الديوان » العصر العثماني » العُشاري » قم وانظر البدر المنير المسفرا

عدد الابيات : 41

طباعة

قُم وَانظُر البَدر المُنير المُسفِرا

تَجد الجَمال مُشكلا ومصورا

وَاحفظ فُؤادك كُلما عاينت في

تِلكَ العُيون الناعِسات مِن الكَرى

أَلقى بِها هاروت مِن نَفثاته

سحراً تُباع بِهِ القُلوب وَتشترى

قُل لِلغَزالة إِن أَتيت رُبى النَقا

فَتَأملي هَذا الغَزال الأَحورا

رَشأ لَهُ عَين الغَزال وَجيده

لَكنهُ كَالغُصن أَصبَح مُثمِرا

يحكي قَضيب البان غُصن قوامه

لَما كَساه الحُسن بَرداً أَخضَرا

وَبِمُهجَتي ذاكَ الرضاب فَقَد حَوى

مسكاً يُدار بِمرشفيه وَكَوثَرا

عَين الحَياة شَربتها فَنَشَرت مِن

بَعد المَمات وَحق لي أَن أنشرا

فَظفرت مِنها بِالجمان مرصعاً

لَما لثمت بِها العَقيق الأَحمَرا

جاذبته فَتوردت وَجناته

خَجلاً وَكانَت قَبل ذَلِك جَوهَرا

وَشَمَمت نُقطة عَنبر رقمت عَلى

خَد بِماء شَبابه شَرق الوَرى

لِلّه أَيام الوِصال وَطيبها

لَو أنَّها بِالعُمر كانَت تشترى

زَمَن بِهِ قَد كانَ غُصن شَبيبَتي

أَبهى مِن الغُصن الرَطيب وَأَنضَرا

أَيام أَعراس حَكَت بِجمالها

عُرساً لإسماعيل مَرفوع الذرى

أَكرم بِهِ مِن فاضل متضلع

بِمَعارف مِنها وردنا أَبحرا

وَرث الرِياسة عَن أَبيه وَجده

وَحَوى الفخار معجزاً وَمصدرا

وَقَد اقتضى رَأي الوَزير وَحلمه

لَما رآه بدر تم نيرا

أَن يَجعل الفَتوى قلادة جَوهر

في جيده فَتنال حَظاً أَوفَرا

فَجلا ظَلام المُشكلات بِرَأيه

حَتّى غَدا لَيل الجَهالة مقمرا

وَحَكى لَنا الصديق في عَزماته

لَما غَدا الإِسلام منحل العرى

وَفرى الأُمور بِصارم مِن عَقله

أَمضى من السَيف الحسام وَأَوقَرا

وَجَرى بمضمار الكَمال مقدما

فَأَناف فيهِ مقدماً وَمُؤَخرا

حَتّى تصدر مفرداً فَتَراجَعَت

أَهل الفَضائل عَنهُ تَمشي القهقرى

هُوَ مِن كِرام أَشرَقَت أَبياتهم

مُذ أَوقَدوا مِن فَوقِها نار القرى

صَعدوا مِن العَلياء مَجداً باذخاً

فَتطاولوا قَدراً وَراقوا مَنظَرا

أَيقنت أَن رباعهم مِن جنة

لَما شَرِبت بِها الزلال الكَوثَرا

الضارِبين عَلى السَخاء قبابهم

وَالباذلين بِها النضار الأَصفَرا

لا غرو أَن حيزت مكارمهم لَهُ

إِذ صح كُل الصَيد في جَوف الفرى

عَرفت نُفوس الطالِبين نَواله

فَطووا لَهُ براً وَخاضوا أَبحُرا

مَولى إِذا حَوَت اليَراعة كَفه

قامت مقام الجَيش إِن خطب عرا

يلقي على وجه الصحيفة حكمة

فيحل مشكلة ويدفع منكرا

أضحت مكارمه تروح وتغتدي

كالغيث جاء مجدداً ومكررا

يلقى الضُيوف وَوَجهه متبلج

كَالرَوض يَنتَظر السَحاب المُمطِرا

يهنيه عرس زالَ غب نُزوله

عسر وَصادف فيهِ عَيشاً أَخضرا

زفت لَهُ مِن بَحر مَجد درة

مَكنونة في الخدر أَكرم من تَرى

وَسرت إِلَيه كَما سرت شَمس الضُحى

دَعها تَسير وَلا تَمل مِن السرى

يمن وَإقبال وَنوء سَعادة

وَقرى بِهِ قَد بشرت أُم القُرى

وَبِناء عز قَد بَنى بَين الوَرى

قَصراً وَشيد لِلمَكارم مِنبَرا

وَبشارة تروي السُرور مُسلسلاً

ما إنها فينا حَديثاً يُفتَرى

فاهنأ بِها يا ابن الأَكارم إِنَّها

طابَت عَناصرها فَفاحَت عَنبَرا

وَبَدَت كَبَدر التم في تاريخها

وَرنت لإسماعيل عقداً جَوهَرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن العُشاري

avatar

العُشاري حساب موثق

العصر العثماني

poet-aloshari@

191

قصيدة

33

متابعين

حسين بن عليّ بن حسن بن محمد العشاري. فقيه أصولي، له شعر. من أهل بغداد. نسبته إلى العشارة (بلدة على الخابور) ولد وتعلم في بغداد. وغلب عليه الفقه حتى كان ...

المزيد عن العُشاري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة