الديوان » العصر العباسي » البحتري » وأمر من عللي تخلى ناظري

عدد الابيات : 19

طباعة

وَأَمَرُّ مِن عِلَلي تَخَلّى ناظِري

عَن حُسنِ وَجهِ خَليفَةِ الرَحمَنِ

البَرحُ مِن رَجَبٍ وَمِن تَمّوزِهِ

وَالعَيشُ في آبٍ وَفي شَعبانِ

في حَيثُ أَطلَقَتِ الشِمالُ عِقالَها

وَدَنا الخَريفُ بِقَطرِهِ المُتَداني

ما لِلمُدامَةِ بَعدَ طولِ وِصالِها

صَدَّت صُدودَ مُجانِبٍ غَضبانِ

لاذَت بِحَرِّ القَيظِ فَامتَنَعَت بِهِ

وَتَعَوَّذَت بِالقُربِ مِن رَمَضانِ

فَلَئِن سَلِمتُ لِأَروِيَنَّ صَحابَتي

مِن كُلِّ بِكرٍ في الدِنانِ حِصانِ

حَتّى أَراني كُلَّ مُظلِمِ لَيلَةٍ

بَينَ الصَحيحِ العَزمِ وَالنَشوانِ

لِلشَهرِ أَن تَدَعَ المَلاهي كُلَّها

فيهِ وَإِن كَرُمَت عَلى النَدمانِ

اللَهُ لِلمُعتَزِّ جارٌ إِنَّهُ

جارٌ لَنا مِن رَيبِ كُلِّ زَمانِ

المُصطَفى لِلمُؤمِنينِ خَليفَةً

وَالمُرتَضى لِحِياطَةِ الإيمانِ

مَلِكٌ نَعُدُّ العَفوَ مِنهُ خَليقَةً

وَالعَفوُ خَيرُ خَلائِقَ الإِنسانِ

أَعطى الرَعِيَّةَ سُؤلَها مِن عَدلِهِ

في السِرِّ مُجتَهِداً وَفي الإِعلانِ

وَأَنالَها مِن سَيبِهِ وَنَوالِهِ

أَفضالَ لامُكدٍ وَلا مَنّانِ

جُمِعَت قُلوبُهُمُ إِلَيهِ بِبَيعَةٍ

كانَت شَبيهَةَ بَيعَةِ الرِضوانِ

أُثني بِأَنعُمِهِ الَّتي هُوَ أَهلُها

وَدِراكِ جَدواهُ الَّذي أَولاني

مَن شاكِرٌ عَنّي الخَليفَةَ في الَّذي

أَولى مِنَ الإِفضالِ وَالإِحسانِ

حَتّى لَقَد أَفضَلتُ مِن أَفضالِهِ

وَرَأَيتُ نَهجَ الجودِ حينَ أَراني

مَلَأَت يَداهُ يَدي وَشَرَّدَ جودُهُ

بُخلي فَأَفقَرَني كَما أَغناني

وَوَثَقتُ بِالخَلَفِ الجَميلِ مُعَجَّلاً

مِنهُ فَأَعطَيتُ الَّذي أَعطاني

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن البحتري

avatar

البحتري حساب موثق

العصر العباسي

poet-albohtry@

931

قصيدة

59

الاقتباسات

2462

متابعين

الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي, أبو عبادة البحتري شاعر كبير، يقال لشعره (سلاسل الذهب). وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم: المتنبي، وأبو تمام، والبحتري. قيل لأبي العلاء ...

المزيد عن البحتري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة