأكوارِ حائمةُ الهام

على كُلِّ مَسْبوقٍ به الطَّرْفُ ناعج

يَروحُ لإنجادٍ ويَغْدو لإتهام

إذا الخَذْمةُ السّمراءُ سالَتْ لعَطْفةٍ

سَرى البرقُ من حيثُ التقاها بإخْذام

أتيتُكَ من كُلِّ الوسائلِ عارياً

ودَمْعي من التّقصيرِ في وَجْنتَيْ هام

وكنتَ لأبناء المَطالبِ كعبةً

فلم ألقَها إلاّ على زِيِّ إحرام

وآمُلُ عنها أن أعودَ بجاهِها

على أثَرِ الإحرام في زيّ إكرام

فكُنْ لي كظَنّي فيكَ واغتَنم الّتي

تُخَلِّدُ هذا الشُّكْرَ عاماً على عام

وإنْ تكُنِ الأخرى الّتي لستُ أهلَها

فَعُدَّ ذَمائي هامةً طار في الهام

فلا تبكِ بَعدي للكريمِ ندامةً

على حينَ لا يُوفي قَتيلٌ ببِسطام

فلا زال مولانا الوزيرُ وبابُه

به الدّهْرَ أفواهٌ مَواضعَ أقدام

ولا زلتَ أنت الدَّهرَ في ظلِّ رأيه

تَسوسُ أقاليماً بآثارِ أقلام

مُعوَّدةً في الجودِ والبأسِ والعُلا

لكُلِّ افتخارٍ وانتقامٍ وإنعام

ومُصْلتةً بالكَفِّ من كُلِّ مُرْهَفٍ

مُصمَّمٍ حَدٍّ في الوقائعِ صَمْصام

حَميتَ بهِ العلياءَ لمّا حَملْتَه

وما السّيفُ إلاّ حِليةُ الحاملِ الحامي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأرجاني

avatar

الأرجاني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alarjani@

315

قصيدة

2

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر، ناصح الدين، الأرجاني. شاعر، في شعره رقة وحكمة. ولي القضاء بتستر وعسكر مكرم وكان في صبه بالمدرسة النظامية بأصبهان. جمع ابنه بعض شعره في ...

المزيد عن الأرجاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة