الديوان » العصر الأندلسي » الأرجاني » عداك الحادثات إلى عداكا

عدد الابيات : 47

طباعة

عَداكَ الحادثاتُ إلى عِداكا

فما للنّاسِ مَعنىً ما عَداكا

ولا بَرَحَ المُصادِقُ والمُعادي

إذا ما نابَ نائبةٌ فِداكا

فأنتَ سنَنْتَ للنّاسِ المَعالي

وإن لم يَبلُغوا فيهما مَداكا

إذا نظَر الملوكُ إليكَ يَوماً

رأَوْك لأمْرِ مُلكِهمُ مِلاكا

فإن يَكُ مُلكُهمْ أمسَى سَماءً

فَرَأْيُكَ لم يَزْل فيها سِماكا

خُلقْتَ منَ العُلا والمجدِ حتّى

تَضمّنتِ الفضائلَ بُرْدَتاكا

فلو كان العُلا والمجدُ شَخصاً

يَراهُ النّاظرونَ لكنتَ ذاكا

نَصُدُّ عنِ الغمائمِ هاطلاتٍ

إذا مطَر الوفودَ غَمامتاكا

ونَسمَعُ عن كرامِ النّاسِ ذكْراً

ونَنظرُ ما نَرَى أحداً سِواكا

فلا نَعْبا بأنْ سَخِطَ اللّيالي

وأهلُوها إذا حُزنا رِضاكا

لقد مَرِضتْ لنا الآمالُ حتّى

شَفاها اللهُ لمّا أن شَفاكا

فلا حُرِمَ السَّناءَ بكَ المعالي

ولا خلَتِ المَمالكُ من سَناك

فما اكتحلَتْ بوَجهِ السَّعْدِ يَوماً

من الدُّنيا سوى عَينٍ تَراكا

تَقسَّمتِ الوُفودُ غداةَ سارَتْ

وخَيلُ الدَّهرِ تَعترِكُ اعْتراكا

فسار الطّارقاتُ إلى الأعادي

وسار الطّارِقونَ إلى ذُراكا

بنو الدّهرِ العُفاةُ لديكَ لكنْ

بَناتُ الدّهرِ تَقصِدُ مَن قَلاكا

مَنِ استَكْفاكَ أمرَهمُ كفيلٌ

إذا راب الزّمانُ بما كَفاكا

لك المَعروفُ دونَ النّاسِ مُلْكٌ

يَداكَ بصِدقِ ذلكَ شاهِداكا

ولمّا صارَ حَمدُ النّاسِ وحْشاً

نَصبتَ من الجميلِ له شِباكا

أرى الإمساكَ من عاداتِ قَومٍ

وما اعتادَتْ سوى بَسْطٍ يَداكا

فأعجَبُ كيف مَعْ تلك السَّجايا

أطاقَ بكفِّك القلَمُ امتِساكا

لدِيوانَيْ حسابِكُمُ وشِعْري

أرَى في الرَّعْيِ للذِّمَمِ اشْتِراكا

مَعاشيَ هاهُنا ما زالَ يُجْرَى

ومَدحُكَ هكذا يُتْلَى هُناكا

فما في أمرِ إدراري مَعابٌ

ولا دُرَري إذا جُعِلَتْ حُلاكا

أُنَظَمُهنَّ أشعاراً رِقاقاً

إذا ما غَيرُها أضحَى رِكاكا

وما شُكري لمِا أَولَيْتَ إلاَّ

رَهينٌ ما أُطيقُ له فَكاكا

إذا طلَب الحسودُ لدَيكَ شَأْوي

نهَتْه عن مُطاولتي نُهاكا

وكيف أخافُ للواشي مَقالاً

وقد عُقدَتْ على طَوْدٍ حُباكا

إلى المَولَى الصِّفيّ سَرتْ رِكابي

وحَسْبُك بالصَّفيِّ إذا اصْطَفاكا

وَليُّ الدَّولةِ الحاكي نَداهُ

وَليَّ المُزْنِ والقَطْرَ الدَّراكا

لتَهنِكَ كَعبةٌ زارتْكَ شَوقاً

إليك ورَّفهَتْ كَرماً خُطاكا

ودَوحةُ سُؤْدَدٍ تَدعوكَ فَرْعاً

فَزادَ اللهُ مَفْخَرَ مَن نَماكا

أتَتْ بك أوّلاً وأتتْ أخيراً

تَزورُكَ بعدَ ما شَطَّتْ نَواكا

بمَقْدَمكَ اعْتراها من سُرورٍ

مُشابِهُ ما بمَقْدَمها اعْترَاكا

لكَ البُشرَى بها ولَها قديماً

لقد عَظُمَتْ وجَلّتْ بُشرَياكا

طَرِبتُ لجَمْع شَملك بَعْدَ لأْيٍ

لَعلّك جامعٌ شَمْلي كَذاكا

أرى لي طِيّةً عَرُضَتْ وطالَتْ

وليسَ مَطيّتي إلاّ نَداكا

ولي وَطَنٌ ولي وَطَرٌ جَميعاً

سَيُدْني لي بَعيدَهُما جَداكا

وسَوقُ الرّاحتَيْنِ إليّ سَهْلٌ

عليكَ إذا استَهلتْ راحتاكا

أَحِنُّ إلى السُّرَى وَعلَيَّ قَيْدٌ

منَ التَّعويقِ يَمنَعُني الحَراكا

فحُلَّ عِقالَ نِضْوٍ من رَجائي

يَسِرْ بي من ديارِكمُ ابْتِراكا

وأيّاً ما حلَلْتُ فلي لسانٌ

مَلئٌ بالثّناء على عُلاكا

فحيثُ نزلْتُهُ يَأْتيكَ شُكْري

على بُعْدٍ وتَأْتيني لُهاكا

وما مَدْحي وإنْ خطبَتْه قَومٌ

سوى عَبَقٍ بثَوبِ عُلاكَ صاكا

فلا يَزلِ الزّمانُ بكُلِّ حال

يُطيعُك صَرْفُهُ في مَن عَصاكا

رأيتُك في يَدِ الإقبالِ سَيْفاً

فلا شامَتْكَ كَفُّ من انْتَضاكا

ولا لَقّاكَ مَن تَرجوهُ يأساً

فإنّكَ لستَ تُؤْيسُ مَن رَجاكا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأرجاني

avatar

الأرجاني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alarjani@

315

قصيدة

2

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر، ناصح الدين، الأرجاني. شاعر، في شعره رقة وحكمة. ولي القضاء بتستر وعسكر مكرم وكان في صبه بالمدرسة النظامية بأصبهان. جمع ابنه بعض شعره في ...

المزيد عن الأرجاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة