الديوان » العصر العباسي » البحتري » هب الدار ردت رجع ما أنت قائله

عدد الابيات : 30

طباعة

هَبِ الدارَ رَدَّت رَجعَ ما أَنتَ قائِلُه

وَأَبدى الجَوابَ الرَبعُ عَمّا تُسائِلُه

أَفي ذاكَ بُرءٌ مِن جَوىً أَلهَبَ الحَشا

تَوَقُّدُهُ وَاِستَعزَرَ الدَمعَ جائِلُه

هُوَ الدَمعُ مَوقوفاً عَلى كُلِّ دِمنَةٍ

تُعَرِّجُ فيها أَو خَليطٍ تُزايِلُه

تَرادَفَهُم خَفضُ الزَمانِ وَلينُهُ

وَجادَهُمُ طَلُّ الرَبيعِ وَوابِلُه

وَإِن لَم يَكُن في عاجِلِ الدَهرِ مِنهُمُ

نَوالٌ وَغَيبٌ مِن زَمانِكَ آجِلُه

مَضى العامُ بِالهِجرانِ مِنهُم وَبِالنَوى

فَهَل مُقبِلٌ بِالقُربِ وَالوَصلِ قابِلُه

أُرَجِّمُ في لَيلى الظُنونَ وَأَرتَجي

أَواخِرَ حُبٍّ أَخلَفَتني أَوائِلُه

وَلَيلَةَ هَوَّمنا عَلى العيسِ أَرسَلَت

بِطَيفِ خَيالٍ يُشبِهُ الحَقَّ باطِلُه

فَلَولا بَياضُ الصُبحِ طالَ تَشَبُّثي

بِعَطفِيَ غَزالٍ بِتُّ وَهناً أُغازِلُه

وَكَم مِن يَدٍ لِلَّيلِ عِندي حَميدَةٍ

وَلِلصُبحُ مِن خَطبٍ تُذَمُّ غَوائِلُه

وَقَد قُلتُ لِلمُعلي إِلى المَجدِ طَرفَهُ

دَعِ المَجدَ فَالفَتحُ بنُ خاقانَ شاغِلُه

سِنانُ أَميرِ المُؤمِنينَ وَسَيفُهُ

وَسَيبُ أَميرِ المُؤمِنينَ وَنائِلُه

تُشَبُّ بِهِ لِلناكِثينَ حُروبُهُ

وَتَدنو بِهِ لِلخابِطينَ نَوافِلُه

أَطَلَّ بِنُعماهُ فَمَن ذا يُطاوِلُه

وَعَمَّ بِجَدواهُ فَمَن ذا يُساجِلُه

ضَمِنتُ عَنِ الساعينَ أَن يَلحَقوا بِهِ

إِذا ذُكِرَت آلاؤُهُ وَفَواضِلُه

أَيَبلُغُهُ بِالبَذلِ قَومٌ وَقَد سَعَوا

فَما بَلَغوا شُكرَ الَّذي هُوَ باذِلُه

رَمى كَلَبِ الأَعداءِ عَن حَدِّ نَجدَةٍ

بِها قَطَعَت تَحتَ العَجاجِ مَناصِلُه

وَما السَيفُ إِلّا بَزُّ غادٍ لِزينَةٍ

إِذا لَم يَكُن أَمضى مِنَ السَيفِ حامِلُه

بَداني بِمَعروفٍ هُوَ الغَيثُ في الثَرى

تَوالى نَداهُ وَاِستَنارَت خَمائِلُه

أَمِنتُ بِهِ الدَهرَ الَّذي كُنتُ أَتَّقي

وَنِلتُ بِهِ القَدرَ الَّذي كُنتُ آمُلُه

وَلَمّا حَضَرنا سُدَّةَ الإِذنِ أُخِّرَت

رِجالٌ عَنِ البابِ الَّذي أَنا داخِلُه

فَأَفضَيتُ مِن قُربٍ إِلى ذي مَهابَةٍ

أُقابِلُ بَدرَ الأُفقِ حينَ أُقابِلُه

إِلى مُسرِفٍ في الجودِ لَو أَنَّ حاتِماً

لَدَيهِ لَأَمسى حاتِمٌ وَهوَ عاذِلُه

بَدا لِيَ مَحمودَ السَجِيَّةِ شُمِّرَت

سَرابيلُهُ عَنهو وَطالَت حَمائِلُه

كَما اِنتَصَبَ الرُمحُ الرُدَينِيُّ ثُقِّفَت

أَنابيبُهُ لِلطَعنِ وَاِهتَزَّ عامِلُه

وَكَالبَدرِ وافَتهُ لِتِمٍّ سُعودُهُ

وَتَمَّ سَناهُ وَاِستَقَلَّت مَنازِلُه

فَسَلَّمتُ وَاعتاقَت جَنانِيَ هَيبَةٌ

تُنازِعنِيَ القَولَ الَّذي أَنا قائِلُه

فَلَمّا تَأَمَّلتُ الطَلاقَةَ وَانثَنى

إِلَيَّ بِبِشرٍ آنَسَتني مَخايِلُه

دَنَوتُ فَقَبَّلتُ النَدى في يَدِ امرِءٍ

جَميلٍ مُحَيّاهُ سِباطٍ أَنامِلُه

صَفَت مِثلَما تَصفو المُدامُ خِلالُهُ

وَرَقَّت كَما رَقَّ النَسيمُ شَمائِلُه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن البحتري

avatar

البحتري حساب موثق

العصر العباسي

poet-albohtry@

931

قصيدة

59

الاقتباسات

2462

متابعين

الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي, أبو عبادة البحتري شاعر كبير، يقال لشعره (سلاسل الذهب). وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم: المتنبي، وأبو تمام، والبحتري. قيل لأبي العلاء ...

المزيد عن البحتري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة