الديوان » العصر العباسي » ابن الرومي » فطر توسط يومه الأسبوعا

عدد الابيات : 46

طباعة

فِطرٌ توسَّط يومه الأسبوعا

وافقت فيه من السعود طلوعا

واهاً له فطر غدا بربيعه

وربيعك الغَدِق الحيا مربوعا

فالناس والأنعام طراً قد غدوا

في المرتعين الممرعَين رتوعا

وكأن فيه من فعالك سندساً

وكأن فيه من الرياض قطوعا

ما أفرح الملبوس من أيامنا

بك لا عُدِمتَ وأكسف المخلوعا

تتحسر الأيام عنك وكلُّها

تشكو فراقك آسفاً مفجوعا

رحل الصيام وشهره وكلاهما

لهج بذكرك ما يفيق نزوعا

ولقد تناجت بالرجوع مناهما

لو مُلِّكا بعد المضيِّ رجوعا

أقسمت بالشهر الذي أخضلته

بالجود والتقوى ندىً ودموعا

للبسته لبساً أطاب نسيمه

يا ابن الأطايب محتِداً وفروعا

وخلعتَه خلع العروس شعارها

قد ردَّعته من العبير ردوعا

أعبقته من طيب ريحك نفحةً

كادت تكون ثناءك المسموعا

لم لا يكون كذا وقد أُلبِستَه

فلبست فيه سكينة وخشوعا

وكددتَ فيه بالبكاء مدامعاً

وجهدتَ فيه بالزفير ضلوعا

ورفدت فيه كل أشعثَ بائسٍ

ما زال عن طلباته مدفوعا

أحييتَ في الشهر المبارك ليلَه

وفقيره وقتلت فيه الجوعا

بيد إذا قَسَتِ الأنامل فجَّرت

من كل أنملة لها ينبوعا

أنشأتَ تكحلُ بالهجوع معاشراً

بعد السهاد وما اكتحلت هجوعا

ما كان ليلك مذ أهل هلاله

إلا سجوداً كلُّه وركوعا

وطوى نهارك فيه صومٌ طاهرٌ

جعل المآثم محرما ممنوعا

صوم غدت عين الخنا مطروفة

فيه وراح لسانه مقطوعا

وتساجلت عيناك في آنائه

ويداك صوباً لا يزال هُمُوعا

جعل الإله عوارفاً أسديتَها

حللاً على ابنك في العلا ودروعا

هذي تزيِّنُه وتلك تُجِنُّهُ

من كل مكروه أحمَّ وقوعا

واسعد أبا سهل بعيدك نازلاً

فوق الحوادث منزلاً مرفوعا

في حيث تلقى أنف مجدك شامخاً

ويرى عدوُّك أنفه مجدوعا

وتبيتُ من قرع القوارع آمناً

ويبيت من يهوى رداك مروعا

أضحى أبو روح سليلك مورداً

أضحى بنو الآمال فيه شروعا

خِرقٌ له كف يكون سماحها

كرماً إذا كان السماح ولوعا

متكلِّف فوق الطباع مكارماً

سمَّينَه المتكلِّف المطبوعا

لولاه لم تلق النوال مفرَّقاً

أبداً ولا شَملَ العلا مجموعا

ما الطالبُ المخدوع طالب رفده

ووجدت طالب شأوه المخدوعا

عمر الإله بعمره في غبطة

خططاً تضيء بوجهه ورُبوعا

حتى ترى السادات أتباعاً له

وتراه مثلك سيداً متبوعا

أقسمت ما لقّيت ذلَّ مطالبٍ

كبراً ولا عز الزمان خضوعا

من كان عند المعضلات مضعَّفاً

أو كان عند المجحفات منوعا

فكم اجتديت فما وُجِدت مبخَّلاً

وكم امتُحِنتَ فما وُجدتَ جزوعا

أصبحت تحفظ كل مجد ضائعٍ

حفظاً كحفظك دينك المشروعا

وأراك نلت من الأمور أجلَّها

بدءاً وفزت بخيرها مرجوعا

ولقد أقول لسائلي عن مجدكم

غلب المصابيح الصباح سطوعا

لله سؤدد آل سهل سؤدداً

لم يمس مغموراً ولا مفروعا

قوماً تراهم يفتقون مكارماً

مرتوقة أو يرتقون صدوعا

لا يعدمون صنيعة مصنوعة

تهدي إليهم منطقاً مصنوعا

يعطون ما يعطونه وكأنما

يستودعون الأرض منه زروعا

من لم يزاول عرفهم ونكيرهم

لم يضح مشتاراً ولا ملسوعا

ولَما شهدتُ لهم بغير جليةٍ

ولما رفعتُ بقدرهم موضوعا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الرومي

avatar

ابن الرومي حساب موثق

العصر العباسي

poet-abn-rumi@

2020

قصيدة

17

الاقتباسات

2139

متابعين

علي ابن العباس بن جريج، أو جورجيس، الرومي، أبو الحسن. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي. روميّ الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً، ...

المزيد عن ابن الرومي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة