الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » أتلك للحي أحداج وأظعان

عدد الابيات : 55

طباعة

أَتلكَ للحيِّ أحداج وأظعان

أَم الأشا زانَها بالزهر قنوانُ

مُضمّنات شموس كالشموسِ لها

في هالةِ العزّ دوران وجريانُ

يهزّهنّ إذا مسّسن في خفرٍ

مشيات الصبا شرخ وريعانُ

يا مُخبري عد وكرّر في حديثك عن

أهلِ المَغاني وما كانَت وما كانا

كانوا لنا جيرة فالآن إذ رحلُوا

لا الحيُّ حيٌّ ولا الجيران جيرانُ

ظَلنا نشيّعهم يومَ الرحيل وَقد

زمّت لرحلةِ من تهواه بعرانُ

فيا لَها رحلة مِن أجلها مرضت

لَنا قلوبٌ وأجساد وعينانُ

يوم اِنثَنت هند بالألحاظِ ناظرةً

نَحوي وقَلبي لخيلِ الوجدِ ميدانُ

حاوَلتها نظرةً مِنها وَقد برقت

أَبصارُنا وأمطرت بالدمع أجفانُ

وَقَد جرَت عبرة فوق العبير لها

على التشاكي أمارات وعنوانُ

تَهوى وداعي وتَخشى من مراقبها

كمثلِ ما عيق دون الماء عطشانُ

وَقَد حَوتها خبايا الحيِّ واِبتدرت

من حولِها بالقنا عربٌ وسودانُ

وجاه أمر دونها ضوّ الأسنّة إذ

حفَّت بها من عسيرِ الحيِّ ركبانُ

كأنّما نحلتها ما أحاط بها

من غاية العزّ بلقيس وبورانُ

غيداء يَفتنني منها إِذا سفرت

شخصٌ لها ببديع الحسن فتّانُ

عيساء في جنّةٍ من روض بهجتها

وَفي حشاء من الأشواقِ نيرانُ

تميسُ في حلل الريعانِ إن خطرت

كمثلِ ما ماسَ من برديه نشوانُ

إِذا رَنت سبت الألبابَ واِنتَقضت

منّا القلوبُ وأبصارٌ وأذهانُ

كأنّما سحرُ هاروت تضمّنه

طرفٌ لَها فاترُ الألحاظِ وسنانُ

تشوب مِنها الرِضا بالسخطِ إن وصلت

لا الوصلُ وصلٌ ولا الهجرانُ هجرانُ

أَخلصتُ دينَ الهوى في حبّها طرباً

وَفي الصبابةِ كالأديان أديانُ

لا أكتمُ الحبّ إنّ الحبّ مذهبهُ

مصرّح لَم يغالب فيه كتمانُ

إنّ الرياء لبوس قد يشفّ بما

فيهِ فلابسه في الناس عريانُ

ما لي أراني أبيد العيش في بلدٍ

ما لي به في اِقتباسِ العلمِ إخوانُ

وأنفقُ العمرَ في قومٍ أولي حسدٍ

والكلّ منهم بما أوتيت غضبانُ

ما إِن وثقت ولا اِستمسكت عروتهم

لدى مَواثيقهم إلّا وَقَد خانوا

إِذا اِستلبتهم في أرية خشوا

سجيّته وإِذا اِستحثثتهم لانوا

يبدونَ بشراً إِذا عاينت وجههمُ

والكلُّ منّا بنارِ الحقد ملآنُ

تَرميهمُ أنجمُ الألفاظ من أدبي

كَما رمي بنجومِ القذف شيطانُ

دَعني ودَعهم ومنهم إنّني رجلٌ

فيما أريدُ لَهم شانٌ ولي شانُ

وَلَيس مِن عجبٍ إِن لم أسغ لهم

لَم ينتفِع بضياءِ الشمسِ عميانُ

وَهَكذا الجعلُ لم يصلح له أبداً

للشمّ من مستشمّ الريح ريحانُ

وَإِن يكيدوا فَكم بالكيدِ قد رميا

موسى وهارون فرعون وهامانُ

خُذ مِن هبات الليالي ما بدا لك فال

أحيانُ تعقبها بالصدقِ أحيانُ

لا بدّ لي مِن مقالٍ في ممانحة ال

أيّام إن كان لي في القولِ إمكانُ

سأوضحُ القولَ في الأزد الذينهُمُ

في منهجِ الدين والإسلام برهانُ

وَأَجتني مِن معاني منطقي درراً

عنها يقصّر في الألفاظ سحبانُ

المسعران لظى الحرب الزبون إذا

تَداعست بالقنا الخطّيّ فرسانُ

حتّى أكونَ لما فوّقت من حكمي

في حمير والفتى كهلان ديوانُ

بدران في هالتي فخرٍ إذا اِنتدباً

خرّت لشأنِهما في الدست أذقانُ

غيثان للجودِ مدراران قطرهما

خيلٌ وعيسٌ وأوراق وعقبانُ

إنّ للجود أوطان فراحهما

للجود من حيث كان الجود أوطانُ

هُما هُما موكبا عزٍّ وسلطنةٍ

وَليسَ بعدهما في الفضل سلطانُ

فحميرٌ حميرٌ في المكرُمات وفي

مستصعبات العلا كهلان كهلانُ

هَذا شمام وذا رضوى لديه وذا

في الجود سيحان بل هذاك جيحانُ

يا سيّدي آل قحطان ومَن بهما

يزدادُ يعرب إجلالاً وقحطانُ

لا تَنظرا لخيالات مموّهةٍ

فإنّما ربحها نقصٌ وخسرانُ

وَاِستعديا في طلابِ الملك واِنتصرا

فَالملك فيهِ زيادات ونقصانُ

فربّ غمدان لم يدرك ممالكه

حتّى اِحتواه لكسرى قبل إيوانُ

فسارَ عنهُ بما قد كان يأملهُ

حتّى اِستقرّ به في الملك غمدانُ

وقَد أَطاعت وَدانت بعد مشتجرٍ

لابن المهلّب واِرتاحت خراسانُ

وَقد جاء مُستنصفاً قدما فأنصفه

رياح طسم من الأعداءِ حسّانُ

أَردى جديساً بحبس لا كفاح له

ولا عليه من الأعداء عصيانُ

لا يُنقذ الوحشَ في أرجائه هربٌ

منهُ ولا طيره ينجيه طيرانُ

إِن كانتِ الأزد عيناً للعلا خلقت

فإنّما أنتما للعين إنسانُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة