الديوان » العصر العثماني » العُشاري » يا صاحبي هلا مررت بخندف

عدد الابيات : 61

طباعة

يا صاحِبي هَلا مَررت بخندف

وَرَأَيت قائِمَة الغَزال الأَهيفِ

وَنَظرت فاترة الجُفون لحاظها

يَسطو بأسمر في القُلوب وَمُرهفِ

وتَميد بالألف القَويم كَأَنَّها

غُصن تَرَنح بِالرِياح العصفِ

فَإلام وَالخد الأَسيل محجب

بِظبا الجُفون وَوَرده لَم يقطفِ

وَعَلام تختطف النفوس عُيونها

بِمهند ماضي النَواجذ أحنفي

عَربية تَسقي الضَجيع إِذا دَنَت

بِمزرنب مثل السلاف القرقفِ

وَتَرى شَمائلها الشمول مَحاسِنا

أربت لطافتها عَلى السحر الخَفي

تبدي نِظام حَديثها لِنَديمها

بِفَواصل برزت بِغَير تكلفِ

لِلَّه كَم أَهدت جمان كلامها

لِمَسامع المُتَشوق المتشوفِ

لَم أَنس وَالأَيّام تغدر بِالفَتى

حَسدا وَما في الدَهر من خل يَفي

إِذ أنعمت وَالطل يَقطر طرفه

فوق الحَدائق كَالغَمام الأَوطفِ

طَوراً تَميس بِحلة ذَهبية

من تحتها برز الجَمال اليوسفي

وَتجر ما بَين الرِياض وَنَورها

أَذيالها بتغطرس وَتغطرفِ

وَتَميل بِالقَد الرَطيب وَتَنثَني

طَوراً لأَصوات الحمام الهتفِ

يصفر أحمرها لِصَوت حليها

حذراً علي مِن العَدو المرجفِ

فَفَرشت خَدي تَحتَ موطئ نَعلِها

وَغَسَلت وَجهي بِالدموع الذرفِ

وَلَثَمت أخمصها عَلى رَغم العِدى

بِفَم بلثم خدودها لا يَكتفي

وَبَثَثتها الشَكوى وَما لاقيته

مِن لَوم لائِمَة وَدهر مجحفِ

وَشفيت في ذاكَ المَقام جَوانِحا

أَبَداً حَرارة نارِها لا تَنطفي

فَسَطا علي الدَهر سَطوة ظالم

بتفرق وَتعنف وَتعسفِ

أَخلى مِن الخل الألوف مَنازلي

فَغَدَت مَرابعها كَقاع صَفصفِ

وَفَررت مِن رَيب الزَمان وَصرفه

مُتَحصِناً بِالسيد البر الخفي

وَحَبَست نَفسي أن تَسير لِغَيره

فَإِذا اِنثَنَت للغير قُلت لَها قِفي

ألقي العصا بِجنابه وَببابِه

وَتَمتعي بِعلومه وَتشرفي

الجهبذ الحبر الحَكيم وَمَن لَهُ

غرر ضِياء شُموسها لا يَختفي

مَولى أَنافَ عَلى السماك مقامه

وَسَما عَلى قمم النُجوم الوقفِ

من ضِئضِئ المَجد الرَفيع وَمَعدن الش

شَرف المَنيع وَنخبة البَيت الصَفي

وسلالة الشرفا وَبضعة حَيَدر

مَردي الكَتائب بِالسِنان المشرفي

بَيت النُبوة وَالسيادة وَالتُقى

مِن قَبلهم بَينَ الوَرى لَم يُعرَفِ

لَم يخلق الرَحمن مثل نَبيهم

وَكمُصطفاهم في الوَرى لَم يصطفِ

فَهمُ هُمُ تاج الوَرى وَهم العُرى

فاعذر أخي إِذا تَشا أَو عَنِّفِ

كَم روحة لَك يا أَمين وَغدوة

برحابهم وَتلاوة بِالمصحفِ

تَأتي بدحية تارة متشبهاً

وَبوافد الأعراب وَالجلف الجَفي

تَخشى العَواقب قَبله فَأمنتها

إِذ كانَ رَحمة كُل مَرحوم كفي

يا سَيداً يعزي لِبَيت مُحمد

لَم أحص مدحكم بِأَلف مصنفِ

إِن قُلت جدي خَير من وطئ الثَرى

قالَ الوُجود صَدقت يا نَجل الوَفي

أَو قُلت أُمي خَير كُل كَريمة

قالَ ابن حَنبل قَد صَدقت فلا تفِ

أَو قُلت آبائي القَوانت في الدُجى

أَهل المَكارم وَالحجا لَم تسرفِ

ما وَرثوه دراهما مَعدودة

بَل وَرثوه مَعارفاً لَم تعرفِ

فَتَراه قَد كرع العُلوم وَبَثها

في كُل ناحية تَليه وَمَوقفِ

يجلي الشُكوك إِذ تَفاقم أَمرها

بِذكائِهِ المتوقد المتلقفِ

وَلَكم تخرج فيهِ كُل مهذب

وَمذرب مثل السنان مثقفِ

وَسجية في العالمين سخية

آمالها نجزت بِغَير تسوفِ

وَشَهامة مَعهودة مِن هاشم

وَحمية مَوروثة عَن خندفِ

وَبَلاغة وَبَراعة وَنَجابة

وَصَلابة في دينه لا تَنتَفي

بِجواره يحمي الضَعيف إِذا عدت

أَيدي الزَمان الجائر المستضعفِ

فَيرد رَوعته بِعزم ثاقب

وَيَحل عقدته بِتَدبير خَفي

وَيَسد خلته براحة محسن

فاقَت عَلى هطل الزَمان الأَوكفِ

وَإِذا رَأى الأَيتام في عَرصاتِه

أحني حُنو الوالد المُتعطفِ

لَو أنصفَت أَيامه لتلثمت

أَقدامه لَكنها لَم تنصفِ

وَاللَه لَم أَستوفِ بَعض مَديحه

لَكِنَّني كَالجالب المُستطرفِ

هَل كَيفَ أحصي النَجم أَو قطر النَدى

بِمحابري وَصَحائِفي أَو أحرفي

فَلَو اشتغلت بِوَصفِهِ وَمَديحه

يَفنى الزَمان وَفيهِ ما لَم يوصفِ

لَكنني عَودت طَبعي وَصفه

حَتّى يَكون محصبي وَمعرفي

فَإِذا وَقفت بِبابِهِ متشرفا

وصرفت عَن أَبوابه لَم أصرفِ

هَل كَيف أصرف عَن حماه وَإنَّني

بَين المَجرة وَالثُريا مَوقفي

يا نَجل فَخري أَنتَ فَخري فاستمع

منظومة صدرت بِغَير تكلفِ

وَرَدت عَلَيك وَإنَّها ابنة يَومِها

نسجت كَثَوب بِالنَسيم مرفرفِ

نَزَلت فَعبد اللَه مهبط وَحيها

بكراً وَطَوق سجافها لَم يكشفِ

فاحفظ جناها مِن ذرابة كاشح

وَاحرس حِماها مِن سِهام معنفِ

لا زلت مسقط كُل نوء مغدق

أَبَداً وَتُدعى بالأعز الأَشرفِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن العُشاري

avatar

العُشاري حساب موثق

العصر العثماني

poet-aloshari@

191

قصيدة

33

متابعين

حسين بن عليّ بن حسن بن محمد العشاري. فقيه أصولي، له شعر. من أهل بغداد. نسبته إلى العشارة (بلدة على الخابور) ولد وتعلم في بغداد. وغلب عليه الفقه حتى كان ...

المزيد عن العُشاري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة