الديوان » العصر الأندلسي » الأرجاني » أشبه دهري أبناؤه فهم

عدد الابيات : 81

طباعة

أشبهَ دَهْري أبناؤه فهمُ

إنْ ظَلَموا كُلُّهمْ فما ظُلِموا

في نفْسِ دهْري وفي نفوسِ بني

دَهْري جميعاً ظُلْمُ الوَرى شِيَم

ما يَلْتقي اثْنانِ مُنْصفانِ معاً

إذا اخْتبرْتَ الأنامَ كُلَّهُم

تُنصِفُ ما دام يَظْلِمونَكَ أو

تَظْلِمُ إنْ كان يُنْصِفُونَ هُم

أعداءُ عُذّالِهمْ إذا عَشِقوا

وعُذَّلُ العاشقينَ إن سَلِموا

لو كَرُمَ العاذلونَ ما عذَلوا

بل لم يلوموا إلاّ وقد لَؤُموا

ما لائمُ العاشِقينَ إن صدَقوا

إلاّ إذا لامَ ظالمٌ أَثِم

راموا سُلُوَى وكُلُّ تسليمةِ ال

عُشّاقِ لو يَعْلمون قَتْلُهم

إلْفيَ رُوحي ولو خَلا نَفْساً

من رُوحِه الصَّبُّ فهْوَ مُخْتَرَم

أَستودِعُ اللهَ راحلاً عَجِلاً

والحيَّ صبحاً على النَّوى عَزَموا

قلبي إلى ذكْرِه يكادُ مَعَ الدْ

دمْعِ ارْتياحاً إليه يَنْسَجِم

أصبح يومَ النَّوى وناظرُهُ

بيني وبينَ الرَّقيبِ مُنْقَسِم

خلَّى رسومَ الدّيارِ لي ومَضَى

تَطْوي به البيدَ أينُقٌ رُسُم

وظَبْيةٍ لا تُصادُ آمِنةٍ

كُلُّ مكانٍ تَحُلُّه حَرَم

إنِ سَنحَتْ للعيونِ أو بَرِحَتْ

لِقاؤها كيف كان مُغْتَنَم

تَساقمَتْ عينُها لأعيُنِنا

حتّى لأَعدَى عُشّاقَها السَّقَم

فَلْيَهْنِ ألحاظَها وإن سَقُمَتْ

سُقْمٌ بنا منْه لا بها الأَلَم

للهِ فتّانةٌ محاسِنُها

ضلَّ افْتِتاناً بحُسْنِها أُمَم

أصنامُ قومٍ كما سَمعْتَ بها

صُمٌّ منَ الصَّخْرِ نَحتُها زَعَموا

ومِنْ عَنائي حتّى تَعبَّدني

بسِحْرِهِ أن أُتيحَ لي صَنَم

من حَجَرٍ قَلْبُه وسائرهُ

لحْمٌ على صورةِ الدُّمَى ودَم

يُسمَعُ مِن فيهِ وهْو مُنْتَثِرٌ

دُرٌّ يُرَى فيه وهْو مُنْتَظِم

قلتُ لأسماءَ وهْيَ جائرةٌ

حُكْماً وفي بَعْضِ قَولها حِكَم

ظُلْمٌ لقلبي من الأَحِبَّةِ أنْ

يُسْمَى بقَلْبي ومُلكُه لَهُم

قالتْ كمالُ الكمالِ نَنْسِبُهُ

إليه والوفْدُ فيه يَحْتكِم

كعبةُ جودٍ للطّارقينَ له

رُكنُ يدٍ لا يزالُ يُسْتَلَم

ذاتُ بنانٍ كالسُّحْبِ ماطِرةٍ

لكُلِّ قُطْرٍ بقَطْرِها تَسِم

تَجْري فَيكْفي لأنْ يُدَبِّرَ إق

ليماً عظيماً بكَفِّه قَلَم

وكم تَرَى في الزَّمانِ أصحابَ أق

لامٍ لظُفْرٍ بهنَّ ما قَلَموا

ولاخْتلافِ الخُطوطِ ما القَلَمُ ال

محْسودُ إلاّ سِيّانِ والزَّلَم

منْها المُعلَّى للفائزينَ به

والوَغْدُ أيضاً منها إذا اقْتَسَموا

للهِ إحدَى اليراعِ في يَدِه

تُراعُ منها الأسودُ والبُهُم

مُذْ سَمِعتْ باسْمِها القَنا وهْي في ال

خَطِّ اعْتراها من خَوْفها صَمَم

ومُذْ رأى البحرُ فَيْضَ نائلها

أضحَى من الحُزْنِ وهْو يَلْتطِم

يا سامياً حامياً حقائقَهُ

ما ذُمَّ في خُطّةٍ له ذِمَم

ويا كريماً حُلْواً شَمائلُه

به كرامُ الأنامِ قد خُتِموا

بمالِ سلطانهِ يَشُحُّ تُقىً

وكفُّه الدَّهْرَ صَوْبُها دِيَم

شُحٌّ وجُودٌ في الكفِّ منه غدا

عليهما الحُسنُ وهْو مُنقَسِم

فِدىً لعُلْياهُ كُلُّ ذي حَسَدٍ

نارُ القِلَى في حَشاهُ تَضْطَرِم

مِنْ مُشْرفٍ مُسرِفٍ لأموالِه

بَذْلاً ومالُ السُّلطانِ مُنْعَصم

إشرافُه لازمٌ لإشراقِه الدّهْرَ

فجيشُ الإظلامِ مُنْهَزِم

كَعينِ شمسٍ تَعلو مُهَجِّرةً

فتَستنيرُ الغِيطانُ والأكَم

لا تَقدِرُ الأرضُ من مَمالكها

تَكْتُمُ شِبْراً عنها فَينْكَتِم

ولي مَعاشٌ ما زلْتُ آخُذُه

عفْواً وفي الطّالبين مُزْدَحَم

وللموالي من العنايةِ بي

ما يَقْتَضي طُولُ ما خدمْتُهُم

قد عَوَّدوني قِدْماً عنايتَهم

وراضعُ العزِّ ليس يَنْفَطِم

لكنّه حالَ عامُ أوّلَ عنْ

عهدٍ رعَتْهُ أقوامُه القُدُم

فضاعَ فيه قصائدي وذوو

عداوتي فيه تمَّ قَصْدُهُم

إدْرارُ سَوءٍ نَزْرٌ مُوفَّرُهُ

فكيف مِقْدارُهُ إذا ثَلَموا

إطلاقُه كاحْتِباسِه أبداً

مثْلُ سَرابٍ وجُودُه عَدَم

وأنت مَنْ طالما رجَوتُك أنْ

تُكْشَفَ عنّي برأيِك الغُمَم

فلْيُجتَهدْ لا يكُنْ لماضيهِ مُسْ

تقبَلُه ناقصاً كما عَلِموا

إنْ كان في وجهِ عامِ أوّلَ تَعْ

بيسٌ ففي العام سوف يَبْتَسم

بحُسنِ رأْيٍ لعزّ دينِ هُدىً

مُستظهِرٌ لم يَزَلْ بهِ الخَدَم

فهْو الَّذي لو أعادَ لي نظراً

وعاينَ الدَّهرُ كيف يُهْتَضم

إذنْ لعادَ الدَّهرُ المُعانِدُ لي

من ظُلْمِه يَسْتَحْيي وَيحْتَشِم

ولانْثَنتْ في ظلالِ دولتهِ

حُسّادُ فَضْلي طُرّاً وقد رَغِموا

فقُلْ له يا سحابَ مكْرُمةٍ

عليكَ تَمَّتْ كما لكَ النِّعَم

أقولُ إنْ كان مَعشرٌ بَخَسوا

حَقّي وما كان منه زَجْرُهُم

فأغْنِني عنه يا ابنَهُ كَرماً

تَعِشْ بنُعْماكَ منّيَ الرِّمَم

فابْنُ ذُكاءٍ بنُورِ غُرّتهِ

قبلَ ذُكاءٍ كم انْجلَتْ ظُلَم

بل يا كمالاً للدَّهرِ قد عَظُمَتْ

لأهْلِه عند مجدِه الحُرَم

له العُلا والعلومُ باهرةٌ

لا صَدَدٌ حدَّها ولا أَمَم

كُلُّ عُلُوٍّ فيه له قِدَمٌ

وكُلُّ علْمٍ فيه له قَدَم

عَمُّكَ صدْرٌ ما مثلُه أَحَدٌ

لا عربٌ أبْصرَتْ ولا عَجَم

فما اعتقادُ الأنامِ فيه سوى

أَنّ اللّيالي بمثْلِه عُقُم

أُهْدي إلى دارِ كُتْبِه فِقَري

فَثمَّ يُدْرَى ما هذِه الكَلِم

كم للسّلاطينِ والخلائفِ لي

جَزْلُ عطاءٍ بما امتدَحْتُهُم

واليومَ تلك الأشعارُ قد كسَدتْ

فغيرُ أَحسْنتَ ما لَهُمْ قِيَم

والخُوزُ حاشا الكرامَ خيّمتِ ال

همومُ فيه وقُوّضَ الهِمم

فاشفَعْ إليهمْ فما يُخَيّبُ مَنْ

أنت له شافعٌ إذا كَرُموا

وكنْ شفيعاً منَ الّذينَ لدى

شُغلٍ إذا لم يُشفَّعوا غَرِموا

جاراً كمَنْ جاورَ الحُطَيئةُ مِفْ

ضالاً لِما لم يُلْزِمْهُ يَلْتَزِم

يا فاضلاً مُفْضِلاً نُهىً ونَدىً

لذاك تُسْمَى الكمالَ لو فَهِموا

يُكرِمُ زُوّارَهُ ويَكْرُمُ أخَ

لاقاً فمنْه الإكْرامُ والكرَم

فُقْتَ اشْتِهاراً كما بدا عَلَمٌ

مِن فوقه خافقاً بدا عَلَم

طوَّلتُ جِدّاً يا مَنْ تطَوُّلُه

أَكثرُ مِن أنْ ينالَهُ سَأَم

جِئْتُك أشكو إليك مُلْتجِئاً

ظُلْمَ زمانٍ أحداثُه حُطَم

فَمُرْهُ يُنْصفْ دَهْري فما يَرسُمُ ال

مَولَى مُجِدّاً فالعَبْدُ يَرتَسم

وجُلُّ قَصْدي تَجشيمُ جاهِكَ لي

وجاهُ قومٍ مالٌ إذا جَشِموا

دُمْ للمعالي ما أَسبلَتْ دِيَمٌ

واسْلَمْ طويلاً ما أورقَ السَّلَم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأرجاني

avatar

الأرجاني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alarjani@

315

قصيدة

2

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر، ناصح الدين، الأرجاني. شاعر، في شعره رقة وحكمة. ولي القضاء بتستر وعسكر مكرم وكان في صبه بالمدرسة النظامية بأصبهان. جمع ابنه بعض شعره في ...

المزيد عن الأرجاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة