الديوان » العصر العباسي » بشار بن برد » يا عبد باهلة الذي يتوعد

عدد الابيات : 29

طباعة

يا عَبدَ باهِلَةَ الَّذي يَتَوَعَّدُ

أَعَلَيَّ تُبرِقُ إِذ شَبِعتَ وَتُرعِدُ

يا عَبدَ باهِلَةَ اِبتُليتَ بِحَيَّةٍ

فَتَرَكتَ طاعَتَنا وَرُحتَ تُهَدِّدُ

وَشَتَمتَ رَبَّكَ في العَشيرَةِ قائِماً

لِتَكونَ مَوجوداً وَلَيتَكَ توجُدُ

وَكَذاكَ عَبدُ السوءِ يَشتُمُ رَبَّهُ

سَفَهاً وَلَكِن هَل تُجابُ الأَعبُدُ

اِقعُد فَإِنَّكَ باهِلِيٌّ واغِلٌ

يَجزيكَ سَوأَتَكَ الضِياعُ الرُوَّدُ

وَإِذا سَكِرتَ فَخُذ بِأَيرِ مُساعِفٍ

وَاِسكُن فَإِنَّكَ ناطِقٌ لا تُرشَدُ

تَجري مِنَ الذَهَبِ المُصَنَّمِ راحَتي

كَرَماً وَناري بِاليَفاعِ تَوَقَّدُ

وَلَئِن عَمِرتَ لَتَعرِفَنَّ قَصيدَةً

تَجِبُ الصَلاةُ لَها عَلَيكَ فَتَسجُدُ

وَتَظَلُّ تُرعَدُ مِن هَديلِ حَمامَةٍ

وَإِذا دُعيتَ لِسَوأَةٍ لا تُرعَدُ

وَمَلَأتَ ثَوبَكَ إِن رَأَيتَ كَتيبَةً

في النَومِ أَلَّلَها الحَديدُ الموجَدُ

وَمَجِنتَ حَتّى ما تُصَلّي رَكعَةً

وَنَسيتَ ما قالَ النَبِيُّ مُحَمَّدُ

وَحَسِبتَني كَأَبيكَ لا يَنكي العِدى

فَاِصبِر لِحِسبَتِكَ الَّتي لا تُحمَدُ

مَولاكَ أَرقَبُ مِن رَبيعَةِ عامِرٍ

أَهدى لِكَفِّكَ قائِماً لا يَرقُدُ

فَتَرَكتُ عُقرَ قَناتِكُم عِندَ اِمرِىءٍ

جَمَحَ الشَبابُ بِهِ الأَنيقُ الأَغيَدُ

وَكَذاكَ كانَ أَبوكَ يُؤثَرُ بِالهُنى

وَيَظَلُّ في لَقطِ النَوى يَتَرَدَّدُ

فَلَئِن قَعَدتَ عَلى الخَنا وَحَسَدتَني

إِنَّ الكَريمَ إِذا جَرى لَمُحَسَّدُ

يا عَبدَ باهِلَةَ الَّذي لَزَمَ الخَنا

وَأَضاعَ عُقرَ قَناتِهِ لا تَسعَدُ

لَولا دَلَفتَ لِمَن دَهاكَ بِأَيرِهِ

فَحَسَرتَ عَنكَ حَزازَةً لا تَبرُدُ

لَو كُنتَ مِن أَسدِ العَشيرَةِ لَم تَنَم

حَتّى يُخالِطَهُ الحُسامُ الأَربَدُ

عَوَّدتَ نَفسَكَ أَن تُضامَ فَخَلِّها

كُلُّ اِمرِىءٍ رَهنٌ بِما يَتَعَوَّدُ

وَأَبى لَكَ الحَسَبُ اللَئيمُ فَنالَهُ

وَكَساكَ ذِلَّتَهُ أَبوكَ القُعدُدُ

لا تَستَطيعُ مُرَفَّلاً مِن عامِرٍ

عَجِلَ العِقابَ وَأَنتَ عَبدٌ أَقفَدُ

وَخَشيتَ سَطوَةَ عامِرِيٍّ فاتِكٍ

تَقِفُ الوُفودُ بِبابِهِ وَالوُفَّدُ

وَبَنَيتَ بِالبَعرِ المَحَلَّ وَبِالنَوى

بَيتاً عَلَيهِ خَزايَةٌ لا تَنفَدُ

وَطَلَبتَ بِالخَلَقِ المُرَقَّعِ شَأوَنا

فَلَتَرجِعَنَّ وَبَظرُ أُمِّكَ يُرعَدُ

مَهلاً مَوالينا أَقيموا خَرجَنا

وَإِذا غَضِبنا غَضبَةً فَتَبَدَّدوا

خَدَمُ المُلوكِ إِذا قَعَدنا في الحُبى

قاموا وَإِن نَفزَع لِرَوعٍ يَقعُدوا

كونوا لِمَولاكُم يَداً وَصَلَت يَداً

وَدَعوا الفَسادَ يَعيثُ فيهِ المُفسِدُ

وَتَشَبَّهوا بِأَبٍ وَعَمٍّ صالِحٍ

مُتَعَبِّدَينِ لَنا وَنِعمَ العُبَّدُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن بشار بن برد

avatar

بشار بن برد حساب موثق

العصر العباسي

poet-bashar-ibn-burd@

639

قصيدة

14

الاقتباسات

1479

متابعين

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ...

المزيد عن بشار بن برد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة