الديوان » العصر الأندلسي » الأرجاني » أشاكر أنا للأيام أم شاك

عدد الابيات : 34

طباعة

أشاكرٌ أنا للأيّامِ أمْ شاكِ

فقد أَرى صَرْفَها يا نَفْسُ عَنّاكِ

أدناكِ من بلدٍ فيه البَديعُ ومن

لُقياهُ أقصاكِ ظُلْماً حينَ أدْناك

فليس عندَكِ من آثارِه أثَرٌ

إلا مقالةَ راوٍ عنه أو حاك

ولو غدَوْتِ بهذا منه قانعةً

لما حدا نحوَه الحادي مَطاياك

بل إنّما أنتِ يا نَفْسي مُقصِّرةٌ

فلِمْ تُطيلينَ للأيّام شَكْواك

لِمْ لستِ تَلقَيْنَ قَصْداً مَن على يدِه

أضحَتْ أيادي مُلوكِ الأرضِ تَلْقاك

وقد رأيتُكِ لمّا مَسَّه ألَمٌ

لم تَكْتَحِل بالكَرى يا عَينُ جَفْناك

وقَلَّ منّا لَوَ أنّا مِن مَحبَّتِه

يا وطْأةً في الثّرى منه فدَيْناك

حاشاهُ أن تُصبِحَ الأيّامُ خاليةً

منه كما أنتِ يا أيّامُ حاشاك

وما إخالُكِ يا دُنْيا بمُنكرةٍ

أَن كنتِ من قبلُ عُطْلاً وهْو حَلاّك

لمّا غدا عِقْدُ آدابٍ به انْتظمَتْ

أشتاتُها جعلَتْه تاجَ أمْلاكِ

له يَدٌ تُعمِلُ الأفلاكَ دائرةً

فلا اعْتَراها بسُوءٍ دَوُْر أفلاك

كم قد كَساكِ نِطاقَ الشُّهْبِ أنمُلهُ

وكم إذا شاء يا أفلاكُ أعْراك

ولم يَشُدَّ بخَصْرٍ منكِ مَنطِقةً

إلاّ لكَي تَخدُمي ما عِشتِ مَوْلاك

لا تَبْلُ منه بَنانٌ من لَطافتِه

كم قد أجدَّكِ للرّائي وأبْلاك

له العلومُ لعَمْري والعُلُوُّ معاً

يَحْويهِما خاطِرٌ رقّاهُ إيّاك

كم صافحَتْ كفُّه من مَرّة لك يا

كفَّ الثُّريّا وإنْ لم تَرضَ علْياك

رُزِقْتَ يا نجمُ منه لَمسةً عَرَضتْ

وكنتَ كَفَّ دُجىً سَوداءَ إذْ ذاك

فما أَظُنُّكَ إلاّ أنّه كَرماً

بالنُّورِ من يَدِه البَيْضاءِ أعْداك

يا مَن يُلاقي جُيوشَ اللّيلِ طارِقةً

إذا غزا بسِلاحِ للنُّهَى شاك

أعِنْ على مَشْهدٍ أصبحْتَ ثانيَه

جُوداً بمُسْعدِ عُبّادٍ ونُسّاك

ذي جزعَةٍ سِلْكُها ماءٌ إذا انخَرطَتْ

فيهِ تَتابعَ مَوْصولاً بأَسْلاك

يَبكي بدَمعٍ مُعارٍ وهْو مِن كَرَمٍ

يُعيرُ مَن شاءَ طَرْفَ السّاهرِ الباكي

ولا يُرى قائلاً إلاّ وفي فَمِه

ماءٌ مقالَ صَدوقٍ غيرِ أَفّاك

يَنوبُ عن كلِّ شَمسٍ إنْ هي احتجَبتْ

مَنابَ ذي ناظرٍ للحُجْبِ هَتّاك

مُلْقىً بأرضٍ وأخبارُ السّماءِ له

إن لم يَزُغْ مُدْرَكاتٌ أيَّ إدْراك

خِلْوٌ إذا اللّيلُ من تحتِ النّجومِ بَدا

كَسُودِ أغْرِبةٍ في بيضِ أشْراك

لكنْ يَبيتُ أخا شَجْوٍ إذا انتقَبَتْ

بعارِضٍ مُسبَلٍ للدَّمْع سَفّاك

فحُزْ مَحامِدَ تَبقَى في الزَّمانِ به

فأنت من مَعشَرٍ للحَمْدِ مُلاّك

ما كنتُ تارِكَ شُكْري وحدَه كرَماً

فلستُ للأجرِ معْ شُكري بتَرّاك

إن كنتُ قِستُكَ بالأقوامِ في خُلُقٍ

فإنّما قِستُ تَوحيداً بإشراك

فاصْبِرْ على كُلَفِ الإخوانِ إن سَنَحَتْ

كَصبرِ أَرْوعَ بالأقرانِ فَتّاك

لا تَحسبَنّ اجْتناءَ المجدِ مُحتقَراً

إنّ العُلا وَردُه ما بَينَ أَشْواك

إنّ الجِنانَ هَدِيٌّ أنت خاطبُها

ومَهْرُها عَمَلٌ من عامِلٍ زاك

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأرجاني

avatar

الأرجاني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alarjani@

315

قصيدة

2

الاقتباسات

123

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر، ناصح الدين، الأرجاني. شاعر، في شعره رقة وحكمة. ولي القضاء بتستر وعسكر مكرم وكان في صبه بالمدرسة النظامية بأصبهان. جمع ابنه بعض شعره في ...

المزيد عن الأرجاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة