الديوان » العصر الأندلسي » الأرجاني » إذا ضربوا بكاظمة الخياما

عدد الابيات : 62

طباعة

إذا ضَربوا بكاظمةَ الخِياما

فهل لكَ مَن يُبلِّغُها السَّلاما

ودونَ الحيِّ عَطْفُ السُّمْرِ هِيما

إلى ثَغْرٍ وخَطْفُ البِيضِ هاما

عُداةٌ دونَ أحبابٍ نُزولٌ

أَزورهمُ استِراقاً واقْتِحاما

أُصبِّحُهمْ مُغِيراً مُستبيحاً

وأطْرُقُهمْ مُعنىًّ مُستهاما

إذا هَزَّتْ فَوارسُنا قَناةً

هَززْنَ لنا أَوانسُهمْ قَواما

وإنْ رَوِيَتْ نُحورُهمُ دِماءً

روَيْنَ نُحورَنا دَمْعاً سِجاما

ولي جَفْنٌ قليلُ الصَّحْوِ مهما

تَنفّسَ لائمٌ بالعَذْلِ غاما

وعَهْدٌ لو أَطَعْنا فيه وَجْداً

بكَيْنا كُلَّ يومٍ منه عاما

تَلاقَى سُرعةً طَرَفَاهُ عنّا

فيا للهِ عَهْدُكِ يا أَماما

رَجوتُ دَوامَ وَصلِكُمُ وجَهْلٌ

مُنايَ لَوَ انَّ ضوءَ الشّمسِ داما

ألائميَ الغَداةَ لغَيْرِ جُرْمٍ

أعدْلٌ أنْ تُسيءَ وأنْ أُلاما

تَلومُ على تَذكُّرِ آلِ لَيْلَى

ولَومُكَ زائدي بِهمُ غراما

ولم تَعْدَمْ مع الإحسانِ ذَمّاً

كما لا تَعْدَمُ الحَسناءُ ذاما

ولا واللهِ ما حِفْظي لعَهْدٍ

مَرامٌ أستَحِقُّ به مَلاما

وما أدْماءُ أُمُّ طَلاً أطافَتَ

بأبطَحَ تَرتْعي زَهْرَ الخُزامى

تُرَى بين الطَّلا والشَّخصُ يبدو

لعينَيْها من الحَذَرِ انْقساما

بأحسنَ رَميةً منها بطَرْفٍ

عشيّةَ قَوَّضَ الحيُّ الخياما

وأمّلْنا برِيقتها شِفاءً

فأعْدتْنا بمُقْلتها سَقاما

فقد أصبحْتُ لا سكَني مُقيمٌ

ولا الأحزانُ زائرتي لماما

إذا قصَدَ المُنى يوماً فؤادي

أقرَّ من الأسى فيه زِحاما

فَهُبّا صاحبيَّ إلى المطايا

ألَمّا تَسأما هذا المُقاما

وحُلاّ العُقْلَ عن نُجُبٍ كرامٍ

طِرابٍ في أزِمَّتها تَسامى

تُجاذِبُنا أخِشَّتُها إلى أنْ

تُحلّي خُطْمَها الدَّمَ واللُّغاما

وتَسْبِقُ الجيادَ مُعارضاتٍ

تُباهي بالحُجولِ لها خِداما

كأنّا والمطيُّ لنا حَنايا

خُلِقْنا في غَواربِها سِهاما

وما عَهِدَ الوَرى من قبْلِ صَحْبي

سهاماً معْ حناياها تُرامَى

تَؤُمُّ من العُلا غرضَاً بعيداً

لتُدنيَهُ مَضاءً واعْتزاما

فلا حُيّيتِ من أيّامِ هَزْلٍ

يَرومُ بها بنو جِدٍّ مَراما

ولو يَسْمَحْنَ لي بصديقِ صدْقٍ

جعلْتُ لَهُنَّ من ذَمّي ذِماما

وكم ليَ من قوافٍ سائراتٍ

مُطوِّفةٍ عراقاً أو شَآما

ومن غرّاءَ أُمليها كلاماً

على أُذُنٍ فأملَؤُها كِلاما

ذمَمْتُ بها اللّئامَ فقال صَحْبي

أأيّاماً تُخاطِبُ أم أناما

فنَقِّطْ كيف شئْتَ وذُمَّ عنّي

فأيّاً ما رَميتَ تُصِبْ لئاما

ولكنْ آلُ رضوانٍ فزُرْهمْ

إذا ما شئْتَ أن تَلْقَى كراما

فما خُلِقَ الورَى إلاّ مُحولاً

ولا خُلِقوا همُ إلاّ غَماما

أكارمُ وُشِّحتْ صُحُفُ المعالي

بذكْرِهمُ افْتِتاحاً واخْتِتاما

كأنّهمُ إذا لاقَوا حُشوداً

نظامُ الدّولة القَرْمَ الهُماما

نجومٌ زادَها باللّيلِ حُسْناً

جِوارُ ضيائها البدْرَ التَّماما

فلا ظَمِئتْ بلادُكَ من كريمٍ

نداهُ الدَّهْرَ يَنْسَجِمُ انْسِجاما

تَشيمُ نواظرُ الآمالِ فيه

أناملَ تَفْضَحُ الغيمَ الرُّكاما

ويَهْدي الطّارقينَ إليه صِيتٌ

تَخالُ به على شَرَفٍ ضِراما

صَدوقُ البِشْر لا وجْهاً جَهاماً

تَرَى منه ولا رأياً كَهاما

تَنبَّهَ عند رؤيتهِ زمانٌ

وقِدْماً خاط جفنَيْهِ فَناما

وعيَّدَ بالمديح له لساني

وكان عنِ اقْتضابِ الشِّعْرِ صاما

ولم يَحلُلْ بأَعْلَى المجدِ إلاّ

عظيمٌ يُفرِجُ الكُرَبَ العِظاما

له قلمٌ تُزَمُّ به اللّيالي

فتَتْبعُه امْتِثالاً وارْتِساما

فلم نَرَ مثْلَه قلماً بكفٍّ

غدا لزمانِ صاحبِه زِماما

تَرفَّعَ عَنْ مُتابعةِ اللّيالي

وخالفَها إباءً واحْتكاما

ومَجَّ الدَّهرُ صُبْحاً في ظلامٍ

فَمرَّ يَمُجُّ في صُبْحٍ ظَلاما

ويُسفِرُ منه عن غُرَرِ المعالي

إذا جَعَل المِدادَ له لِثاما

بكَفّ أغرٍّ ما يَنْفَكُّ دُرٌّ

يَجودُ به انْتثاراً وانْتظاما

تَزِلُّ إلى شَبا الأقلام بِيضاً

لآلي النُّطْقِ فَذّاً أو تُؤاما

وتَخْرجُ في سَوادِ النِّقْس تُبْدي

شِعارَ الحقِّ كي تُرضي الإماما

أيا مَنْ زُرْتُ مَغْناهُ فأضحَى

إليَّ عُبوسُ أيّامي ابْتِساما

لقاؤكَ شاغلي عن ذكْرِ نَأْيٍ

سُروراً لي بقُربكَ واحْتِشاما

فلا يشكو الَّذي لاقَى حَجيجٌ

إذا ما عايَنَ البيتَ الحَراما

رأيتُكَ مَنْ تُعِنْهُ يَرِدْ جَميماً

بمُنْتَجَعِ العُلا ويَرِدْ جِماما

وكَفُّكَ في ابْتغاءِ الرِّفْدِ قَطْرٌ

ولكنْ إنّما أَبغي اهْتِماما

وفوقَ الرِّفْدِ ما أصبحْتُ أَبغي

ومثْلُكَ قلّدَ المِنَنَ الجِساما

فلا زالتْ عزائمُكَ المَواضي

تَعُمُّ النّاسَ نُعْمَى وانْتِقاما

ودولةُ هاشمٍ حمَدتْكَ قِدْماً

فَدُمْتَ كما دُعيتَ لها نِظاما

إذا افْتخرَتْ غدوْتَ لها لِساناً

أوِ انْتصرَتْ غدوْتَ لها حُساما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأرجاني

avatar

الأرجاني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alarjani@

315

قصيدة

2

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر، ناصح الدين، الأرجاني. شاعر، في شعره رقة وحكمة. ولي القضاء بتستر وعسكر مكرم وكان في صبه بالمدرسة النظامية بأصبهان. جمع ابنه بعض شعره في ...

المزيد عن الأرجاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة