الديوان » العصر العباسي » بشار بن برد » يا للرجال أمن شخص بأجياد

عدد الابيات : 22

طباعة

يا لَلرِجالِ أَمِن شَخصٍ بِأَجيادِ

يَعتادُ شَوقي وَما نَومي بِمُعتادِ

كَأَنَّما أَقسَمَت عَيني تُسالِمُهُ

حَتّى تَرى أَحوَرَ العَينَينِ في الجادي

مَن كانَ يَزدادُ مِن شَوقٍ إِلى شَجَنٍ

عِندَ النِساءِ فَإِنّي غَيرُ مُزدادِ

يا سَلمَ إِن تُصبِحي بَسلاً مَحَرَّمَةً

وَتَنزِلي في مُنيفٍ بَينَ أَرصادِ

فَقَد رَأَيتُ بَناتِ الدَهرِ غافِلَةً

في الغُبَّرَينِ وَما حَيٌّ بِخَلّادِ

إِذا فَرِحتِ فَخافي تَرحَةً عَجَلا

وَإِن تَرِحتِ فَرَجّي أُمَّ عَبّادِ

مَن قَرَّ عَيناً رَماهُ الدَهرُ عَن كَثَبٍ

وَالدَهرُ رامٍ بِإِصلاحٍ وَإِفسادِ

وَكَيفَ يَبقى لِإِلفٍ إِلفُ صاحِبِهِ

وَلا أَرى والِداً يَبقى لِأَولادِ

بَل لَيتَ شِعرِيَ هَل يَدنو بِكُم سَبَبٌ

وَهَل تُعَودَنَّ أَيّامي بِأَجيادِ

أَيّامَ لا أُعتِبُ العُذّالَ مِن صَمَمٍ

وَلا أُكَلِّفُ زَيداً غَيرَ إِسعادِ

يا جارَةً يَومَ راحَ الحَيُّ جارَتَنا

تَسبي الحَليمَ وَلا تَنساقُ لِلحادي

قامَت لِتَركَبَ فَاِرتَجَّت رَوادِفُها

في لينِ غُصنٍ مِنَ الرَيحانِ مُنآدِ

كَأَنَّما خُلِقَت في قِشرِ لُؤلُؤَةٍ

فَكُلُّ أَكنافِها وَجهٌ بِمِرصادِ

فَقُلتُ شَمسُ الضُحى في مِرطِ جارِيَةٍ

يا مَن رَأى الشَمسَ في مِرطٍ وَأَبرادِ

تُلقى بِتَسبيحَةٍ مِن حُسنِ ما خُلِقَت

وَتَستَفِزُّ حَشى الرائي بِإِرعادِ

كَأَنَّ عَيني تَراها في مَجاسِدِها

إِذا رَأَيتُ رُسومَ الدارِ وَالنادي

بَيضاءُ كَالدُرَّةِ الزَهراءِ غُرَّتُها

تَصطادُ عَيناً وَلا تُرجى لِمُصطادِ

كَأَنَّها لا تَرى جِسماً تَخَوَّنَهُ

بَينُ الحَبيبِ وَلَم تَشعُر بِإِسهادِ

أَصومُ يَوماً فَأَرقا مِن تَذَكُّرِها

وَلا أُصَلّي الضُحى إِلّا بِعَدّادِ

وَقَد عَجِبتُ وَإِغرامي بِها عَجَبٌ

ما لي أَقودُ حَروناً غَيرَ مُنقادِ

أَحينَ كُنتُ سِراجاً يُستَضاءُ بِهِ

يَكونُ في الغَيِّ إِفراعي وَإِصعادي

كَلّا سَأَترُكُ ذِكري تِلكَ إِذ رَقَدَت

عَنّي وَأَذكُرُ يَوماً غَيرَ رَقّادِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن بشار بن برد

avatar

بشار بن برد حساب موثق

العصر العباسي

poet-bashar-ibn-burd@

639

قصيدة

14

الاقتباسات

1479

متابعين

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ...

المزيد عن بشار بن برد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة