الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » ما بال ورق الغضا يشدو بألحان

عدد الابيات : 41

طباعة

ما بالُ ورق الغضا يشدو بألحانِ

تَشدو وتَشكو هواها فوق أغصانِ

أَراعها حادثٌ جاء الزمانُ بهِ

أَم هاجها ذكر آلافٍ وخلّ انِ

فأنقضت جرحَ قلبٍ كان مندملاً

وَجدّدت عهدَ أشواقي وأشجاني

من لائِمي من عذولي إن بكيت جوىً

مِن ذكر عهدٍ تقضّى منذ أزمانِ

نوح الحمائمِ أَبكاني وذكّرني

عصر الصِبا بعد نسياني وسلواني

عصر عهدناهُ ما أحلاه من زمنٍ

ما دارَ في خاطري إلّا وأنكاني

أيّام يشفعُ لي عند الحسان إذا

حاولتُ منهنّ وصلاً شرخ ريعانِ

أجرُّ بين الخراد البيض مقتبلاً

ذيلَ التصابي ونفسي نفس جذلانِ

يا عاذِلي في هوى ذات الوشاحِ ألا

مهلاً بمكتئبٍ في حبّها ضانِ

وَاللّه واللّه إنّي لست مرتدعاً

عَنها ولو بدّلت وصلي بهجرانِ

نجلاء إن نجلت ألحاظها قِبَلي

إلّا وقد أرسلت لي سهمَ أجفانِ

شمس على غصنٍ فوق الكثيب على

ساقٍ يضيق به الخلخالُ ريّانِ

غيداء غاليةٌ ما أرخصت أبداً

ترشاف مبسمها إلّا لغضبانِ

ترمي القلوبَ فتُصميها إِذا نظرت

بسهمِ لحظٍ غضيض الطرف وسنانِ

وليلة زرتها هدواً فبتُّ بها

أجني منَ اللثمِ ما لم يجنه الجانِ

في خلوةٍ لم نحاذر في التواصل من

ذي غيرةٍ فنداريه ولا شانِ

تقولُ في دلّها حدِّث وهاتِ لنا

ما كان في هند من عمرو بن عجلانِ

وَعَن أحاديث سكّان العذيب وعن

وادي الخزاما وعن نعم ونعمانِ

وَكيف أخبارُ ليلى في متيّمها

قيس وما كان من ميٍّ وغيلانِ

وَما لقيه جميلٌ من بثينة في

وادي نغيص بأدنى سفحهِ الدانِ

فبتُّ أخبرها عنهم وأنشدُها

منَ النشيد المحلّى لفظ سحبانِ

وَمُذ رَأتني خبيراً بالأمور أخا

لبٍّ أجول معاً في كلّ ميدانِ

قالت فَمن أفخر الأملاك قلتُ لها

أملاكُ يعرب هم أملاك قحطانِ

قالَت بِما أنت قد خصّيت قلت لها

أعني أبا العرب الزاكي ابن سلطانِ

فَاِستضحكت ثمّ قالت قد أتيت بما

تبدي الحقيقة مِن صدقٍ وتبيانِ

يا هَذه هَل رأيت من يشاكلُه

مِن جملةِ الخلقِ من عربٍ وعجمانِ

بحرٌ منَ الجودِ قد ساغت مشاربهُ

بكلِّ صادٍ إِلى جدواه ظمآنِ

كأنّما الجودُ قد شيبت طبائعهُ

في المهدِ طفلاً وأسقته بألبانِ

لو أنّ نائلهُ غيث لأغرق أه

لَ الأرضِ مقتفياً نوحا لطوفانِ

تزري بكلّ حجا زاكي سكينته

حلماً وترجع إن قيست بثهلانِ

لا خالد في معاليه يطاولهُ

وَلا يطاوله ذهل بن شيبانِ

رقى منَ المجدِ ما لم يرقه أحدٌ

دارا بن دارا وخاقان بن خاقانِ

وصارَ في رتبةٍ شمّاء باذخةٍ

مِن دونها نجم بهرام وكيوانِ

يطيعهُ الفلكُ الأعلى وتخدمهُ ال

أيّام فهيَ له من خير أعوانِ

لَهُ كفيلٌ غداة الروع ذابله

بنزعِ أرواحِ أبطالٍ وفرسانِ

يا أسمحَ الناسِ في عسرٍ وميسرةٍ

وَأصدق الناس في سرّ وإعلانِ

حزتَ المفاخر والإجلال متّرثاً

عن الخلود وعن نصر بن زهرانِ

وَاِنعم بخلعة مجدٍ من إلاهك لم

تُخلع على حمير قدما وكهلانِ

وعزّة ربّها عزَ يطول على

قابوس في رتبة العليا وحسّانِ

كم آية لكَ بين الناسِ قد ظهرت

كأنّما أنت موسى بن عمرانِ

وَكم لأعداكَ عند اللّه أبطله

كيداً حكى كيد فرعون وهامانِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة