الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » قفا بمقام للأحبة ماصح

عدد الابيات : 38

طباعة

قِفا بِمقامٍ للأحبّة ماصحِ

بهِ عَبَثت أيدي الرياح اللواقحِ

ألثّ على أَطلاله كلّ مدجن

وكلّ هتونٍ بالشآبيب ناضحِ

وَقفت به والركبُ ما بين ضاحكٍ

وَما بين باكٍ في الرسوم ونائحِ

مَقامٌ لسعدى بعدها قد تفجّرت

عليه شؤوني بالدموع السوافحِ

فَيا آمري بالصبرِ عنها عنافة

برفقٍ فَليس الصبرُ عنها بصالحِ

فَكم سَفكت منّي غداة النوى دماً

وَكَم أَوسعت جرحاً لها في الجوارحِ

تَجلّت كمثلِ الشمسِ خلفَ غمامةٍ

بِوجهٍ لَها تحتَ البراقعِ لائحِ

فَسلّت عزاي واِصطباري صبابة

وَأَورت سعيرَ الشوقِ بين الجوانحِ

وَقَد أَشدهت عقلي بسحرِ عيونها

غَداةَ رَمَتني بالعيون اللوامحِ

يَهيج لي البرقُ اليماني صبابةً

إِذا اِفترّ عن كشر منَ النور واضحِ

وَيبعث لي الشوق المبرّح والجوى

بكاء خضيبات الأكفّ الصوادحِ

أَرى الكدح في الدنيا كأَحلام راقدٍ

يَصير مداه للنفوسِ الكوادحِ

وما السعي إلّا مَذهبان توسّعت

مَعانيهما فيه لهاجٍ ومادحِ

فَيا ليت شعري هل أرى الدهر مازحاً

بِما قَد قضى في الحكم أم غير مازحِ

يُواصِلنا منه بِأخلاقِ حازمٍ

شحيحٍ على جاديه في زيّ مادحِ

فَكَم فتكت في الأُسدِ منه نعاجه

وَغاثت حباريهِ به في الجوارحِ

وقد زدت آمالي فَأَضحت سوامها

معقّلة عن رعيها في المسارحِ

وَأَيأست نفسي من مطامِعها الّتي

تَسير على عيش الغرور الطلائحِ

وَأصبحت لا أغضي بطرفي لسابحٍ

وَلَم أَلتفت يوماً بطرفي لبارحِ

وَأحوى غثاء فاحَ عبء سمائه

بِنشرٍ حَكى نشرَ اللطيمةِ فائحِ

وَأَصبحَ أَحوى الطرّتين وقد هما

به من حجنّ المعصرات الدوالحِ

وَقد أضحك النوّار فيه وأَشرقت

مَباسمُ أعلا زهره المتصافحِ

كأنّ بهِ أخلاق مالك حين ما

تأرّج في أرجائه بالروائحِ

فَتىً أصلح الدنيا وأَصبح ناسخاً

مَفاسدها من عدله بالمصالحِ

أَمين لربِّ العرشِ في الملك قلبه

إِلى الحقِّ أَضحى جانحاً أيَّ جانحِ

وسيفٌ منَ الرحمنِ في الأرض مصلتٌ

يقطّع أعناقَ الخطوب القوادحِ

وَنورُ هدى في غيهب الجهل قابس

أقاليمها من كلّ دانٍ ونازحِ

فَلا تشبهن يوماً به بشراً وهل

يُقاس خضمٌّ زاخرٌ بالضحاضحِ

يرى ما اِختفى في الغيب من قبل كونه

بِعقلٍ وحلمٍ في السكينةِ راجحِ

ثَقيلٌ إذا ما قابل الدست واِبتدى

خفيفٌ على ظهر الجياد السوابحِ

لَه قلم يثني الرماحَ بحدّهِ

عَلى الكره عوجاً من يدي كلّ رامحِ

إِذا ما جرى أجرى أموراً وفتّحت

مغالق لَم تفتح لها بالمفاتحِ

وَإِن مجّ ريقاً كان رزقاً لمعدم

وَمنعاً لمطلوب صكيك المنادحِ

يُطاوعه في كلّ أمرٍ يريده

وَيخدمهُ في الملك خدمة ناصحِ

وَيَفعل مهما يأمر القلب مضمراً

وَيسلك في التدبير طرق المفالحِ

وَكَم هزمت منه الكتائبَ كتبهُ

صَحيفتها تثني حدود الصفائحِ

أَيا غاصباً كم قد سرت بي وهجّرت

ظهور المطايا في ظهورِ الصحاصحِ

فَكم حيت من بيدبيها ودكادك

ومن تلع موصولة بالأباطحِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة