الديوان » العصر الأندلسي » الأرجاني » وجهك عند الشموس أضوؤها

عدد الابيات : 76

طباعة

وجهُكِ عند الشّموسِ أَضَوَؤها

وفُوكِ بين الكؤوس أَهْنَؤها

وما رأى النّاسُ قبلَ رؤيتها

لآلئاً في العَقيقِ مَخْبؤها

كم ظمأةٍ لي إلى مراشِفها

كما يشاءُ الغَيورُ أظمؤها

ذو ريقةٍ لو أبى شِرايَ لها

إلاّ بِروحي لَقَلَّ مَسْبَؤها

يُبْدي عتابي والرّاحُ صافيةٌ

أمرُّها للنديمِ أمْرَؤها

لم تَخْلُ عَيْنَي من نورِ غُرَّتهِ

إلاّ وفَيْضُ الدّموعِ يَملَؤها

عين إذا ما الفراقُ أظمأها

كان بطَيفِ الخيالِ مَجزؤها

ليلةُ حُزني لا تَنقضِي أبداً

في مُنتهاها يعودُ مَبْؤها

كِتْبةُ ليلٍ من عَكْسِ أحرفها

يأتيك ليلٌ إن عُدْتَ تَقْرؤها

لمّا اقتسَمْنا العيونَ أُعطِيتُ أب

كاها وخَصّ الخَلِيّ أبكؤها

أَغرقتُ خَدّي دّمعاً وفي كبِدي

جمرةُ وَجْدٍ قد عزَّ مَطْفؤها

ماليَ لا يَهتدي الطّريقُ إلى

ناري وبَرْحُ الغرام يَحْضَؤها

لكنّه يهتدي إلى قَرْح أَس

راري فما إن يزالُ يَنكَؤها

دَمعةُ عَيْني ظَمياءُ كاهنةٌ

يَصْدُقُ عند الورى مُنبؤها

فليس تَخْفى على كهانتِها

خبيئةُ من هَواكَ أَخبَؤها

أَبعْدَ هَدءٍ زارَ الخيالُ لها

للصّبِّ عَيْناً قد حان مَهْدَؤها

في فتيةٍ هَوّمَتْ وبات لها

كَلوءُ ليلٍ في البِيدِ يَرْبؤها

وقام طالي الجَرباء مُنكمِشاً

وهْوبقارِ الظّلامِ يَهْنؤها

واللّيلُ تَحكي نجومُه سُرُجاً

قد حان عند الصّباح مَطْفؤها

باتتْ تَهادَى أيدي عياهبِه

كأسَ الثُّريَا والطرّفُ يَكْلؤها

يَملؤها شَرقُها ويَشربُها

جُنْحُ دُجاها والغَرْبُ يَكفْؤُها

قد هَزِئَتْ جارتي لما نَكرَتْ

فزادَ ما في الفؤادِ مَهْزؤها

وأكبَرتُ شَيْبتي وقد فُجئَتْ

وأكبرُ الحادثات أفجَؤها

مِرآةُ خَدّ بيضاءُ قد صُقلَتْ

أصبحَ عينُ الفتاةِ تَبذَؤها

عُطِّل مَصقولُها وما بَرحتْ

نَصْبَ عيون الحسانِ مُصْدؤها

أشهبُ خيلٍ خَلَّ المجالَ له

أدهمُها صاغراً وأصدَؤها

عافتْ عَيوفاً نَفْسي الغداةَ ولم

يَرْوَ بلُقْيا ظَمياءَ مظمؤها

قُلوبُنا اليومَ كالعيونِ لكم

أَمرَضُها إن نظَرْتَ أبرَؤها

دِينُ المعالي إليه نَفْسيَ مِن

دِين التّصابي أُتيحَ مَصْبَؤها

فاعتَضْتُ أنْساً بالسُّهْدِ أكحُلُه

عَيْني وعِيساً بالبيدِ أنسَؤها

في فتيةٍ فُرْشُهم إذا هَجَعوا

تُمسي وَرَمْلُ الفلاةِ أَوْطؤها

شَجّعتهم والليوثُ عاديةٌ

أَجَرُّها للصُّيودِ أَجرَؤها

فقاتَلُوا البِيدَ وانتضَوا أيدي ال

عيسِ لِلَبّاتِها تَوَجُّؤها

حتى استقادَ الفلا فعادَ عنِ ال

عظام منها الِلّحامُ يَكْفَؤها

أَنجابُ قومٍ خدَتْ بهم نجبٌ

يسبق طرفَ الفتى مبطؤها

سروا بسفن في البيد مسبحها

وعند شطي بغداد مرفؤها

شاموا على البُعدِ للنّدى سُحُباً

كَفُّ عمادِ الإسلامِ مَنْشَؤها

فانتَجَعوا العِزَّ في ذُرا مَلِكٍ

عافوه في جّنّةٍ تَبَوَّؤها

وطَّأَ أكنافَ جُوده لهمُ

وخيرُ أكنافِهم مُوَطَّؤها

مَولىً غدا الدَوْلتان من عِظَمِ الشْ

شَأْن وكُلٌّ إليه مَلْجَؤها

يَوماهُ يومٌ للنَّيْل يَنضحُه

جُوداً ويومٌ للخيلِ يَعبَؤها

هامٌ لِبيضٍ أضحى يُتوِّجُها

مُلْكاً وهامٌ بالبيضِ يَفْطَؤها

يُشرَعُ في بَطْنِ كَفِّه قَلمٌ

يَستَهْزِمُ الخَطْبَ حينَ يَفْجَؤها

إذا ثلاثٌ تأثّفَتْهُ له

لم يُخْشَ في المُشكلاتِ مَنْهَؤها

وإن غَدتْ بالنّوالِ فائزةً

فلا يَدٌ للمَلامِ تَفْثَؤها

عِينُ سماحٍ يَطيبُ مَنبعُها

بُعْداً وقُرْباً يَطيبُ مَنْبؤها

كُلُّ وفودِ الأنامِ واردُها

فما سِوى عاذلٍ مُحَلَّؤها

قَرْمٌ نَماه أعْلىَ بُيوتِ علاً

وُسّطَ في هاشمٍ مُبوّؤها

والزيّنبِيونَ في الملوك هُمُ

بصَيْد وَحشِ العلياء أبسَؤها

دَوحةُ مَجِدٍ من فَرْطِ رِفعتِها

كُلُّ بنى دَهْرِها تَفَيَّؤها

آراؤهم عند كُلِّ نازلةٍ

سهامُ غَيبٍ لم تَخْشَ تُخْطِؤها

فمِن لُباب التّنزيلِ مَنْبِتُها

وفي حُجور التآويلِ منْشؤها

ثابتُ جأْشٍ عند الحِفاظِ إذا

قلقَلَ نَفْسَ الجبَانِ مَجشؤها

إذا رأتهُ عَينُ الحسودِ غدا

سَناهُ مِثلَ السِّنان يَفقؤها

يَسهرُ مُستَرقداً رَعيَّتَه

بالعَدْلِ حتّى يَقِرَّ مّهْدَؤها

رَبَّ البرايا كأنّه ثقةٌ

برَعْيهِ ما يَزالُ يَبْرَؤها

شِراكُ نَعْلٍ له الهلالُ عُلاً

ما مِن سماء إلا يُوَطَّؤها

إنْ يَمضِ منْ قَبلَه فكم فُقدتْ

نَفْسُ كريم وساءَ مَرْزؤها

فاسْعَدْ بأيامهِ فأحْرَى أيا

دي الله مناّ بالشُكرِ أطْرؤها

إنْ يَكُ صُبْحٌ مضىَ ففي الأثَرِ الشْ

شَمسُ بدا للعيون مَرْجَؤها

كذلك اللهُ ذو المَواهِبِ ما

يَنْسَخُ من آيةٍ ويَنْسَؤها

يأتِ بَخْيرٍ منها فَيقْصُر عن

مُعادِها في الجلالِ مُبْدَؤها

هُنِّئْتَها رُتْبةً بِنَيِلِكَ إيْ

ياها حَقيقٌ منّا مُهنَّؤها

وزارةٌ تُشرِكُ الخِلافةُ في النْ

نِسبةِ عالٍ في النّجْمِ مَربؤها

آخِرةٌ في الزمانِ سابقة

فلا يَزلْ رَبُّها يُمَلَّؤها

لم يكُ إبطاؤها بمنْقَصةٍ

خيْرُ النّبواتِ كان أبْطؤها

دعا إمامُ الهُدَى بها فأتتْ

أسبابُها مُسعِداً مُهيَّؤُّها

دُعاءَ موسى هارونَ مُعتضِداً

بعُقْدةٍ منه شُدَّ مَحكَؤها

يا شَرَفَ الدّينِ دَعوةً ضمِنَتْ

نهايةَ النُّجْح حين يَبْدَؤها

كم من حُدودٍ على الزّمانِ لنا

أصبحَ بالقُرب منك نَدْرؤها

كم وعَدتْني فيك المُنَى عدةً

قد آن أنْ يُجتلَى مُخّبؤها

وكيفَ أخشى خُلْفاً لِمَا وعدَتْ

وأنت أوفى الورى وأملَؤها

أصبح يُمناك ليس يَرزؤها

في النّاس إلا مَن ليس يَزرَؤها

يَصفرُّ وجْهُ النضارِ يَرْهَبُها

صُفْرةَ وَجْهِ الحسودِ يشنَؤها

فدام للاصفرَيْن مُغْنيةً

كَفُّك في نعمة تَمَلَّؤها

ذا دولةٍ للهُدَى تُدبِرُها

وعيشةٍ في العُلا تُهَنّؤها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأرجاني

avatar

الأرجاني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alarjani@

315

قصيدة

2

الاقتباسات

121

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسين، أبو بكر، ناصح الدين، الأرجاني. شاعر، في شعره رقة وحكمة. ولي القضاء بتستر وعسكر مكرم وكان في صبه بالمدرسة النظامية بأصبهان. جمع ابنه بعض شعره في ...

المزيد عن الأرجاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة