الديوان » العصر العثماني » العُشاري » ما بين أطلال النقا ورماله

عدد الابيات : 40

طباعة

ما بَين أَطلال النَقا وَرِماله

بَدر ثَوى في القَلب عِندَ كَماله

ما جئت ألتمس الوِصال بجفنه

إِلا وَأشغل ناظِري بِخياله

ظَبي إِذا نَظر المشوق لِوَجهه

رشق الفُؤاد بِلَحظه وَنِباله

صلت الجَبين إِذا أَماطَ لِثامه

أَبصَرت بَدراً لاحَ مِن سرباله

تَهوى النُجوم بِأَن تَكون عُقوده

وَهِلالها المعوج شسع نعاله

غزلت لَواحظه وَكَم مِن عاشق

كتبت مَنيته بِلَحظ غَزاله

ملك وَأفئدة المُلوك جُنوده

وَالحسن وَالإحسان مِن عماله

وَالنحس يدبر إن رآه مُقبِلاً

وَالسَعد وَالإقبال مِن إِقباله

عنت الغُصون المائِسات لِقَده

فَتَكَسرت شغفاً بِحسن دَلاله

رَيان مِن ماء الشَباب لأَنَّهُ

غُصن يَنقطه الصبا بِزلاله

سقياً لأَيام مَضَت فَكَأَنَّها

طيف تمثل في الكَرى بِخَياله

حَيث اشتملت عَلى الحَبيب عشية

وَظفرت مِن دون الوَرى بِوصاله

وَقَد اصطَبَحت بَريقه وَبَريقه

وَقَد استَضأت بِنوره وَجَماله

وَضَممته بِيَدي اليَمين فَمُذ رَأى

صدق المَحبة ضمني بِشَماله

فَدهشت مِن فَرحي بِهِ فَكَأَنني

شاهَدت أَحمَد عِندَ بَذل نَواله

الأَلمعي الواحد الخريت من

قرن الكَمال بفضله وَكَماله

نحر العُلوم بِفكرة لَو صافحت

جَبلاً لَضاقَ البر مِن أَوصاله

فَغَدا يَروض أَبيها بِأَبيه

وَيُنير حالكها بِنير باله

متوقر لَولا برودة حلمه

لَخشيت أَن يجني عَلى سرباله

مُتَأنياً لا يَنثني عَن حكمه

مُتحركاً لا كَالجَهول الواله

مُتَعرِضاً للوافدين نَواله

فَينال ذا الحاجات قَبل سُؤاله

متهيئاً للمكرمات فَإِن وَنَت

يَوماً يُحركها بحسن فعاله

جود الزمان وَحسنه وَوَقاره

في كَفه وَجَماله وَجَلاله

حزم تَرى التَوفيق في حيزومه

وَتشم ريح النَصر مِن إِقباله

طَلعت طَلايع جُنده مِن مَجده

وَبَدَت كَتائب نَصره من حاله

ذو همة تَطأ القُلوب بِنعلِها

فَتَرى الخُطوب الدهم تَحتَ نِعاله

يغضي عِن الفَحشاء حاشا مَجده

يَرضى إِذا عبث السَفيه بِقاله

هَيهات يا رَمضان قَد فارقته

هَلا بَقيت لَهُ كَبَعض عِياله

لم لا ذكرت صِيامه وَقِيامه

وَصَلاته وَصَلاته مِن ماله

وَقِراءة القُرآن طول نَهاره

وَقِيامه لِلّه طول لَياله

وَغِذاءه الصرف الحَلال وَغَيره

لَم يَدر بَين حَرامه وَحَلاله

فَأَجابَني ماذا عَلي فَإِنني

رَجل فداه بِنَفسه وَرِجاله

فَلهُ البَقاء وَإِنَّني سَأَعوده

بِالخَير مَوصولاً بحَبل وِصاله

أَو ما عَلمت بِأَن أَحمد سَيد

رَمضانه قَد خافَ مِن شَواله

يا ابن الغَطارفة الكِرام أقل فتى

عَبث الزَمان بِنَفسه وَبِحاله

أهدي إِلَيك خَريدة مَنقوشة

آوت لبيتك تَحتمي بِظلاله

جاءَت عَلى كَيد الحَسود وانَّها

بَصَقَت بلحيته وَفَوق سباله

فَاهنأ بِهَذا العيد دمت بِنعمة

وَصَلت حبالك سَيدي بِحباله

نَقطت هَذا الشَهر مِنكَ قلامة

في وَجهِهِ فتَشكلت بِهلاله

فاشكر إلهك بِالسَلامة ثُم قُل

يا رَب صَل عَلى النَبي وَآله

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن العُشاري

avatar

العُشاري حساب موثق

العصر العثماني

poet-aloshari@

191

قصيدة

33

متابعين

حسين بن عليّ بن حسن بن محمد العشاري. فقيه أصولي، له شعر. من أهل بغداد. نسبته إلى العشارة (بلدة على الخابور) ولد وتعلم في بغداد. وغلب عليه الفقه حتى كان ...

المزيد عن العُشاري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة