الديوان » العصر العباسي » ابن الرومي » خصيم الليالي والغواني مظلم

عدد الابيات : 303

طباعة

خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّمُ

وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ

فظلم الليالي أنهن أشبْنني

لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّمُ

وظُلم الغواني أنهن صرمنني

لظلم الليالي إنني لمُظلَّمُ

تنكَّرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي

وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّمُ

فإن أغد محزوم السهام فربما

غدا بيَ مُلقى غرة الصيد مُطعَمُ

ورب مَهاة صدتها بين نظرتي

ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ

أُعارض مرمى الوحش غير مخاتلٍ

فأستدرج الأقناص من حيث تعلمُ

رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته

كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ

فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه

فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّمُ

وصفراءَ بكرٍ لا قذاها مُغيّبٌ

ولا سرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ

ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها

وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجمُ

هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ

لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ

يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها

سحابةَ يومٍ وهْو بالمسك يُفعَمُ

لها لذَّتا طعم ورسٍّ كأنه

دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَمُ

مذاقٌ ومسرىً في العروق كلاهما

ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ

كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ

وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ

إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ

غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ

أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجةً

وعشراً يُصلَّى حولها ويُزمزَمُ

سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها

شبيها مذاقٍ عند من يتطعَّمُ

سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله

يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقَمُ

من الهيفِ لو شاءت لقامت بكأسها

وخاتمُها في خصرها متختَّمُ

كهمّ الخليِّ اسودَّ فرعٌ ومَكْحلٌ

لها خِلقةً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغمُ

وأشرقَ منها صحنُ خدٍّ مضرَّجٍ

يظلُّ بما فيه من الماء يُضرمُ

مُفدّىً يسمَّى باسمِ فيها مقبَّلاً

إذا قيل للخدّ الملعَّنِ مَلْطَمُ

وأنَّى يُسمَّى ملْطماً وهو ملثمٌ

فدى حُسْنَه من ذاك خَدٌّ مُلَطَّمُ

على أنه مغرىً به العضُّ مُولعٌ

وليس له ذنبٌ سوى الحُسنِ يُنقَمُ

يُعضُّ وما أسدى إلى العين سيِّئاً

وليس بمظلومٍ وإن كان يُظْلمُ

يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحةً

تلذّ بها أبصارنا وتنعَّمُ

نُولّيه أطرافَ الثنايا وإنّه

ليَدْمَى من الألحاظِ بل حين يُوهمُ

بذاك قضى قاضي الهوى وهْو ظالمٌ

على الخَدِّ للعين التي هي أظلمُ

وما زال في القاضي الغشومِ تحاملٌ

على الخَصمِ للخصمِ الذي هو أغشمُ

تفكَّهُ منها العينُ عند اجتلائها

بفاكهة ليست يدَ الدهر تُوخَمُ

عناقيدُ فردوسٍ وتفاحُ جنّةٍ

تتوقُ إليها كُلّ نفسٍ وتقرَمُ

يناغيهما رمانُ صدرٍ يعيذه

من العين ياقوتٌ ودرٌّ منظَّمُ

وبين ثمار الرأسِ والعين عبْهرٌ

يضاهيه منها أقحوانٌ مُدَيَّمُ

رياضٌ وجناتٌ يهزُّ ثمارها

ونُوَّارَها غُصنٌ ودِعصٌ مركَّمُ

تفاوتَ منها الخلقُ في حسن صورةٍ

تفاوتَ إبداعٍ فرابٍ وأهْضمُ

وخَدْلٌ وممشوقٌ وأبيض ناصعٌ

وأسودُ غِربيبٌ وأقنى وأخثمُ

إذا استعرضتْها العينُ دقَّ موشَّحٌ

لها ورَبا ردفٌ وجَلَّ مُخدّمُ

مراكبُ للذَّات منها مضمَّرٌ

وما مسَّه ضُمرٌ ومنها مُطهَّمُ

لها فِرقٌ شتّى من الحُسنِ أجْمعتْ

على أن يُلقَّى البرْح منها المُتيَّمُ

أما عجبٌ إجماعُ مختلفاتِها

على قتلِ من لاقَتْهُ لا تتأثَّمُ

كذا السهمُ يُصمي وهو شتّى نجارُهُ

حديدٌ وريشٌ وابنُ غِيل مُقوَّمُ

خلوتُ بها فرداً إذا شئتُ علَّني

بكأسٍ لها ريَّا بنانٌ مُنعَّمُ

وإنْ شئتُ ألهاني غناءان خِلْفةً

فصيحٌ ومما تنطق الطير أعجمُ

لدى روضةٍ فيها من النَّوْرِ أعينٌ

تُرقرق دمعاً بل ثغورٌ تبسَّمُ

يضاحك روقَ الشمسِ منها مُضاحكٌ

مدامِعُه من واقعِ الطلّ سُجَّمُ

كمستعبِر مستبشرٍ بعد حزنهِ

لبيْنِ خليطٍ قوّضوا ثم خيَّموا

يغازلني فيها غزالان منهما

ربيبُ الفيافي والربيب المتوَّمُ

إذا نصبا جيديهما فكلاهما

سواءٌ وإبريقٌ لديَّ مُفدَّمُ

ثلاثةُ أظبٍ نَجْرُها غيرُ واحدٍ

لذي اللهو فيها كلها مُتنعَّمُ

غزالٌ وإبريق رذُومٌ وغادةٌ

تُحرّكُ من أوتارها وتُنَغِّمُ

فظبي يُغنّيه وظبي يُعلُّهُ

وظبي يرودُ التلعَ أو يتجرثَمُ

لعيْني مُراعي شخصِه فيه مأنسٌ

وملْهىً وللمستطعمِ الصيدِ مَطعمُ

فقد عكفتْ منها عليهِ بما اشتهى

هنالك أظْآر من العيشِ رُوَّمُ

وركبِ قنيصٍ قد شهدتُ جيادهم

تُحمْحِمُ في ثيرانِ وحشٍ تَغَمْغمُ

مهاً كالمها إلا جبالَ متونها

وإلا مكانَ الوشمِ أو حيث تُلْطَمُ

وإلا مخَطَّ الكحلِ من كلّ مقلةٍ

وإلا قروناً تدَّرِي فتُزنَّمُ

يُزنّجُ منها الناسبون وشيظةً

وجمهورها في الناسبين مُرَوَّمُ

دُفعنا إليها وهْي زُهرٌ كأنها

خلالَ أنيقِ النَّوْرِ نورٌ مجسَّمُ

فما ذرَّ قرنُ الشمسِ حتى رأيتها

تعصفرها مثعنجرات تَهزَّمُ

دلفنا لها بالسمهريّ فطالعٌ

إلى مصرعٍ يرتاده ومُحَرْجمُ

وقد حاولتْ منجىً فقالت رماحُنا

لِمُمْعِنِها عرّجْ فهذا المخيَّمُ

فلم يُنْجِها إحضارُها وهْو مُلْهَبٌ

ولا ذبَّ عنها اللُّها وهو مُتْأمُ

قرونٌ لها منها حرابٌ قرائنٌ

ولكنَّ خصمَ السمهرياتِ يُخْصَمُ

وقد طال ما ذادتِ بها غير أنه

أتيح لها رأسٌ من الكيدِ مِصْدَمُ

بحيثُ يضمَّ الثورَ والعيْرَ مرتعٌ

يراعيهما فيه الأصكُّ المصلَّمُ

وشُنَّتْ لها في آل أخدرَ غارةٌ

كما شُبَّ أُلْهوبٌ الحريقِ المضرَّمُ

تنادمَ فيها الموتُ أحمرَ قاتماً

قريعَ المها والأخْدَريُّ المكدَّمُ

نديمان من شتّى وكأسٌ كريهةٌ

أباها من الشُّرَّابِ إلا المجشَّمُ

فظلّ لنا يومٌ من اللهو مُمتعٌ

وظلّ لها يومٌ من الشرّ أيْومُ

ورحنا على القُبّ العتاقِ وكلُّها

من العلقِ الوحشيِّ أقرحُ أرثمُ

تخايلُ منه في خضاب تخاله

طِلاءً من الحناء قاناه بقَّمُ

كأنّ لها حَظَّيْن مما تصيدُه

على أنها منه مدى الدهر صُوَّمُ

وأنقذ منا العُفْرَ والرُّبْدَ ميلُنا

إلى العينِ والحُقْب التي هي أوسمُ

وكان لنا في كلّ حقّ وباطلٍ

جُنوحٌ إلى الشأن الذي هو أفخمُ

ومعتركٍ تبدو نجومُ حديده

وقد لفّه ليلٌ من النقع أطخمُ

شهدتُ القنا فيه تقصّفُ والظُّبا

تُفلَّلُ والبيضَ الحصينَ تحطَّمُ

فلم أكُ ممنْ حاصَ عن غمراتِه

ولا غاصَ فيها حيث غاصَ المغمَّمُ

ولكنني غامست خَوْضَةَ هَوْلِها

جهيراً شهيراً حين ضلّ المقرقَمُ

ولم أغشها إلا عليماً بأنّها

هي المجدُ أو مطرورةُ الحدّ صَيْلَمُ

وليلٍ غشا ليلٌ من الدَّجْنِ فوقهُ

فليس لنجم في غواشيه منجَمُ

عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه

وأعلامَهُ من أرضهِ فَهْيَ طَسْيَمُ

لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه

بوجناء يَنْميها غريرٌ وشدْقَمُ

عُذافرةُ تنقضّ عن كلّ زَجْرةٍ

كما انقضّ من ذي المنجنيق الململَمُ

يخوضُ عليها لجةَ الهوْلِ راكبٌ

هو السيف إلا أنه لا يُثَلّمُ

نجيبٌ من الفتيانِ فوق نجيبهِ

من العيس في يهماء والليل أيهمُ

فريديْنِ يمضيها وتمضيه في الدجى

كسمراء يُمضيها وتُمضيه لهذمُ

يريها الهدى حدْساً وتنجو برحله

ودون الهدى سدٌّ من الليل مُبْهَمُ

على ظهرِ مَرْتٍ ليس فيه مُعرَّجٌ

ولكنْ مَخَبٌّ للركاب ومَسْعَمُ

من اللائي تنبو بالجنوبِ وكلها

لأيدي المهاري أملسُ المتنِ أدرمُ

خلاءٌ قواءٌ خيرُ مرعى مطيَّةٍ

وموردها فيه النَّجاءُ الغَشَمْشَمُ

ينوحُ به بومٌ وتعزفُ جنةٌ

فيعوي لها سِيدٌ ويضْبَحُ سَمْسَمُ

يُخال بها من رَنِّ هذي وهذه

إذا اختلف الصوتان عُرْسٌ ومأتَمُ

تعسَّفتُه إمَّا لخفضٍ أناله

وإمَّا سآمَ الخفضِ والخفضُ يُسْأمُ

وللسيف حيناً مرقدٌ في حجابه

وحيناً مهبٌّ صادق ومُصمَّمُ

وهاجرة بيضاءَ يُعْدِي بياضُها

سواداً كأن الوجهَ منه مُحمَّمُ

أظلّ إذا كافحتها وكأنني

بوهَّاجها دونَ اللثام مُلثَّمُ

نصبتُ لها مني محاسرَ لم تزلْ

تُصلَّى بنيرانِ العُلا فهي سُهَّمُ

بديمومةٍ لا صلَّ في صحصحانِها

ولا ماءَ لكنْ قورُها الدهرَ عُوَّمُ

ترى الآلَ فيها يَلْطُمُ الآلَ مائحاً

وبارحُها المسمومُ للوجه ألطمُ

بذلك قد عللتُ نفسي كُلّه

ولكنْ بنو الأيام تُغْذَى وتُفْطَمُ

سأُعْرض عما أعرضَ الدهرُ دونَه

وأشربُها صِرْفاً وإن لامَ لُوَّمُ

أعمُّهُمُ مدحاً وأختصُّ منهمُ

أخاهم عبيدَ اللَّه والحق يُلْزَمُ

فتى منهمُ في فضله متقدّمٌ

على أنه في سِنِّهِ متقدَّمُ

يُعدُّ إذا عُدَّ الملوك مبدَّأً

كما عُدَّ رأساً للشهور المحرَّمُ

له في المعالي والمكارم إخوةٌ

وليس له فيها على ذاك تَوْأمُ

بنى بالمساعي سُؤدداً لا يُزيلُهُ

صروفُ الليالي أو يزولَ يَلمْلَمُ

فتىً لا أسمّيه فتى لحداثةٍ

ولكن لأخلاق له لا تَكَهَّمُ

من الأريحياتِ التي تُمتَرى الندى

فتَنْدَى وتلقَى غمرةً فتقحَّمُ

إذا النعلُ شُمَّتْ في المجالسِ مرّةً

فإن له نعلاً تُشَمُّ وتُلْثَمُ

وما دُبِغتْ بالمسك بل صُوفحت به

له قدمٌ في كلّ مجدٍ تَقدَّمُ

فتى ليس من يومٍ يمر ولا يُرَى

لنعماه فيه أو لبؤساه ميسمُ

يُمرُّ العطايا والمنايا لأهلها

على هِينة منه ولا يتندّمُ

له فعلاتٌ من سماحٍ ونجدةٍ

لمنْ يعتفي عُرْفاً ومن يتعرَّمُ

يقومُ لها المالُ المؤثَّل والعِدَى

إذا قام للنار الحصادُ المحزَّمُ

فتى عزمه سيفٌ حسامٌ وسيفُه

قضاءٌ إذا لاقى الضريبةَ مُبْرمُ

يباشرُ أطرافَ القنا وهْو حاسرٌ

ويلقى لسانَ الذمّ وهْو مُلَأَّمُ

مُقبَّلُ ظهرِ الكفّ وهّابُ بطنها

له راحةٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ

فظاهرُها للناس رُكنٌ مُقبَّلٌ

وباطنها عينٌ من العُرفِ غيلمُ

فتى لو رأى الناسُ الأمورَ بعينهِ

لما جهلوا أن المحامد مَغْنَمُ

يدُلُّ عليه السائلين ارتياحُهُ

ووجهٌ بسيما الأكرمين مُسوَّمُ

إذا سئل استحيا من اللَّه أن يُرى

بموضعِ مَرْجُوٍّ وراجيه يُحرمُ

يرى شرَّ يومَيْ ماله يومَ كسبهِ

وأفضلَ يوميه إذا ناب مَغْرَمُ

فتى حسنتْ أسماؤه وصفاته

فأضحت بها أيدي الكواعب تُوشمُ

ولو وسمَ الناسُ الجباهَ بمدحهِ

إذاً لاستلذوا الوسمَ والوسمُ يؤلمُ

إذا ما أسرَّتْ أنفسُ القومِ ذِكْرَه

تبيَّنتَهُ فيهم ولم يتكلموا

تطيبُ به أنفاسُهُ فتذيعُهُ

وهل سِرُّ مسكٍ أُودِعَ الريحَ يُكْتَمُ

فتى كَمُلتْ فيه الفضائلُ كلُّها

هنيئاً له الحظُّ الوفاءُ المتمَّمُ

فلا خلَّةٌ منها أضرَّتْ بخلَّةٍ

على أنه في كُلّها متقسَّمُ

وما اقتسمتْ شتّى الفضائل واحداً

فكاد من التقصير فيهنَّ يسلمُ

إلى أيّ ما فيه قصدتَ حسبته

هو الغرضُ المقصودُ فيه الميمَّمُ

ليُنْظَمَ فيه ذلك الدرُّ سُلّكَتْ

مريرتُه والدرُّ في السلك يُنظَمُ

خلالٌ جفا عنها الجفاةُ خلائقاً

وخلقاً وهل للدرّ في الحبل مَنْظمُ

وما زال عبدُ اللُّه يعلم أنه

قديماً لهاتيك الشناشنِ أخزمُ

تبيَّن فيه وهْو في المهدِ أنه

سيرفعُ من بُنْيانه وسيدْعَمُ

وأنْ سوف يحييه بما هو فاعلٌ

إذا هو واراه الضريحُ المطمطمُ

لذلك أقفاه وسمّاه باسمه

وفي الحقّ يُقْفَى مثلهُ ويكرَّمُ

وما كان لاستصغارهِ صَغَّر اسمَهُ

أبى ذاك مَن معناه فخمٌ مفخَّمُ

ولكنَّ أسماء الأحبة لم تزل

تُصَغَّرُ في أهليهمُ وتُرَخَّمُ

وما ضرَّ من أضحى له اسمٌ مُصغَّرٌ

ومعنى مُجَلٌّ في الصدورِ معظّمُ

هو الغرة البيضاءُ من آل مُصْعبٍ

وهم بعده التحجيل والناس أدهمُ

لتَفتَرَّ عنه في مواطن جَمَّةٍ

رُزَيْق فما مفترُّها عنه أهتمُ

كفاها به من مَضْحَكٍ يومَ زينة

ومن مَكْلح في الحربِ حين تَجَهَّمُ

ثنايا لعمري وُضَّحٌ لا يشينُها

ونابُ عضاضٍ مِقْصلٌ حين يَضْغَمُ

ألكنِي إلى عمرو بن ليث رسالةً

لها حين يدوى الغيبُ غيبٌ مُسلَّمُ

فإنا غدونا نحمدُ اللَّه أوَّلاً

فواتحَ من حمدٍ بحمدك تُختَمُ

على نعمةٍ ألبستناها جديدةً

هي الوشي حُسْناً والحبير المنمنمُ

لك المسمعُ المصغَى إليه إذا غدت

لبوساً لنا والمنظرُ المتوسَّمُ

رعيتَ سدانا بالأمير فكلّنا

بذلك ممنونٌ عليه ومُنْعَمُ

توخّى بنا المرعى المرِيءَ نباتُه

وجنَّبنَا المرعى الذي يُتَوَخَّمُ

وذبَّ الذئابَ الطُّلْسَ عنا فأصبحتْ

ومنها طريدُ الخوفِ والمتحرَّمُ

وأثبتَ للأمرِ الذي يستديمه

أواخيَّ صدْقٍ أقسمتْ لا تَجَذَّمُ

فلا تسهمنَّ الحظَّ فيه فإنه

جزيلٌ وما مَنْ كان مثلك يُسْهَمُ

تحمّل ما حُملتَه من أمانةٍ

فناءَ بها منه ضليع عَثمثَمُ

حليم إذا ما الحلمُ أُحمِدَ غِبُّهُ

وأدَّى إلى العُقْبى التي هي أسلمُ

جهولٌ على الأعداء جهلَ نكايةٍ

يداوَى به جهلُ الجهولِ فيُحْسَمُ

وحاشاه من جهلِ الغباوة إنَّهُ

أطبُّ بأحناء الأمور وأحكمُ

عَفُوٌّ إذا ما الذنبُ لم يعْدُ حدَّه

إلى الوِتْرِ تَبَّاعٌ قفا الوتر أرقمُ

أخوذٌ بوثقى عروتَيْ كلّ خُطَّةٍ

تروكُ الهُوَينا للتي هي أحزمُ

حلا لشفاه الذائقين وإنه

على لهوات الآكلين لعلْقَمُ

وداوَى من الأدواءِ حتّى أماتها

بأدويةٍ لم يدرِ ما هنّ حِذيَمُ

فذو الزيغِ يُسْتَأنَى وذو الغيث يُنْتَحَى

وذو النفر يُسْتَدْنى وذو الشَّغْب يُوقمُ

وكانت همومٌ لا تزال تهمُّها

رجالٌ فقد عادت مغايظَ تُكظَمُ

ولا غروَ أن ذلّتْ له بعد عزّةٍ

أنوفٌ عِدىً أضحتْ تُخَشُّ وتُخزَمُ

تكنَّفُ هذا الدين والملكَ منكما

يلمْلم في أنضادهِ ويرْمرمُ

رسا جبلا حَزْمٍ وعزمٍ وقوةٍ

بمثلهما تحمى القواصي وتُعْصَمُ

لتحملْ رقابٌ مائلاتٌ رؤوسها

حذارِ وإلا فالمليمون ألومُ

هو السيفُ يجني كلَّ رأسٍ دنا له

وقدماً إذا ما استصرم الدومُ يُصرَمُ

فأقصرَ قومٌ وانتهوا عن سفاههم

وهامُهمُ بين المناكب جُثَّمُ

وإلا فإني ضامنٌ أنْ يبُزَّها

مجاثمَها سيفٌ من البأسِ مخذمُ

بكفَّي عبيد الله يهوي بحدّه

إلى حيث أهوى الحقُّ لا يتلعثمُ

همام إذا اعوجّتْ عوالي رماحِهِ

غدت بين أحناء الضلوع تُقوَّمُ

له الراية السوداء تخفقُ فوقَها

مع النصر رايات من الطير حُوَّمُ

يحمنَ عليها واثقاتٍ بأنها

ستُجزَر أشلاء الطغاة وتُلْحَمُ

وما حربهُ حربٌ إذ نابذ العدا

ولكنها أرضٌ عليهم تُدمْدِمُ

أخو الرأي والبأسِ اللذيْن كلاهما

يُكادُ به الجيش اللُّهام فيُهْزمُ

يُرى أو يُلاقَى وحدَه فكأنما

يُرى أو يُلاقى ألفُ ألفٍ مصممُ

له عندَ قدْحِ الرأي من خطراته

وعند انتضاء العزم للأمرِ يدْهَمُ

سُكونٌ كإطراقِ الشُّجاع وسورةٌ

كسورته لا بل أشدُّ وأعْرَمُ

هو الليث طوراً بالعراء وتارةً

له بين آجامِ القنا متأجَّمُ

مُساورُ قِرنٍ أو مجيلُ جوائلٍ

من الرأي مكرُ اللَّه فيهن مُدْغَمُ

ليطرقْهُ ضيفٌ أو لتطرقه نوبةٌ

فما للقرى عن طارقيه مُعتَّمُ

لكلّ نزيل قد أعدَّ عتاده

فللضيف ترحيب ومَثْوىً مكرَّمُ

وإن كانت الأخرى ولا نزلتْ به

فبأسٌ بمثليْه من الشر يؤدمُ

يدبرهُ رأيٌ سديدٌ بمثله

تُرمُّ مصاعيبُ الأمور وتُخطمُ

إذا ما أصاب الخطبَ لم يك فلتةً

ولا هفوةً في إثرها متندَّمُ

به يهتدي الضُّلالُ عند ضلالهم

إلى سنَنَ القصدِ الذي هو أقومُ

عجبتُ لرأي يُستضاءُ ودونه

سماءُ سماحٍ لا تزال تَغَيَّمُ

ليفخرْ عبيدُ اللَّه فهْو الذي له

بفضلِ الحجى والبأسِ والجود يُحكَمُ

وما فخرُ مَنْ لو فاخر الفخر أصبَحَتْ

مقاليدُه عفواً إليه تسلَّمُ

له الحلم لو يُلْقَى على الناسِ بعضُه

تعافوا فلم يُسفَك على الأرضِ محجمُ

إلى البأس لو يمنى به الدهر مرةً

لأغضى كما يغْضي الذليل المهضَّمُ

إلى الجود لو يُعدِي أقلُّ قليلهِ

أكفَّ الورى لم يُحْمَ للمال مَحْرَمُ

خلائِقُ لو فُضَّتْ على الناسِ كلّهم

محاسنُها لم يبق في الناس مَشْتَمُ

وإن عُدَّتِ الآدابُ يوماً وأهلُها

فذكراه ريحانُ القلوبِ المشمَّمُ

هو المرسلُ الأمثالُ في كلّ منطقٍ

يظلُّ بماء العين في الخدّ يُرْسَمُ

من الشعراء الأعذبين قريحةً

وعلّامَةٌ بحرٌ من العلم مُفْعَمُ

إذا ما جَرى في حلبة عربيةٍ

تخلّف عن شأويه قُسٌّ وأكثَمُ

جواد ثنى غرْبَ الجيادِ بغربه

فظلَّ يجاري ظلّها وهْيَ صُيَّمُ

سبوق متى يطلبْ سبوقٌ لحاقَه

يفتْهُ به غَمْرُ البديهة مرْجَمُ

لحوقٌ إذا خاضَ العجاجة شقَّها

فلا الشأو مقصورٌ ولا الوجه أقتمُ

حلفتُ بأصوات الوفود التي لها

بصحراءَ جمع مَجْأَرٌ ومُهَيْنَمُ

لأصبح مَنْ سامَى الأميرَ كرائمٍ

منالَ الثريّا وهو أعسمُ أجذَمُ

أبا أحمد أنت الأميرُ بحقه

على كل حال والمعاطسُ رُغَّمُ

ألستَ الذي يُعْدى على الدهر إن عدا

ويُنْصفُ منه كلُّ منْ يتظلَّمُ

بحسبك هذي ما حُبيت إمارةً

تُجَلُّ بها حقَّ الجلال وتُعْظَمُ

ولايةَ لا عزْل وكلُّ منيحةٍ

من الخِيم أبقى من سواها وأدومُ

من اللائي يجبي أهلُها الحمدَ لا التي

جِبا أهلها دينارُ عيْنٍ ودرهمُ

سلكتَ سبيل المجد وحدَك ممعناً

ولم يبقَ منها موطئٌ يُتَرَسَّمُ

فلم نَرَكَ استوحشتَ منها لوحْدَة

ولا جُرْتَ عن قصد لأنك مُعلَمُ

وهل يوحشُ الإفرادُ من هو وحدَه

خميسٌ تضيق الأرض عنه عرمرمُ

فأصبحتَ قد غادرتَ كل ثنيَّة

لها منهجٌ يهدي الأدلّاء لَهجَمُ

وفي الناس من يسمو بهمةِ غيره

إلى ذروة المجد التي تُتَسَنَّمُ

ينامُ عن المعروف إلا مبارياً

بمعروفه معروفَ من يتكرَّمُ

وينكص في الهيجاء إلا مباهياً

وإن كان للْحامي هنالك مَقدَمُ

فيأتي من العلياء والمجد ما أتى

كمقتحمٍ في غمرة وهو مُقْحَمُ

كذاك المبادي والمسامي وإنما

يُسامَى كريمٌ بالمكارم مُلزَمُ

ولا حمد إلّا لامرئٍ ذي قريحة

يهشُّ أخوها للتي هي أكرمُ

هشاشته للماء تنسجُ متنَهُ

شمالُ خَريقٍ وَهْوَ حَرَّانُ أهْيَمُ

على حينَ لم تبعثه إلا طبيعةٌ

تَيَقَّظُ للعلياء والناسُ نُوَّمُ

بمثلك فَلْتَرْم الملوكُ ثغورَها

فما جانبٌ يُولَى بمثلك أثلمُ

علمتك فيك الخيرُ والشرُّ كلُّه

وكلك خيرٌ عندَ منَ يتفهَّمُ

وقد لُمسَتُ من صفحتيك ملامسٌ

وجُرّبْتَ قِدْماً والمجرّبُ أعلمُ

فمن كان ذا جهلٍ فإنك مُبْشَرٌ

ومنْ كان ذا حلم فإنك مؤدَمُ

وما سدّ قولٌ في فعالك خَلَّةً

ولا وَجَدَ المدّاحُ نقصاً فتمَّمُوا

وما جاوزوا إذْ أطنبوا فيك أنْ دَعَوْا

بأسمائك اللائي بها كنتَ تُوسَمُ

وما اتخذوا مدحاً إليك وسيلةً

لأنك سيْحٌ يستقي ماءَه الفمُ

ولكن رأوا دونَ الكلام ونظمِهِ

حقيقيْن إذ أنتَ المنادَى المكلَّمُ

وما ملّئتْ منك الصدُورُ بهيبةٍ

ولا عِظَمٌ إلا وشأنك أعظمُ

إذا مادحٌ أسدَى وألحمَ باطلاً

فمدحك مسدىً بالذي فيك مُلحَمُ

أقول لشاك بثَّهُ لم تزلْ به

من الحال أسمالٌ رِثاثٌ تُرمَّمُ

ألا أيها الشاكي إليَّ خَصاصة

تضارِعهُ في السنّ بل هيَ أقدمُ

ويشفق منها في بقية عمرهِ

أمنتَ وأنفُ الدهر أجدعُ أكثمُ

أمن ضيقِ مثْوى المرء في بطن أمه

إلى ضيق مثواه من القبر يُسْلَمُ

ولم يلقَ بين الضيق والضيق فُسْحَةً

أبى ذاك أن الله بالعبد أرحمُ

وأنَّ عبيدَ الله للناس عصْمةٌ

بأيديهمُ منها عُرىً لا تُفَصَّمُ

سيزجر عنك الدهرَ إن شئت زجرةٌ

يصيخ لها خوفاً ولا يترمرمُ

هو المرءُ أما مالُه فمحلَّلٌ

لعافٍ وأما جاره فمحرَّمُ

لجيرانه منه مَحَلٌّ ممنَّعٌ

يضيم به الدهرَ الذليل المضيَّمُ

وكفٌّ صَنَاعٌ تجبرُ الكسر منهمُ

وتدملُ من ذي كَلْمهم حين يُكْلمُ

وتحتاطُ من كرّ الزمانِ عليهمُ

فتنهاه عنهم بالتي هي أحسمُ

تتبع أظفارَ الزمان تَتَبُّعاً

بآثارها في أهله أو تُقَلَّمُ

فسرْ راشداً لا تَثْنينَّكَ طِيرةٌ

كذوبٌ ولا رأي عن القصد أضْجَمُ

إلى ملكٍ لا تبرحُ الطيرُ دونه

وإن برحتْ للركبِ لم يتشأَّموا

إذا ما غدا الغادي إليه فإنه

على ثقةٍ أنْ ليس في الطير أشأمُ

ترغَّم في السير القلاصُ ولا ترى

قلوصاً إذا سارت إليه تُرَغَّمُ

وإن حَفِيتْ لم تُحْذ نعلاً وذُكّرتْ

به فرأيتَ المرْو بالبيد تُرْثَمُ

يثوْبُ لها بعد الحفا عند ذكرِه

أظلُّ وقاحٌ يرضخُ الصخرَ ميثَمُ

وإن ظمئتْ قالتْ لها النفسُ شمري

فعند ابن عبد الله عِدٌّ قَلَيْذَمُ

وما تَضْربُ الأكباد نحو فنائه

من العيس بل عفوا تَخُبُّ وَتَسْعَمُ

ألا رُبَّ قولٍ فيه أمكن قائلاً

ولو رامه في غيره ظلّ يكْعَمُ

تفورُ ينابيع القريض بمدحهِ

إذا جعلتْ في آخرينَ تَسدَّمُ

أطاعت معاني الشعر فيه وأصبحتْ

قوافيهِ حتّى قيل لي أنت مُلْهَمُ

به درَّتِ الدنيا ولولاه أصبحتْ

يعلّلُنا منها أجَدُّ مُصَرَّمُ

وكان سَنام العيش قبلَ ابن طاهر

أجَبَّ فقد أضحى به وهْو أكْوَمُ

كريم التغاضي عن قوافٍ يزرنَهُ

له مغمَزٌ فيهن بادٍ ومعْجَمُ

يُثيبُ على النياتِ إن قال قائل

فجار عن القصد الذي يتيمَّمُ

غفورٌ لمن لم يوفِهِ كُنْهَ حقّه

من المدح معطاء على ذاك مقْثَمُ

وما لعبيدِ اللَّه وهو ابنُ طاهر

على شاعرٍ لم يوفه المدح مَنْقَمُ

إذا ما أثيبَ الشعرُ إن جادَ وشْيه

أثابَ على الحمد الذي فيه يرقمُ

وما تلك إلا همَّةٌ طاهرِيَّةٌ

تميلُ إلى الأمر الذي هو أجْسَمُ

قَلَتْ زُخْرفَ الدنيا فلم يكُ قصدَها

بُرودٌ تُوشَّى أو رِياطٌ تُسَهَّمُ

ولكن صميمُ الحمدِ لا شيء غيرُهُ

أَو الأجرُ إن الأجرَ ذُخرٌ مقدَّمُ

تَبيَّنَ أن المجدَ ليستْ سبيلُهُ

سَبيلَ الملاهي عالمٌ لا يُعلَّمُ

فلم يَنْحُ بالمعروف نحوَ فُكاهةٍ

ولا نحوَ لهوٍ فيه عارٌ ومأثَمُ

ولو سام سَوْمَ اللهو قامت بلهوه

فِصاحٌ بأيديهن خُرْسٌ تَكلَّمُ

أولئك لو يلهو بهنّ كَفَيْنهُ

وكان له فيهنَّ ملهىً وَمَنْعَمُ

أبا المجدِ لا يفقدْك مدَّةَ عُمرهِ

عزيزاً فإن المجدَ بعدكَ ييْتَمُ

ولا آمتِ العلياءُ منك فإنها

لمثلك قبل اليومِ كانتْ تأيَّمُ

شفيتَ من الحرمان قوماً وإنه

لأدْوَى من الداء العَياء وأعْقَمُ

وأحييتَ موتى الشعر بعد فنائها

وربَّ مسيحٍ لم تناسبه مريمُ

ولي فيك آمال وقد عَلَقَتْ يدي

بعروتك الوثقى فهل أنا مُسْلَمُ

أتيتك في عرضٍ جديدٍ طويتُه

إلى أن لبستُ الشيبَ فالرأس أشيمُ

ومثلُكَ منْ لم يُلْقَ في عرْضِ بِذْلَةٍ

وما عذرُ منْ يلقاك والعرضُ أدْسَمُ

وقد كنتُ ذا وفرٍ من المال فاقتفى

به جَذَعٌ جَمُّ الحوادثِ أزْلَمُ

وإني لأرجو أن تراني صروفُه

منيعاً كأني في جوارك أعْصَمُ

وما بطَّأَتْ بي عنك نفسٌ مُمَثَّلٌ

لها فيك ظنّ بالمغيبِ مرجَّمُ

ولا فَهّةٌ من عاجزٍ متخاذلٍ

إذا نابه يوماً من الأمر مُعْظَمُ

بل الثقةُ الوسْنَى وما زال أهلُها

قديماً إذا ما استيقظ الناس نَوَّمُوا

وإنَّ همومي بعدها وعزائمي

لأيقظ من نارِ الحريق وأسهمُ

وفي ثقة تدعو إلى الرَّيْثِ مَعْجَبٌ

لقوم ولكنْ أنتَ أَنت المفهَّمُ

إذا استعجم التأويل يوماً على امرئٍ

فأعوصُ ما فيه لديك مُتَرْجَمُ

رمَى بيَ في أخرى عُفاتك أنني

رأيتُ العطايا منك لا تُتَغَنَّمُ

لأنك لا يُعْتَدُّ جُودُكَ فُرْصَةً

تفوتُ وإن أضحتْ لُهاك تُقَسَّمُ

ولو خفت فوتاً بادرتْ بي عزيمةٌ

لها فرسٌ عندي من الجدّ مُلْجَمُ

ولكنني ممن يرى بَذْلك اللُّها

متى شاءها حتماً من اللَّهِ يُحتَمُ

أرى المالَ تحويه كمالي وديعةٌ

لدى مُودَع لم يؤتمنْ منه مُتْهَمُ

على أن ما أرجوه منك مُحصَّلٌ

وما كل ما أودعتُه متسلَّمُ

وما زلتُ كالمثري يطولُ تنسُّمي

رجاءك مغبوطاً بما أتنسَّمُ

أنا الرجل المومَى إليه إذا بدا

بقارون بل قارونُ عنديَ مُعْدَمُ

يُعَدُّ رجائي فيك مالاً محصلاً

أُدَنَّرُ في قوْمي به وأدرهُمُ

ويحسدنيه الحاسدون فموضعي

به منهمُ مَقذاةُ عينٍ ومَرغَمُ

ويُلْزمني فيه الزكاةَ معاشرٌ

ولم يَحْوِه ملكي وبالحقّ ألزموا

فهل بعد هذا كُلّه أنا آئبٌ

خميص الحشا أم طاعمٌ ما أُطعَّمُ

أبتْ لك تخييبَ المرجِّين شيمةٌ

تَذِرُّ إذا ضنَّ البخيل وترأمُ

منحْتكها حوليَّةَ النسْج لم تزل

تعانَى مدى حَوْلٍ دكيكٍ وتُخْدَمُ

يرى جَاهليُّ الشعر تبجيلَ قدْرِها

بحقٍّ وإسلاميُّهُ والمُخَضْرَمُ

إذا مِسْتَ فيها قيل وشيٌ محبَّرٌ

على قمرٍ أو قيل رَيْطٌ مُسَهَّمُ

فدونَكها مغبوطةً بك لو غدا

سواك لها مولىً غدتْ وهي تُرْجَمُ

وعشْ عيشَ ثاوٍ خير دار فما لَهُ

على غير زادٍ صالحٍ مُتَلَوَّمُ

وراءك جَدٌّ لا ينام كلاءة

ودونك عزٌّ ذو مناكبَ مزْحمُ

ولا زلتَ ممدوحاً لمطريك مَصْدَقٌ

إذا كان للمطرينَ في الناس مَزْعَمُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الرومي

avatar

ابن الرومي حساب موثق

العصر العباسي

poet-abn-rumi@

2020

قصيدة

17

الاقتباسات

2139

متابعين

علي ابن العباس بن جريج، أو جورجيس، الرومي، أبو الحسن. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي. روميّ الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً، ...

المزيد عن ابن الرومي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة